标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

شيراب غيالتسين: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ!

arabic.china.org.cn / 09:55:44 2016-07-28

شيراب غيالتسين

 

بقلم تشانغ تشوان* 

 

28 يوليو2016 /شبكة الصين/ في بلدة تشانغمو التابعة لحي سامتشوبتسه في مدينة شيغاتسه بمنطقة التبت الذاتية الحكم، التقينا لأول مرة مع شيراب غيالتسين، مدير لجنة تجمع شيويبوقانغ السكني في بلدة تشام التابعة لمحافظة نيالام في شيغاتسه بالتبت، وذلك قبل إجراء انتخاب المجموعة القيادية الجديدة لبلدة تشانغمو. كان شيراب وأعضاء لجنة المجمع يقومون بجمع وترتيب بيانات لناخبين.

تشانغمو تجمع سكني حديث تم إنشاؤه للعاملين في لجنة الحزب بمدينة شيغاتسي. في الخامس والعشرين من إبريل عام 2015، ضرب نيبال زلزال قوته 1ر8 درجات بمقياس ريختر، امتد تأثيره إلى تسع عشرة محافظة ومنطقة في التبت المجاورة لنيبال، وكانت محافظة نيالامو الأكثر تضررا. بعد الزلزال، قررت لجنة الحزب لبلدة تشام. استخدام مجمع تشانغمو كمساكن إيواء للمتضررين من الزلزال. يعيش حاليا في تجمع تشانغمو السكني أكثر من ثلاثمائة أسرة منكوبة، انتقلت إليه من تجمع شيويبوقانغ.

 

لن أتخلى عنك!

قبل الزلزال ببضعة أيام، هبت عاصفة شديدة فأسقطت شجرة كبيرة قطعت الطريق إلى المرعى. في ظهر الخامس والعشرين من إبريل عام 2015، بعد اجتماع مع أعضاء لجنة إدارة تجمع شيويبوقانغ السكني، قرر شيراب غيالتسين التوجه إلى المرعى لفحص الوضع، على الرغم من المطر الغزير.

ما كاد شيراب يخرج من داره حتى بدأت الأرض تهتز، وسُمع دوي الرعد وانهارت كتلة ضخمة من أحجار وصخور جبل قريب من التجمع السكني. كانت الصخور والأحجار تتدحرج إلى سفح الجبل ومعها الأشجار المتهمشمة، بينما تتصاعد الأتربة والأغبرة نحو السماء. استطاع شيراب الإفلات من كتلة حجرية ضخمة متدحرجة وعاد إلى داره ليرى صخرة في حجم شاحنة كبيرة قد حطمت سقف بيته ثم تدحرجت حتى وصلت إلى بناية لجنة إدارة التجمع السكني، المقابلة لبيته، وحطمتها.

في هذه الكارثة، فقد شيراب زوجته وحفيدته وحفيده. سمع شيراب صراخ وبكاء ابنته وهي تنادي: "يا أبي، ساعدني! يا أبي، ساعدني!" رد شيراب "لا تخافي، لقد جاء إليك أبوك!" حاول شيراب أن يرفع الأحجار والأنقاض التي تغطي بيته لا يحسب حسابا لأي شيء، وأخيرا نجح في إنقاذ ابنته. بيد أن الصخور والأحجار كانت لا تزال تتدحرج من الجبل بسبب اهتزاز الأرض، فوقف عاجزا غير قادر على شيء وهو يرى بيته يُدفن تحت الصخور. "أبي، اهرب واتركني!" هكذا كانت تصيح الابنة التي تعرضت لكسور متعددة في ساقيها وفقدت الإحساس في الجزء السفلي من جسمها.

"لن أتخلى عنك!" صرخ شيراب. في نهاية المطاف، حمل الرجل ابنته على ظهره وركض بها نحو سفح الجبل، وعندما وصلا إلى نقطة التفتيش الحدودية هناك وجد أكثر من مائتي فرد في حالة ذعر شديدة. اقترح شيراب على نيما دوندوب، أمين لجنة الحزب لتجمع شيويبوقانغ السكني، نقل جميع المنكوبين إلى قرية ليشين، التي كانت أكثر أمانا، فوافق نيما.

شيراب غيالتسين يتفقد الظروف المعيشية لمنكوبي الزلزال في مساكن إيواء مؤقتة في بلدة تشانغمو

 

لا يمكن النظر في أشياء الأسرة فقط

"أنت هنا ومعك أمين لجنة الحزب نيما وأطباء يعتنون بك." أخذ شيراب يردد تلك الكلمات بجانب أذن ابنته التي كانت لا تزال فاقدة للوعي، ثم رفع يده وطلب من الجميع أن يتبعوه. بعد أكثر من ثلاث ساعات مشيا على الأقدام، وصل أكثر من مائتين وسبعين فردا من السكان المحليين إلى قرية ليشين. كان جميع البنايات في تجمع شيويبوقانغ قد انهارت. ترك شيراب ابنته المصابة بجروح بالغة، وفارق الأقارب المدفونين تحت الأنقاض.

كظم شيراب حزنه على أهله وأقاربه، وقام بأعمال الإنقاذ في أسرع وقت ممكن، وطمأن الناجين، ونقل السلع والمواد جيئة وذهابا، ورتب أماكن الإقامة لمن كانوا في أمس الحاجة إليها.

لم تعد بلدة تشانغمو مكانا آمنا للعيش بعد الزلزال. قرردت حكومة منطقة التبت الذاتية الحكم إخلاء الجميع في أسرع وقت ممكن. دعا شيراب وأعضاء الحزب الآخرين كل العائلات إلى حزم أمتعتهم والاستعداد للمغادرة.

كان كثير من الناجين، وخاصة كبار السن في المراعي، مترددين في المغادرة، ولكن شيراب كان يدرك مخاطر البقاء هناك، فذهب إلى المراعي وناشد الناس هناك للذهاب إلى سفح الجبل في أقرب وقت ممكن.

قال أمين لجنة الحزب نيما: "شيراب شخص قادر وهو عضو الحزب الشيوعي الصيني الأول في تجمعنا السكني، ويحظى بثقة كبيرة من السكان المحليين الذين يوافقون عموما مع ما يقوله."

في الساعة التاسعة لليوم التاسع والعشرين من إبريل، غادرت آخر مجموعة من الناجين البلدة. اهترأت ملابس وجورب شيراب بينما لم ينقذ بعد شيئا من منزله.

طفل عمره ثمانية شهور نجا من الزلزال، يبتسم في حضن عمته بمنطقة إيواء مؤقتة في بلدة تشانغمو

 

يمكن للجماهير أن يجدوه حين في حاجة إلى المساعدة

بعد وصول الناجين إلى مساكن الإيواء في محافظة لاتسى، حرص شيراب على جعل هاتفه النقال متاحا نهارا وليلا، فقد كان على يقين أن هناك ناجين يحتاجون لمساعدته. لم يكن يكف عن التجول في منطقة الإيواء ليكون قريبا من الناجين في أسرع وقت ممكن.

بعد أسبوع من وقوع الزلزال، وجد شيراب أخيرا فسحة من الوقت ليزور ابنته، التي كانت قد خضعت لعملية جراحية في شيغاتسه. سألته الابنة باكية: "أين أمي وأبنائي؟" ظل شيراب صامتا مطأطأ الرأس يذرف الدموع.

شيراب ضحية للزلزال أيضا، لكنه عضو بالحزب الشيوعي الصيني. قال شيراب: "هذا هو قدر عضو الحزب. حاليا، يعيش كل الناجين في مساكن إيواء جديدة، ووجد معظمهم فرصة عمل. كما رتبت الحكومة المحلية لهم أكشاك في السوق لمواصلة أعمالهم التجارية، ويحصل كل فرد على دعم نقدي قدره خمسة عشر يوانا في اليوم، إضافة إلى دعم سكان المناطق الحدودية ودعم سكان المراعي، فيصل إجمالي الدعم السنوي للفرد إلى نحو خمسة آلاف يوان."

استعاد المتضررون من الزلزال حياتهم اليومية العادية. ولكن شيراب يواصل جهوده لتحقيق فوائد وفرص أكثر لتنمية السكان المحليين. (المصدر: الصين اليوم)

 

-----------------------------------------

* تشانغ تشوان: صحفي لصحيفة ((التبت اليومية))

 



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号