لماذا تشعر السباحة الصينية المحبوبة فو يوان هوي بالقلق من الشهرة؟

ريو دي جانيرو 12 أغسطس 2016 (شينخوا) إن أسلوبها الصريح أثناء المقابلات الصحفية معها وتعابير وجهها المسرحية جعلتها محبوبة لدى الملايين من مستخدمى الإنترنت خلال دورة الألعاب الأولمبية.

ولكن السباحة الصينية فو يوان هوي (20 عاما) لم تتصور هذا القدر من الشهرة وهي تستقل الطائرة متوجهة إلى ريو، إذا لم تتمكن من التدريب بالشكل الملائم لمدة ستة أشهر تقريبا بسبب الإصابات التي تعرضت لها وإصابتها بمرض جعلها تسعل دماً.

ورغم أدائها السيء في السباقات التجريبية الأولمبية للصين التي جرت في وقت سابق من العام الجاري، إلا أن فو تأهلت للمشاركة في ألعاب ريو بفضل أدائها في بطولة العالم السباحة لعام 2015 في روسيا حيث فازت بميداليتين ذهبيتين.

ولحسن الحظ، تغلبت فو على مخاوفها الصحية واستعدت للأولمبياد ببرنامج تدريب صارم في استراليا.

وآتي العمل الشاق ثماره عندما حصدت مع الكندية كايلي ماس الميدالية البرونزية في سباق 100 م سباحة ظهر يوم الاثنين الماضي حيث أنهيتا السباق في الزمن عينه وهو 58.76 ثانية.

وقبل ذلك بيوم، أعربت فو عن دهشتها عندما قيل لها أنها حققت أفضل زمن شخصي في الدور قبل النهائي.

وصاحت وهي في حالة من الذهول وعينيها مفتوحتين تماما خلال مقابلة تليفزيونية معها قائلة "هذا أفضل زمن شخصي لي!".

وأضافت "لقد مرضت مرضا شديدا. وفي إحدى المراحل ظننت أنني لن أتمكن من المشاركة. وقضيت ثلاثة أشهر وأنا أحاول العودة إلى قمة مستواي، والجميع شاهد على ما مررت به. بذلت جهدا شاقا للغاية. وفي بعض الأحيان شعرت حقا أنني على وشك الموت. وبصراحة، كنت اتدرب في استراليا، وكدت أموت تعبا. ولكن بالنتيجة التي أحرزتها اليوم تبين أن الأمر يستحق كل هذا العناء. أنني سعيدة وراضية".

وانتشرت هذه المقابلة كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام الاجتماعية ، وانهالت على فو طلبات الدعاية في الأيام القليلة الماضية.

ولكنها رفضت بأدب، إذ إنها تركز على السباق الأخير في ريو وهو سباق 4 في 100 م سباحة تتابع متنوع.

وقالت فو حول الاهتمام المفاجئ بها "فوجئت للغاية برد الفعل وأشعر أيضا بقليل من الخوف"، مضيفة "لا أريد أن أكون مشهورة للغاية. فهناك قول صيني مأثور يقول إن الشهرة يمكن أن تجلب الكثير من المشاكل. أفضل الابتعاد عن الأضواء والتركيز على مسيرتي كسباحة".

ورغم أن فو لم تلفت انتباه وسائل الإعلام العالمية إلا في الأسبوع الماضي فقط، إلا أن شخصيتها المحبوبة لطالما حظيت بتقدير فريق السباحة الصيني.

وقال كاتب مقالات السباحة المخضرم تشو شين "الجميع يحبها. فهي دائما ما ترفع الروح المعنوية للفريق بتفاؤلها وحماسها".

وتمتد طبيعة فو المرحة إلى تفاعلها مع المدربين المعروفة بينهم بأنها مفعمة بروح الدعابة . ويقول تشو إنها "تحب الابتسام وإضحاك الأخرين".

ورغم أنها مستاءة قليلا من صعودها المفاجيء إلى الشهرة، إلا أن فو قالت إنها لن تتغير.

وأضافت "هذا أسلوبي دائما، أحب أن أكون إيجابية وصادقة أيضا. هذا جزء من طبيعتي".

وقد لا تكون فو يوان هوي أنجح الرياضيين في أولمبياد ريو، ولكنها ضمنت بالفعل أن تكون من بين أفضل الوجوه التي ستظل حاضرة في الذاكرة.