مقالة خاصة: زيارة الرئيس الصيني للقاهرة في عيون الإعلاميين المصريين arabic.china.org.cn / 06:03:46 2016-01-19
قاهرة 18 يناير 2016 (شينخوا) اعتبر إعلاميون مصريون اليوم (الاثنين)، أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة بعد غد الأربعاء " تاريخية " يمكن أن تشكل " نقلة " للعلاقات الثنائية، بحيث تصبح "علاقات استراتيجية شاملة"، لاسيما أن "هناك حالة من التوافق استثنائية" بين البلدين. وأكد الاعلاميون في تصريحات لوكالة أنباء شينخوا أهمية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال عصام السباعي مدير تحرير جريدة (الأخبار) الحكومية، إن زيارة الرئيس الصيني للقاهرة "خطوة مهمة جدا للتعاون على أكثر من مستوى، خصوصا التعاون الاستراتيجى"، و" تأكيد لنقلة حدثت في العلاقات الثنائية". وأضاف أن " الزيارة بلا شك لها أكثر من معنى سياسي مهم بالنسبة لمصر، فالزيارة الاخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بكين وضعت لبنة فى العلاقات، وزيارة الرئيس جين بينغ للقاهرة تكمل هذه اللبنة لتصبح قاعدة صلبة لهذه العلاقات". وأوضح أن العلاقات الثنائية تقوم على "تراث قديم فيه الكثير من الثقة، وتاريخ قديم فى التعاون والمواقف المشتركة"، مشيرا إلى أن الصين يمكنها أن تساعد مصر في "عملية البناء الاقتصادى والسياسي". وأضاف أن العلاقات الثنائية مهمة للطرفين، فمصر تريد فتح الأسواق الصينية أمام منتجاتها، والصين أصبحت " قوة اقتصادية كبيرة جدا" خصوصا فى صناعة التكنولوجيا والبنية التحتية، ومصر تحتاج إليها في بناء قاعدة صناعية تستخدم للتصدير. وتابع أن الصين لها مصالح مع مصر كسوق كبير لمنتجاتها، كما أن مصر يمكن أن تكون بوابة الصين للدول الأفريقية خصوصا أن بكين تهتم بالسوق الافريقى. وعن مستقبل العلاقات مع الصين، قال إن " مستقبلها على قدر ما نريده سيكون، فالنوايا الطيبة لا تكفى، ولابد أن نطور العلاقات من خلال الجهد ومشاركة صينية أكبر فى المرحلة التى تمر بها مصر". ورأى أن الصين إذا شاركت اقتصاديا بقوة في هذه المرحلة بمصر فإنها سوف تترك بصمة عبر الأجيال في مصر، كالتي تركها الاتحاد السوفيتي حين بنى مصانع الحديد والصلب والسد العالى. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة (الأهرام) أحمد السيد النجار إن " زيارة الرئيس الصينى للقاهرة تأتى فى سياق تتابع الزيارات المتبادلة بين الرئيسين المصرى والصينى، وتعكس حالة من الاهتمام لتحويل العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية والثقافية من علاقات مهمة إلى استراتيجية". ورأى أن " هناك بالفعل حالة من التوافق استثنائية بين مصر والصين، ويمكن أن يتطور التعاون إلى مستويات فائقة فى مجال الاستثمار بالذات، حيث تملك الصين احتياطيات ضخمة، وهى الدولة رقم اثنين في العالم حاليا فى تصدير الاستثمارات، وبالتالى مصر تريد أن تجذب جزء مهم من الاستثمار الصينى فى مجالات متنوعة". وأشار إلى أن الصين يمكنها الاستثمار في مصر في مجالات صناعات الفوسفات والخلايا الشمسية وصناعة السفن والسيارات إلى اخر قائمة الصناعات التى يمكن تطورها بالتعاون بين الطرفين. وتابع " الأمر الآخر أن الصين خرج منها فى العام الماضى 127 مليون سائح لم يصل إلى مصر شئ يذكر، وبالتالى هناك اهتمام مصرى حقيقى بتطوير العلاقات مع الصين فى مجال السياحة سواء بسفر المصريين للسياحة فى الصين، وأيضا اجتذاب جزء من السياحة الصينية للبلاد، خاصة أن مصر لديها ثلث آثار العالم من العصر القديم فى الأقصر وحدها، إضافة إلى التعاون الثقافي لتعزيز النموذج القائم على السلام". وواصل " إن سياسة الصين تقوم على التبادل العادل والمتكافئ للمصالح بشكل سلمى، وهذه الزيارة تعزز موقف مصر المؤيد لهذا النموذج". وأردف إن الصين طرحت نفسها في المنطقة المقابلة لما نسميه " سياسة القوارب المسلحة التى انتهجتها الدول الاوروبية فى العهد الاستعمارى، فالغرب علاقاته مع الدول الاخرى قائمة على السيطرة والتحكم والسلب والنهب واغتصاب البلدان الاخرى، وهذا ما لم تفعله الصين، ونحن نذكر تاريخيا أن الصين ظلت حضارة قائمة على السلام، وهذا فى الحقيقة يجعل التعاون معها تعاون من أجل السلام". ورأى أن " الزيارة يمكن أن تشكل نقلة فى إطار تتابع الزيارات، لان زيارة الرئيس المصرى للصين ثم زيارة الرئيس الصينى لمصر تؤكد أن هناك تخطيطا لتحويل العلاقات إلى علاقات استراتيجية شاملة وليس مجرد علاقات ودية". وأشار إلى أن " العلاقات بين مصر والصين قامت من البداية على مزيج ساحر من المبادئ.. لكنه استمر وتطور بالتبادل العادل والمصالح، وبالتأكيد أن هذه الزيارة ستشكل نقلة فارقة فى هذا السياق". وزاد " إن توافق الامكانيات بين مصر والصين يؤهل الدولتين بالفعل لخلق مساحة من التعاون الاقتصادي يشكل عنصر موازى للعلاقات السياسية القوية والعميقة". وضرب مثلا على ذلك بقوله " لو أرادت الصين أن تصدر سيارات إلى المنطقة العربية وأوروبا وأفريقيا فإذا بنت مصنع سيارات فى الصين ستتحمل تكلفة نقل وتأمين هائلة للمنتجات النهائية عند تصديرها، لكن إذا بنت مصنع في مصر فإنها ستنتج بتكلفة أقل لأن العمالة المصرية فى الوقت الحالى أرخص من الصينية، كما أن تكلفة النقل والتأمين منخفضة للغاية، أيضا ستدخل المنتجات إلى الأسواق العربية والأفريقية بدون جمارك لان مصر لديها منطقة تجارة حرة مع هذه البلدان، ويمكن ان نقيس هذا الامر على صناعات كثيرة أخرى". وختم إن " مصر دولة مستوردة لرأس المال والاستثمار، والصين دولة مصدرة ففى عام 2014 كان 116 مليارا، وفى عام 2015 ممكن يكون تجاوز 127 مليار دولار استثمارات مصدرة من الصين إلى بلدان أخرى، فمصر فى إطار العلاقة المتميزة جدا سياسيا والتوافق فى الإمكانيات تأمل أن تجذب استثمارات صينية". في حين قال عادل صبري رئيس تحرير موقع " مصر العربية" الإلكتروني، إن " هذه الزيارة مهمة لدول الشرق الاوسط لأن هناك تطورات سياسية كبيرة فى المنطقة". وأضاف " بالنسبة لمصر الصين الشريك التجارى الأول حاليا، وتحاول أن تكون الشريك الأول فى مجال الاستثمارات خلال المرحلة القادمة، لذلك الزيارة تعتبر بداية انفتاح علاقة استراتيجية حقيقية، وتطبيق فعال للاتفاقيات التى تم التوقيع عليها بين مصر والصين خلال عام 2014". وحول ما اذا كانت زيارة الرئيس الصيني ستنقل العلاقات الاقتصادية مع مصر لمستوى العلاقات السياسية، قال " إن الصين تملك نوايا حسنة جدا بالنسبة لمصر ورغبة شديدة فى نقل كثير من الصناعات المتوسطة وكثيقة العمالة، لأن الصين وصلت لمرحلة التشبع فى كثير من المشروعات، وتريد ضخ كثير من المشروعات فى مصر أفريقيا خاصة إن مصر أصبحت فى مسار مبادرة الحزام الطريق التى اطلقها الرئيس الصينى". وتابع " على مصر أن تعمل على استغلال هذه الفرص.. واتوقع أن تكون هذه الزيارة ثمرة خير بالنسبة للمصريين بصفة عامة ونقطة انطلاق جديدة للعلاقات الاقتصادية". وعن جولة الرئيس الصيني للمنطقة، قال إن الصين ترتبط بعلاقات قوية مع مصر وايران والسعودية، وبالتالي فإنها يمكن أن تصبح شريكا فى مسار سياسي جديد لتهدئة الاوضاع بين إيران ودول الخليج وعلى رأسها السعودية. فيما اعتبر علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، " الزيارة تاريخية لاسباب كثيرة على رأسها الجانب الاقتصادى". وقال إن " الصين لديها مشروع عظيم هو مشروع احياء طريق الحرير، ومصر تتبنى مشروع استراتيجي هائل هو تنمية قناة السويس، واعتقد انه فى هذا التوقيت لابد ان يكون هناك تكامل بين محور تنمية قناة السويس وطريق الحرير". وتابع " اعتقد أن هذه الزيارة ستكون خير لمصر، الصين مصنع العالم وهى الأجدر لكى تكون من الدول العظيمة وأن تصعد بالاقتصاد العالمي". من جهته قال مجدى لاشين رئيس التلفزيون المصري إن زيارة الرئيس الصيني لمصر " مهمة جدا"، وتوقع أن تسفر عن "نتائج جيدة جيدا" للطرفين./نهاية الخبر/
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |