تقرير إخباري: وسائل الإعلام العربية تتابع تطورات قضية بحر الصين الجنوبي

بكين 13 يوليو 2016 (شينخوا) تابعت وسائل الإعلام العربية اليوم (الأربعاء) تطورات قضية بحر الصين الجنوبي وأبرزت على نحو خاص موقف الصين في هذا الصدد بعدما أصدرت محكمة نظرت قضية التحكيم، التي رفعتها الحكومة الفلبينية السابقة بشكل أحادي بشأن بحر الصين الجنوبي، حكمها النهائي أمس الثلاثاء وسط تعالى الأصوات العالمية بأن المحكمة لا تملك اختصاصا قضائيا في هذه القضية وتأكيد وزارة الخارجية الصينية بأن هذا الحكم "باطل ولاغ وغير ملزم".

فقد ذكرت مقالة نشرتها صحيفة ((الأهرام)) المصرية تحت عنوان "قضية بحر الصين الجنوبي تخطف الأضواء في بكين" أن التحكيم الذي رفعته الفلبين بشكل أحادي سيؤدى إلى تعقيد أكبر للأمور في بحر الصين الجنوبي. ورأت أن الولايات المتحدة تعد أحد اللاعبين الرئيسيين في قضية بحر الصين الجنوبي، وتحاول تجميع الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي لتكون في مواجهة الصين، وتمد هذه الدول بالسلاح من خلال معاهدات واتفاقيات للدفاع المشترك،الأمر الذي يقوض السلم والأمن في بحر الصين الجنوبي ويمثل خطوات استفزازية.

وكانت صحيفة ((الأهرام)) المصرية قد نشرت في السابق مقالة بقلم سفير الصين لدى جمهورية مصر العربية سونغ أي قوه تحت عنوان "حقائق قضية بحر الصين الجنوبي"، يوضح فيها السفير الحقائق التاريخية لبحر الصين الجنوبي ويؤكد فيها أن جزر بحر الصين الجنوبي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ قديم الأزل، وأن الصين، شأنها شأن أي دولة ذات سيادة، يحق لها عدم قبول التحكيم وعدم المشاركة فيه.

وكتب السفير في المقالة يقول إن الصين لديها ما يكفي من الأسباب المبررة لموقفها من التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي، وهو موقف يتمثل في عدم الاعتراف بالتحكيم وعدم المشاركة فيه وعدم قبول نتيجته.

وفي الواقع، تبنى الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي عقد في 12 مايو 2016 بالعاصمة القطرية الدوحة، تبنى بالإجماع بيان الدوحة الذي أكد دعم الدول العربية للصين في تسوية النزاعات البحرية والمتعلقة بالأراضي بشكل سلمي عن طريق المباحثات والمفاوضات الودية وفقا للتوافقات المعنية الثنائية والإقليمية.

ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة ((الوطن)) القطرية مؤخرا مقالة تحت عنوان "ابحث عن البترول"، قالت فيها إن ذهاب الفلبين إلى المحكمة بشكل منفرد ومن جانب واحد لا يؤدى إلى حل المشكلة بل إلى تصعيد التوتر، كما أنه سبب مباشر لعدم التوصل إلى تسوية للنزاع وتوتير الأجواء في المنطقة.

أما عن الأسباب غير المباشرة التي تقف وراء هذا النزاع الإقليمي، فذكرت المقالة أنها تكمن في سعي الولايات المتحدة إلى فرض هيمنتها على هذه المنطقة الحيوية من العالم والتحكم بممراتها البحرية والعمل على تطويق وعزل الصين وإضعاف دورها عن طريق سلسلة من الخطوات الأمنية والعسكرية والسياسية مثل استغلال الخلاف بين الدول المعنية في المنطقة لأجل إذكاء الصراع وتحريض دول المنطقة ضد الصين.

وأضافت المقالة أن استمرار الاستفزازات والتدخلات في قضية بحر الصين الجنوبي سيؤدى إلى عدم تحقيق التسوية المنصفة والعادلة لجميع الدول المعنية. وفي هذا الصدد، ذكرت المقالة أن حل هذا النزاع يحتاج إلى اتفاق وتفاهم بين جميع الدول المعنية بعيدا عن تدخلات الولايات المتحدة التي تقف من خلال تحالفاتها مع بعض الدول وراء اعاقة الحل السلمي.

فضلا عن ذلك، نقلت وسائل الإعلام العربية عددا من التغطيات والمقالات من الصحف الصينية وكذا وكالة الأنباء الصينية الرسمية التي توضح موقف الصين من قضية بحر الصين الجنوبي. فعلى سبيل المثال، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) أمس مقالة من صحيفة )(الشعب() اليومية الصينية، الناطق بلسان الحزب الشيوعي الصيني، تحت عنوان "من بصدد انتهاك القانون الدولي" أكدت أن أي حكم لايطابق القانون سيكون مجرد ورقة فاقدة للمعنى، ولن ينفي حقوق الصين المشروعة في بحر الصين الجنوبي، ولن يغير إرادة الصين في حماية كرامة القانون والعدالة الدولية وحماية الأمن والاستقرار الإقليمي جنبا إلى جنب الدول المعنية.

جدير بالذكر أنه فور صدور الحكم، أكدت الصين مجددا موقفها من قضية بحر الصين الجنوبي حيث أدلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بتصريحات أمس قال فيها إن الصين لن تقبل أي اقتراحات أو أفعال مبنية على الحكم، مضيفا أن جزر بحر الصين الجنوبي أراضي صينية منذ القدم وأن سيادة الأراضي الصينية ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي لن تتأثر بالحكم تحت أى ظروف.

كما ذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان منفصل أمس أن "الصين لديها سيادة إقليمية وحقوق بحرية وتاريخية ومصالح في بحر الصين الجنوبي". وأكد يانغ يوي جون المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني أن الجيش الصيني سيحمي بحزم سيادة البلاد الوطنية وأمنها وحقوقها ومصالحها البحرية وسيواجه التهديدات والتحديات.