معلمة ريفية تحلم بأن تصبح أستاذة مشهورة

12 يونيو 2016 /شبكة الصين/ في عام 1983 فشلت في امتحان دخول الجامعة وانضمت إلى صفوف المعلمين الريفيين حاملة حلما بأن تكون أستاذة مشهورة. وعلى مدى 33 عاما، ظلت تعمل على إصقال مهارتها التعليمية والتقارب مع الطلاب لتحسين العلاقات معهم ونجحت في تأهيل دفعات من الطلاب الممتازين. واليوم حققت حلمها الأول في سن الخمسين حيث نالت عدة ألقاب وجوائز منها "رائد المعلمين في مدينة شيانغيانغ" و"أفضل عشرة معلمين في مدينة شيانغيانغ" و"عضو الحزب الشيوعي الصيني الممتاز في مدينة شيانغيانغ" و"المعلم المشهور في مدينة شيانغيانغ" و"أكثر معلم شعبية لدى الطلاب في مقاطعة هوبي". إنها تسوي ده لي، معلمة في مدرسة بلدة هوانغبو المركزية بمحافظة باوكانغ.

في أغسطس 1983 تخرجت تسوي ده لي من المدرسة الثانوية وبدأت العمل كمعلمة للغة الإنجليزية في مدرسة بلدة هوانغبو المركزية. وكانت من المتفوقات في مادة اللغة الإنجليزية في مدرستها ولكنها وجدت صعوبة في تعليم الإنجليزية لطلاب المرحلة الإعدادية، ومن أجل تعزيز مهارتها التعليمية اشترت مجموعة كبيرة من كتب تعليم الإنجليزية وبذلت جهودا كبيرة في القراءة والاستماع والكتابة كما سعت للاستفادة من الأساليب والمهارات للمعلمين المشهورين وفضلا عن ذلك عملت بنشاط على رفع مؤهلها العلمي وحصلت على الشهادة الجامعية في عام 2003.

وفي عام 1991 عينت تسوي معلمة حكومية، وبعدها بعشر سنوات شاركت بصفة ممثلة لمحافظة باوكانغ في مسابقة الإصلاح التعليمي لمادة اللغة الإنجليزية لمدارس المرحلة الإعدادية بمدينة شيانغيانغ، وفازت بالجائزة الأولى، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها معلم للغة الإنجليزية من محافظة باوكانغ بالجائزة الأولى في المسابقات على مستوى المدينة.

ورفعت هذه الإنجازات من الثقة الذاتية لتسوي ده لي، فأسرعت خطواتها في مشوارها التعليمي وقدمت العديد من المحاضرات النموذجية على مستوى المدينة والمحافظة كما فازت بخمس جوائز تعليمية على مستوى المحافظة. وفي ديسمبر 2015 نالت درجة "المعلم السامي" على مستوى مقاطعة هوبي لتصبح أول من ينال لقبي المعلم المشهور لمدينة شيانغيانغ والمعلم السامي لمقاطعة هوبي.

وتردد تسوي دائما "إن الطلاب بمثابة الشتلات، تحتاج إلى العناية الدقيقة لضمان نموها"، ووضعت تسوي طلابها دائما في المقام الأول على مدى أكثر من 30 عاما، حيث تعتني بهم وتقدم لهم المساعدات. وفي خريف 2014 استقبلت تسوي ده لي طالبة من عائلة تعاني ظروفا صعبة، حيث رحلت والدتها لتعيش مع والدها وجدتها الضريرة وشقيقها، فاضطر الوالد إلى العمل خارج البلدة وتركها في القسم الداخلي، وبسبب عدم اهتمامها بالنظافة الشخصية، كان جميع الطلاب يتجنبون التعامل معها. وبعد ملاحظة المعلمة تسوي لهذه الحالة، بدأت تعلمها غسل الملابس والتنظيف وتذكرها دائما بالاستحمام وغسل شعرها كما تشجعها على مشاركة زملائها، فاندمجت هذه الطالبة مع زملائها تدريجيا، لتشعر بدفء العائلة.

وتهتم تسوي بطلابها بكل عناية لكنها لم تعط نفس العناية لابنتها. ففي عام 2008 كانت ابنتها في مرحلة حاسمة للاستعداد لامتحان دخول الجامعة في حين يواجه طلاب تسوي أيضا امتحان دخول المدرسة الثانوية. وقالت تسوي "كان الكثير من أولياء الأمور قد توقفوا عن عملهم واستأجروا الشقق في مدينة شيانغيانغ لمرافقة أبنائهم الذين يدرسون في المدارس في وسط المدينة، ولكن لا يمكنني أن أرافق ابنتي وأترك طلابي". فقررت تسوي أن تترك ابنتها في القسم الداخلي وتسافر إلى مدينة شيانغيانغ نهاية الأسبوع لتوصيل الملابس النظيفة والمستلزمات اليومية لابنتها.

وفي بداية مشوارها المهني، كانت تسوي تسعى لعدم التخلف عن الآخرين وبعد أن حققت بعض الإنجازات، بدأت تسعى للحفاظ على التفوق والصدارة، فبذلت من أجل ذلك جهودا لا يمكن تصورها. وتقيم تسوي دائما خبراتها الناجحة والفاشلة بعد كل مشاركة في ندوة أو إلقاء محاضرة، لرفع مهارتها بشكل مستمر، كما تتعلم من أساليب المعلمين الممتازين الآخرين، لتطبيقها في مدرستها مع مراعاة الظروف الواقعية مما يحسن خطتها التعليمية.

وقد أصيبت تسوي بمرض آلام الظهر بعد سنوات من العمل الشاق وفي بعض الأحيان اضطرت إلى البقاء على السرير عندما تشتد الآلام ولكن كلما تتحسن حالتها الصحية تتوجه إلى المدرسة بخطوات متعثرة. وحتى الآن ودعت تسوي 12 دفعة من الخريجين وحافظ طلابها على الصدارة في أنحاء المحافظة في امتحانات دخول المدرسة الثانوية.