الأمم المتحدة 27 سبتمبر 2015 (شينخوا) أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا امس (السبت) عن مبادرة هامة لمساعدة الدول النامية في خفض معدل الفقر.

وخلال مائدة مستديرة للتعاون بين الجنوب والجنوب استضافها شي وألقى خلالها كلمة، طرح الرئيس أيضا اقتراح من أربعة نقاط لدفع التعاون بين الدول النامية خلال الحقبة الجديدة.

- مبادرة "6 مئات":

في ظل مبادرة "6 مئات" ستتيح الصين للدول النامية خلال الخمسة أعوام المقبلة 100 برنامج للحد من الفقر، 100 برنامج للتعاون الزراعي و100 برنامج لتعزيز التجارة وبرنامج للمساعدة و100 برنامج لحماية البيئة والتغير المناخي و100 مستشفى وعيادة و100 مدرسة ومركز تدريب حرفي.

وخلال تلك الفترة أيضا ستوفر بكين 120 ألف فرصة و150 ألف منحة دراسية للمواطنين من الدول النامية الأخرى لتلقي تدريب وتعليم في الصين، والمساعدة في رعاية وتدريب 500 ألف من التقنيين المحترفين لبقية الدول النامية.

وإلى جانب ذلك أضاف الرئيس الصيني أن بلده ستقوم بإنشاء أكاديمية للتعاون والتنمية بين الجنوب والجنوب وتوفير مساعدات نقدية بقيمة 2 مليون دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية.

وشدد شي على التضامن والتعاون مع الدول النامية الأخرى من منطلق الأساس الراسخ للسياسة الخارجية للصين، وأن الصين ستتشارك فرص التنمية مع غيرها من الدول النامية.

وأضاف أن الصين ستربط وثيقا تنميتها بالنمو المشترك للدول النامية وستربط الحلم الصيني بحلم جميع الشعوب في الدول النامية من أجل حياة أفضل والتعاون مع بقية الدول النامية من أجل خلق مستقبل مشرق.

- اقتراح رباعي:

وفي الإشارة إلى أن التعاون بين الجنوب والجنوب سيلعب دورا أكبر في تعزيز النهضة الجماعية للدول النامية وخلق نمو مزدهر ومستدام ومتوازن وشامل للاقتصاد العالمي، طرح شي اقتراح من أربعة نقاط حول توسيع التعاون بين الجنوب والجنوب في الحقبة الجديدة.

أولا، حث شي الدول النامية على استكشاف المسارات المتنوعة للتنمية، وقال إن هذا يحتاج المفتاح المناسب لفتح القفل.

وقال إن الدول النامية لابد أن تلتزم بمسارات التنمية وفقا لاختيارها المستقل وبالصفات المميزة لها، وأن تتشارك التجارب الناجحة في الحكم والتركيز على بناء القدرات واستكشاف إمكانيات النمو وحل صعوبات التنمية وتحسين المستوى المعيشي للشعب.

وثانيا، دعا شي الدول النامية لتوحيد استراتيجيات التنمية.

وأضاف أن الدول النامية لابد أن تستفيد بالشكل الأمثل من المزايا التي لدى كل منها وتحسين تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي ودفع التعاون بشكل متناغم في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والتمويل والاستثمار وبناء البنية التحتية وحماية البيئة، وكذلك تحسين القدرة التنافسية الكلية للدول النامية.

وثالثا، قال الرئيس الصيني إن الدول النامية لابد أن تسعى لتحقيق نتائج عملية للتنمية.

واقترح أن تركز الدول النامية على صياغة مجموعة من المشروعات الهامة ذات الأهمية الاستراتيجية من أجل ضخ حيوية في التعاون بين الجنوب والجنوب.

وقال شي إن من أجل تحقيق ذلك يمكنهم التركيز على الترابط والتعاون في قدرات الانتاج والاستفادة بشكل كامل من الآليات الجديدة مثل البنك الآسيوي لاستثمارات البنية التحتية وبنك التنمية الجديد ومجموعة بريكس للأسواق الصاعدة.

ورابعا دعا شي لبذل جهود منسقة من أجل تحسين الإطار العالمي للتنمية.

وأضاف أن الدول النامية لابد أن تقوم بتعزيز إصلاح الحكم الاقتصادي العالمي وتدعيم النظام التجاري متعدد الأطراف وتوسيع الاتصالات والتبادلات مع الدول النامية وبناء مجتمع المصالح المشتركة.

وقال شي إن في أجندة التنمية لما بعد عام 2015 لابد أن يستفيد التعاون بين الجنوب والجنوب من تطبيق الخطة العالمية الطموحة حول تعزيز تنمية الدول النامية ورفعها لمستويات أعلى ومجالات أوسع نطاقا.

- ردود أفعال متحمسة:

شارك في تنظيم المائدة المستديرة كل من الصين والأمم المتحدة، وعقدت في أجواء ودية دافئة وحضرها رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء باكستان نواز شريف وسكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون وزعماء بعض الدول الأخرى والمنظمات الدولية، وشارك بان كي مون في رئاستها.

وأعربوا عن دعمهم الكامل لمبادرة الصين واقتراحات التعاون بين الجنوب والجنوب، وقالوا إن الصين توفر نموذجا للقيادة في الشؤون الدولية.

وقالوا إن الاجراءات التي أعلنها شي خلال المائدة المستديرة وقمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي ألقى كلمة خلالها في وقت سابق امس (السبت) تعد دليلا على التزام الصين ودعمها للتعاون بين الجنوب والجنوب.

واتفق الزعماء على أن الجنوب أصبح قوة دافعة جديدة للنمو العالمي، وأن التعاون بين الجنوب والجنوب أصبح مصدرا هاما للتعاون الدولي في مجال التنمية.

لكنهم شددوا على أن التعاون بين الجنوب والجنوب لا يمكن أن يحل محل التعاون بين الشمال والجنوب أو مساعدة الدول المتقدمة للدول النامية. وحثوا الأمم المتحدة على زيادة دعم التعاون بين الجنوب والجنوب.

وصدر بعد المائدة المستديرة بيان مشترك لمن شاركوا في رئاستها نص على ضرورة استمرار التعاون بين الجنوب والجنوب بناء على مبادئ الاحترام المتبادل والثقة والمساواة والتضامن والتعاون متبادل النفع، ومساعدة الدول النامية في تحقيق تنمية عادلة ومنفتحة وشاملة وقائمة على الإبداع.