الرئيس الصيني يستهل جولة لتعميق التعاون العملي بين الصين ودول الشرق الأوسط

بقلم يحيى مصطفى

 

20 يناير 2016 /شبكة الصين/ استهل الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة في منطقة الشرق الأوسط يوم الثلاثاء، يزور خلالها السعودية ومصر وإيران خلال الفترة بين 19 و23 يناير الجاري. وتأتي هذه الجولة من "دبلوماسية القمة" لتعميق التعاون العملي بين الصين ودول الشرق الأوسط ودفع مشاركتها في مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين من أجل تعزيز الترابط والتواصل والتنمية المشتركة بين مختلف الأقاليم.

وأولت وسائل الإعلام الصينية والعربية اهتماماً كبيراً لهذه الجولة، وأشارت تقارير إعلامية إلى أنها تحمل أهمية كبيرة وتظهر مساعي الصين لتعزيز المشاركة البناءة مع المنطقة لمساعدتها على استعادة استقرارها، حيث من المنتظر أن يطرح الزعيم الصيني وجهات نظر بلاده ومقترحاتها حول قضايا الشرق الأوسط. وتنوي بكين تقاسم تجاربها الناجحة في التنمية السلمية مع أصدقائها في المنطقة.

وسلطت وسائل الإعلام الصينية الضوء على الكثير من الأمور التي ستركز عليها هذه الجولة التاريخية، وذلك مع تزايد تأثير المزيد من القضايا الإقليمية والعالمية.

ويتوقع مراقبون صينيون أن تسهم هذه الجولة من "دبلوماسية القمة" الصينية في تحقيق تعاون بين هذه الدول المؤثرة في المنطقة والصين فضلاً عن رفع مستوى التنمية الإقليمية من خلال البناء المشترك للحزام والطريق، وكذلك من خلال آليات مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وأكدت تقارير إعلامية صينية أن السلام والاستقرار، وهما مفتاحا النمو السريع للصين، يعدان أيضاً أمرين بالغي الأهمية لتحقيق التنمية الصحية في دول الشرق الأوسط، وسوف تثبت زيارة الرئيس الصيني بالتأكيد دعم الصين الثابت لأصدقائها القدامى.

وتظهر هذه الجولة من حيث توقيتها وأهدافها سياسة بكين بشأن التعامل مع منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة لتوسيع نطاق تأثيرها الإيجابي.

وستساعد هذه الجولة في إعادة صياغة دور الصين في الشرق الاوسط وتحديد اتجاه النمو المستقبلي للعلاقات بين الصين ودول المنطقة. ومن المنتظر أن تحقق الجولة نتائج مثمرة في التعاون بين الصين والبلدان الثلاثة خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتبادل التجاري وتسهيل الاستثمار والطاقة النووية والفضاء والأقمار الصناعية والطاقة الجديدة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والتبادلات الشعبية.

وسترسي هذه الجولة أساساً لمرحلة جديدة من علاقات الصين مع دول الشرق الأوسط تتسم بتعزيز تكاملية التفوقات الاقتصادية في كل من الصين والشرق الأوسط عبر مشروعات جديدة في إطار مبادرة الحزام والطريق وستتشكل علاقات تعاون استراتيجي جديدة بين الصين وبعض دول المنطقة.

وحظيت هذه الجولة باهتمام وترحاب رسمي وشعبي وإعلامي غير مسبوق في هذه الدول الثلاث مما يعكس عمق الصداقة التي تربط هذه البلدان مع الصين منذ القدم وعبر كل الحقب في تاريخها الحديث. وشكل هذا الترحاب استفتاءً على نجاح الدبلوماسية الصينية وسياسة بكين الخارجية التي تجد قبولاً كبيراً في الشرق الأوسط لأنها ظلت دوما تدعو إلي التعاون وتحقيق المنافع المشتركة وملتزمة بمبادئ التعايش السلمي وعدم الانحياز.

 

--------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة