标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: المجتمع المدني يقود ملف الأطفال المفقودين في مصر

arabic.china.org.cn / 22:13:46 2016-09-20

القاهرة 20 سبتمبر2016 (شينخوا) بعد قرابة ثماني سنوات من البحث عنه في الشوارع والمستشفيات والمشارح، تمكنت أخيرا من احتضان ابنى مروان، بهذه الكلمات استهل جاب الله العزوني حديثه لوكالة أنباء (شينخوا).

وفُقد مروان (14 عاما) في 2009 حين كان في زيارة مع والدته إلى القاهرة، وعمره آنذاك قرابة ست سنوات، حيث أغمى على والدته بينما كان يشترى حلوى من سوبر ماركت، فأحاط بها مارة في الشارع وحملوها للمستشفى دون أن يلاحظوا ابنها، حسب العزوني ( 57 عاما).

وأضاف العزوني وهو من مدينة المحلة شمال غرب القاهرة، عاد مروان فلم يجد والدته، ومن شدة بكائه أخذه رجل إلى قسم الشرطة، الذي بدوره حوله إلى دار لرعاية الأطفال في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.

ووفقا للعزوني، فقد ذهب إلى المستشفى، وبعد أن اطمأن على زوجته، سأل عن نجله فكان جواب الممرضة أن زوجته جاءت بدون أن يكون برفقتها أي أطفال.

وقال العزوني ذهبت إلى المستشفيات وأقسام الشرطة والمشارح بحثا عن نجلي فلم أجده، كنت أمشى كالمجنون في الشوارع اتفحص وجوه الأطفال لعل وعسى أجده دون جدوى.

وتابع " بحثت في كل مكان لكن لم اتخيل أبدا أنه في دور رعاية، وجاءت ثورة يناير 2011 لتزيد الطين بلة حيث تم حرق السجون ولم أجد ملف ابني".

وأشار إلى أن زوجته ماتت بعد أقل من عام بسبب الحزن المفرط على فقدان نجله.

لكن العزوني قال " كان عندي يقين بأني سأجد ابنى، وعندما طلب مني نجلي الأكبر استخراج شهادة وفاة لأخيه المفقود من أجل إعفائه من الخدمة العسكرية نهرته وقلت له أخوك عايش".

والعزوني أب لخمسة أبناء، هم ثلاثة بنات وولدين، ويعمل مدرب تنس.

وواصل " نشرت صورة ابني على موقع فيس بوك، وأرشدني الناس على أطفال كثيرين بسبب التشابه بينهم وبين ابني، وعندما رأيتهم لم أجد ابنى بينهم، إلى أن هاتفتني زوجة رامي الجبالي مؤسس صفحة أطفال مفقودة، وقالت إن هناك طفلا يشبه ابنى، وكان هو فعلا".

وعن لحظة لقائه بابنه بعد سنوات الفقدان، قال العزوني " تملكني الخوف أن اذهب للقائه ولا أجده ابنى، أو أن أجده لا يحبنى لكن الحمد لله في لحظة اللقاء شعرت بمشاعر جارفة نحو الولد، وتأكدت منه بسبب وجود علامة في رجله، ولم يكن هناك داع لإجراء تحليل دي إن ايه".

ويعاني العزوني حاليا في تربية مروان الذي يشعر بالعزلة، ويقضى وقتا طويلا في غرفته بمفرده.

وقال " أحاول تعديل سلوك الولد، وأقرأ كثيرا من كتب علم النفس حتى استطيع أن اجعله يتأقلم مجددا مع المجتمع".

وأثناء وجوده في دار الرعاية، كان مروان يعيش في عنبر به 36 طفلا غالبيتهم من أطفال الشوارع.

"كنت اتعرض للضرب من المشرفات والأطفال في دار الرعاية"، هكذا قال مروان لـ"شينخوا".

وكان مروان واحدا من 140 شخصا، غالبيتهم من الأطفال، تمكن المسؤولون عن صفحة " أطفال مفقودة" على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" من إعادتهم لأسرهم بمساعدة متطوعين، حسب مؤسس الصفحة رامي الجبالي.

وقال الجبالي لـ"شينخوا"، " أعادنا حوالي 140 حالة من جميع الاعمار، من عامين حتى 70 عاما، ووجدنا أن سبعة منهم كانوا مخطفوين، و13 كانوا متواجدين في دور رعاية بينما أسرهم تبحث عنهم، والباقي إما تائهين أو مفقودين أو تمت السيطرة عليهم من متسولين".

وأوضح أن الصفحة التي يتولى هو وزوجته وأربعة آخرون مسؤوليتها انتشرت في مصر بشكل سريع للغاية.

وبلغ مؤيدو الصفحة التي تأسست قبل عام وبضعة شهور، حاليا 780 ألف شخص، يزيدون حوالي 15 ألف كل أسبوع، حسب الجبالي الذي أشار إلى وجود 200 ألف متطوع على مستوى مصر يساعدونه في إيجاد المفقودين، إلى جانب 200 محامي أسسوا شبكة للدفاع عن حقوق الطفل، و130 طبيبا بعضهم يملك عيادات خاصة.

وتابع الجبالي وهو مالك لشركتين تعملان في السياحة وتكنولوجيا المعلومات،" عندى 100 صورة لأطفال مخطوفة، و400 صورة لمفقودين، و22 ألف صورة لمتسولين".

وأضاف " يأتى لنا رسالة في الدقيقة، أي 60 رسالة في الساعة يوميا، ونرد على كل الرسائل، والرسائل عبارة عن صور لمفقودين" نقوم بنشرها على الصفحة للمساهمة في العثور على أصحابها.

ورأى أن " الطفل الموجود في الشارع مشروع مجرم، فبعض الأطفال فقدوا من أهاليهم أو هربوا أو خطفوا، وهناك من يتم تعذيبه على أيدي متسولين" لاستغلالهم في التسول.

وبين أن هناك خمسة أسباب لخطف الأطفال، ليس شرطا أن تجتمع جميعها في دولة واحدة، وهى الخطف بغرض التسول أو التبني أو تجارة الأعضاء أو طلب فدية أو أعمال جنسية، مشيرا إلى أنه تمكن من إعادة أطفال لأسرهم بعد أن تم خطفهم بغرض التبني، وبعد أن أصدر خاطفوهم شهادة ميلاد جديدة لهم.

وأوضح أن المجتمع المدني في أي دولة يمكنه أن يساعد في مكافحة الخطف عن طريق محورين، هما عدم منح الأطفال المتسولين فلوس، أو أن يبلغ الشرطة عندما يرى شخصا تبنى طفلا.

ولا توجد إحصائية رسمية بعدد الأطفال المفقودين في مصر.

وقال الجبالي " لا أعرف عدد المفقودين في مصر، وحاولنا نعرف عددهم من خلال وزارة الداخلية ولم نصل لنتيجة، واتصلنا بنجدة الطفل وقالوا: جاءنا 512 بلاغا عن مفقودين ولا نعرف كم واحد رجع منهم لأسرهم".

وأوضح أن الغرض من تأسيس صفحته " توعية الأسر المصرية والعربية بأساليب خطف الاطفال، لأن هذا الشبح يمكن أن يطرق بابك في أي وقت، كأن يتم خطف طفلك من حديقة المنزل مثلا"، مضيفا " مش لازم تكون مهمل عشان يتخطف ابنك".

وشدد على أن " الصفحة توجه رسالة بأن أى مجتمع يستطيع أن يحل مشاكله بنفسه"، مشيرا إلى أن الصفحة دشنت أيضا حملة لمكافحة التسول بالأطفال.

واستطرد " الأمر كله تطوع، لا نأخذ فلوس من أي حد، والبطل الحقيقي فيما نفعله هو المجتمع المدني، الذي قرر التفاعل وتغيير الواقع ومساعدة أسر لا يعرفها".

واعتبر عودة الأطفال لأسرهم " قدر"، كأن يرى شخص طفلا في دار رعاية أو في منزل جاره ويصوره وتنشر الصورة على الصفحة، فيتعرف عليه أهله ويعود إليهم.

ولفت إلى أن أغلب العائلات التي يخطف أطفالها فقيرة جدا ومن محافظات أو مناطق نائية.

ورأى أن خطف الأطفال في مصر زاد بعد ثورة يناير 2011 بسبب انهيار الوضع الأمني آنذاك، ولفت إلى أن هناك ضباط وأمناء شرطة وموظفين في دور رعاية يرسلون إلى صفحته صور أطفال مفقودين لنشرها والمساعدة في إعادتهم لأسرهم.

وسرد الجبالي قصة الطفل علاء الذي خطفه رجل ثمانيني بمحافظة البحيرة، ومكث معه عامين، وعندما رآهما ضابط شرطة معا ارتاب في الأمر، وأرسل صور الطفل إلى الصفحة التي نشرتها، ليتم العثور على والده الحقيقي الذي استلمه بالفعل.

كذلك سرد قصة سهيلة التي خطفت من منزل جدتها، ورأتها صحفية مع امرأة في الشارع فشكت في الأمر وصورت الطفلة، وأرسلت الصور للصفحة، وتم العثور على أسرتها الحقيقة.

وتعد صفحة " أطفال مفقودة" واحدة من عدة صفحات تعمل في هذا المجال، لكنها الأبرز والأنجح.

واعتبر الجبالي انتشار هذه الصفحات دليلا على إيمان المجتمع المدني بالقضية وسعيه للمساهمة في حلها.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号