القاهرة 4 يوليو 2016 (شينخوا) في قلب العاصمة المصرية القاهرة، يتلقى الآلاف من الأطفال المصابين بمرض السرطان العلاج مجانا في مستشفي سرطان الأطفال أو 57357، أكبر مستشفى لسرطان الأطفال في العالم.

قال محمود سلامة الذي تلقت ابنته البالغة من العمر 6 أعوام العلاج الكيماوي في المستشفى، " ابنتي يمكنها الذهاب الآن الى المدرسة بعدما تلقت العلاج من السرطان هنا".

وعانت ابنته من صداع مسترم لمدة 4 أشهر مضت لم تستطع معه التركيز جيدا. قام الأطباء بعمل الفحوصات اللازمة التي أظهرت إصابتها بورم حميد في المخ.

وقال سلامة الذي يقطن بمدينة طنطا وسط الدلتا على بعد 92 كم شمالي القاهرة " ذهبت بها مباشرة إلى هنا بعد تشخيص إصابتها بالورم الحميد. وخضعت لتشخيص آخر دقيق هنا وأجريت لها جراحة لإزالة بعض السوائل من الجمجمة خلال أقل من 24 ساعة".

وبالرغم من أنه ورم حميد، إلا أن الأطباء حذروا من أن عملية الاستئصال قد تسبب لها صعوبات فيما بعد في الرؤية والكلام والحركة ونصحوا بالعلاج الكيماوي لتجميد الورم.

وقال سلامة إن المستشفى مؤسسة عظيمة لمحاربة سرطان الأطفال، مضيفا أنه يوفر الرعاية بأعلى جودة مجانا وبدون أي تمييز.

وتابع: " لا أجد كلمات لوصف العلاج والرعاية العظيمة في المستشفى. لم أدفع شيئا قط منذ أن أتيت إلى هنا رغم أن العلاج يكلف آلاف الدولارات الأمريكية".

وكانت شيماء مصطفي في الثلاثينات من عمرها تراقب طفلها البالغ من العمر 5 أعوام بعناية وهو يتلقى جلسة علاج كيماوي. وجاء طفلها الى المستشفي في أغسطس العام الماضي.

قالت شيماء "بعد اختبارات عدة، أظهر التشخيص إصابة ابني بمرض خبيث في المخ. تم نقله مباشرة الى هنا حيث خضع لجراحة لاستئصال جزء من الورم"، مضيفة أن حالة ابنها مستقرة.

ويضم مستشفى سرطان الأطفال 13 وحدة ويعتبر ملاذا للأطفال المصابين بالمرض ليست فقط من مصر وانما أيضا من الشرق الأوسط وإفريقيا.

وبنى المستشفى في عام 2007 بشكل كامل بأموال التبرعات من مصريين وأشخاص آخرين حول العالم من خلال مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال غير الربحية.

ومزج تصميم المستشفى دون بهرجة بين المبنى الزجاجي الكروي الحداثي والأحجار الصلدة وصممت نوافذه الزجاجية التي تحتوى على غاز خامل بغرض توفير الكهرباء والضوء وروعي اختيار الألوان لجعل المكان رائقا للأطفال. وغرف المرضى مفردة أو شبه خاصة لتقليل خطر انتقال العدوى.

وأدى المشروع الى ارتفاع نسبة الشفاء بالمرض الى 73.2 بالمئة وصولا إلى المعدل المعتاد في الدول الغربية وقدره 75-80 بالمئة.

كما يعمل المستشفى على خلق نظام جديد للرعاية الصحية يرتكز على إدخال المزيد من الأساليب العلمية في الإدارة والعلاج على حد سواء.

وقالت الدكتورة هناء فريد، مديرة مدير إدارة الموارد البشرية بمستشفى سرطان الأطفال" إننا نعالج الآلاف من الأطفال ويوجد الكثير من الضغط من قبل المرضي والآباء. هل تتخيل أن يأتي طفل إلى مستشفانا دون وجود سرير يستوعبه؟".

ويسرع المستشفى عملية بناء مجمع جديد مجاور سيستوعب 5 بنايات على أرض خصصتها الحكومة.

وأضافت أن مبنى تقنية البروتون ثيربي (العلاج بالبروتون) سيجهز بمعدات متطورة للعلاج الإشعاعي ستقلل من الآثار الجانبية وستسهم في تحسين درجة جراحات الاستئصال ورفع نسب الشفاء، مشيرة إلى أن هذا المركز سيفتح أبوابه أيضا للمرضى البالغين.

وتابعت " هذا سيزيد عدد المرضى القادمين من العالم العربي وإفريقيا وحتى أوروبا الغربية، فضلا عن جلب المزيد من الموارد الى المستشفى".

في الوقت نفسه، سيتاح مبنى أكاديمية العلوم الصحية لمصر وجميع الدول في المنطقة لخلق جيل جديد من المحترفين في الرعاية الصحية، وفقا لقولها.

ويحفل المستشفى بمناطق ملونة لممارسة الهوايات والألعاب تمتلئ دوما بالأطفال والكثير من المتطوعين الذين يحضرون لبث الأمل والطمأنينة في نفوس الأطفال من خلال الرسم والنقش والموسيقى وجلسات اللعب.

وقالت الدكتورة فريد " إننا نبذل قصارى جهدنا لضمان رعاية صحية مجانية مع جودة عالية لتخفيف معاناة الأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم".