الصيني تدخل عصر الروبوت

25 نوفمبر 2015 /شبكة الصين/ افتتح الإثنين الماضي المؤتمر الدولي للروبوت لعام 2015، في المركز الوطني للمؤتمرات ببكين، وتجري على مدى ثلاثة أيام 12 منظمة دولية للروبوت و58 مؤسسة علمية صينية إضافة إلى أكثر من 100 خبير من أكثر من 10 دول، مناقشات حول الوضع الراهن لصناعة الروبوت واتجاهات التكنولوجيا المستقبلية والذكاء الاصطناعي وغيرها من الموضوعات.

وتعتبر تطبيقات الروبوت في قطاع الصناعة من أهم موضوعات المؤتمر، ويرى خبراء مشاركون أن الروبوت يساعد على الارتقاء بمستوى الأتمتة والذكاء الصناعي، مؤكدين على أن الروبوت يلعب دورا مهما في عملية تطور الصناعة التحويلية الصينية إلى صناعة ذكية.

ويرى عضو الأكاديمية الصينية للهندسة وانغ تيان ران، أن احتياجات الصين للروبوت تشهد نموا سريعا بسبب نقص القوى العاملة وارتفاع تكاليف العمالة، مؤكدا أن استبدال العمالة البشرية بالروبوت لا يرفع كفاءة الانتاج فحسب، بل سيخفض تكاليفه أيضا.

وبلغت كثافة استخدام الروبوت في الصين 23 روبوتا مقابل عشرة آلاف عامل، وفي ألمانيا سجلت 273 روبوتا، وتجاوزت هذا الرقم في اليابان وكوريا الجنوبية (300 روبوت)، الأمر الذي يجعل الصين سوقا واعدة لصناعة الروبوت والصناعة التحويلة الذكية.

وتعمل الصين حاليا على وضع الخطة الخمسية الثالثة عشرة لصناعة الروبوت لتعزيز نمو هذه الصناعة وقد رسمت خطة "صنع في الصين 2025" خارطة طريق لصناعة الروبوت، ويتوقع أن تصل مبيعات الروبوت الصناعي السنوية في الصين إلى 150 ألفا بحلول عام 2020، مع تسجيل عدد الروبوتات المستخدمة 800 ألف روبوت، ووصول مبيعات الروبوت الصناعي السنوية في الصين إلى 260 ألف روبوت بحلول عام 2025، بعدد روبوتات مستخدمة يتجاوز 1.8 مليون روبوت.

وينقسم الروبوت إلى نوعين "صناعي" و"خدمي"، ونشأت الروبوتات الصناعية في ستينات القرن الماضي بينما ظهرت الروبوتات الخدمية في تسعينات القرن نفسه. وتحتل الروبوتات الصناعية حالية 80% من حصص السوق، ويرى مراقبون أن الروبوتات الخدمية ستصبح محل الاهتمام الأكبر في المستقبل. وأكد رئيس الاتحاد الدولي للروبوتات أن أعداد الروبوتات الخدمية سيشهد زيادة سريعة خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى 15 مليون روبوت، في ظل احتياج السوق إلى روبوتات لرعاية المسنين مع ارتفاع مستوى الشيخوخة، إضافة إلى الطائرات المسيرة وروبوت التنظيف وغيره من الروبوتات المنزلية أصبحت تنال اقبالا متزايدا.

وقال تشيو داو كوي مدير شركة شنيانغ تشينسونغ للروبوتات المحدودة، إن الروبوتات الخدمية تختلف عن الصناعية، كونها تحتاج إلى "عقل قوي" لاتخاذ تحركات حيال تغيرات ظروف العمل. مضيفا أنه برغم محدودية مستوى تكنولوجيا الروبوتات الخدمية في الصين، إلا أن هذا المجال يحمل في طياته الكثير من الفرص ومن المتوقع أن يشهد تطورا كبيرا. ويرى أن السنوات العشر المقبلة ستكون فترة استراتيجية مهمة لتطوير الروبوتات الذكية حيث من المتوقع أن تلحق الصين بالدول المتقدمة في هذا المجال.

وتتحلى تقنيات الروبوت وتطبيقاتها بمغزى استراتيجي في المنافسات المستقبلية، غير أن الصين تعتمد حاليا على الاستيراد بشكل مفرط في مجال الروبوتات المتقدمة، وتحتل الروبوتات الصينية نسبة 30% فقط من حصص السوق، ووجود فجوة كبيرة بين الصين والدول المتقدمة في مجال صناعة أجهزة التحكم ومخففات السرعة عالية الدقة وغيرهما من قطع الغيار المهمة.

وقال تشيو داو كوي إن تصنيع الروبوت تعتمد في جوهرها على قطع الغيار التي هي بمثابة "العقل"، وتعتمد الصين حاليا على الاستيراد في هذا المجال، أما مرحلة التصنيع الوسطى فهي مكونات الروبوت التي تُعد "الجسم"، بينما العملية الأخيرة فهي "التجميع" التي تعمل فيها نسبة 95% من الشركات الصينية في الوقت الحالي.

وحسب المقترح الارشادي حول تطوير صناعة الروبوتات الصناعية الذي أصدرته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المعلوماتية في عام 2013، فإن الصين تعتزم تأسيس 3 إلى 5 شركات رائدة ذات قوة تنافسية عالمية في هذا المجال بحلول عام 2020 فضلا عن 8 إلى 10 ائتلافات شركات معنية بالمجال، سعيا لتحقيق الوصول إلى نسبة 45% من حصص سوق الروبوتات المتقدمة.

ومع تطور التكنولوجيا المعلوماتية وخاصة الانترنت والدمج بين الذكاء الاصطناعي والصناعات التحويلية، ستدخل صناعة الروبوت عصرا جديدا. ويعتقد عضو الأكاديمية الصينية للهندسة وانغ تيان ران أن تطور الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الانترنت سيرفعان مستوى ذكاء الروبوتات.

وأكد المدير التنفيذي للرابطة الدولية لصناعة الروبوت والمعدات الذكية لوه جيون على أن الروبوتات المستقبلية ستصبح منصة تجمع العديد من التكنلوجيات، داعيا الحكومة إلى الأخذ في الاعتبار اتجاه التحول من الروبوتات التقليدية إلى الذكية أثناء وضع الخطط المعنية بتطوير صناعة الروبوت.