标题图片
Home
arabic.china.org.cn | 21. 09. 2015

في كاشغر حياة جديدة لمدينة عريقة

إعداد: تشانغ هوا

 

إصلاح المدينة القديمة

21 سبتمبر 2015 /شبكة الصين/ بعد أن تبزغ الشمس من مشرقها على مدينة كاشغر القديمة، تصبغ معالم المدينة بلون ذهبي مبهر. فتح الحاج أروب، تاجر أصص الزهور، باب داره وأخذ يرتب الأصص والفخار بمختلف الأشكال على درجات سلم خارج الباب. نظر أروب إلى الأصص والأواني الفخارية أمام بيته الجديد المزين بزخارف ذات خصائص قومية، فابتسم وبدت على وجهه علامات البهجة.

أروب، البالغ من العمر ثلاثين عاما، ابن لأسرة عريقة يعمل معظم أفرادها في تصنيع الأواني الفخارية، وهو من الجيل الخامس المتوارث لهذه المهارة. قال: "كان جد جدي يسكن في هذا المنزل." وكان أروب قبل خمس سنوات، يسكن مع أفراد عائلته مثل معظم سكان المدينة، في دار جدرانها المنخفضة مشيدة بطوب اللبن، وغير مزودة بماء الشرب أو غاز الوقود. قال أروب: "كان حال بيتنا سيئا للغاية."

كاشغر، الواقعة في جنوب غربي منطقة شينجيانغ، يرجع تاريخها إلى أكثر من ألفين ومائة سنة. وهي مدينة حدودية ذات موقع استراتيجي هام، كونها تقع في مفترق الدروب الجنوبية والشمالية والوسطى لطريق الحرير في داخل الصين، ونقطة بداية طريق الحرير في خارج الصين. ظهرت المدينة القديمة لكاشغر قبل أكثر من ألف سنة بعد أن نقلت أسرة قَراخانيان عاصمتها إلى كاشغر؛ ملتقى الحضارات الهندية القديمة واليونانية القديمة والعربية والصينية.

ظلت شوارع المدينة القديمة على الحال الذي كانت عليه في القرن السابع عشر، وهي الشوارع الوحيدة في الصين التي حافظت على ملامح البنايات التقليدية لمنطقة شييوي (المنطقة الغربية) القديمة.

مع مرور العصور، صارت منازل المدينة القديمة، التي تفتقر إلى مرافق البنية التحتية، في حالة خطيرة وغير صالحة للسكن. إضافة إلى أن معظم البنايات القديمة في كاشغر مشيدة بطوب اللبن أو الطوب مع الخشب، ويرجع تاريخ كثير منها لأكثر من مائة سنة. تتشابك شوارع المدينة القديمة الضيقة، فأوسعها عرضه ستة أمتار واضيقها عرضه متر أو نصف المتر. ولم يكن في المدينة القديمة شبكة للصرف الصحي. وحيث أن كاشغر من المناطق التي حددتها المصلحة الوطنية الصينية لرصد الزلازل، كمنطقة معرضة للزلازل، كان وضع المساكن يزداد خطورة يوما بعد يوم.

في أغسطس عام 2010، أقرت الحكومة الصينية المركزية "مشروع الإصلاحات الشاملة للبنايات القديمة والخطيرة في المدينة القديمة في كاشغر". شمل المشروع إصلاح المنازل الخطيرة على مساحة أكثر من خمسة ملايين متر مربع لتسع وأربعين ألفا وثلاث وثمانين عائلة في ثمان وعشرين منطقة سكنية، خلال فترة خمس سنوات، تبدأ عام 2010.

الإعلان عن مشروع إصلاح المدينة القديمة، خفف قلق عائلة أروب التي تعيش في دار قديمة مهددة بالسقوط. بيد أن العائلة انتابها القلق من الملامح التي سيكون عليها بيتهم الجديد بعد الإصلاح، وهل سيبقى نمط البازار (السوق) الذي يجمع بين السكن والتصنيع والبيع؟ وهو النمط الذي ساد منذ أكثر من مائة سنة.

قال حبيب الله ياسين، عضو لجنة شارع آريا، إن بازار أصص الزهور من الدفعة الأولى للمناطق التجريبية الرئيسية للإصلاح، وكان أصعب شيء قبل بدء عملية الإصلاح، هو كيفية توضيح هدف الحكومة للمواطنين. واضاف: "اتخذت عملية إصلاح المدينة القديمة، أسلوبا يقوم على الحفاظ على السمات الأصلية، لحماية أشكال الشوارع ذات الملامح الثقافية والتاريخية والطراز المعماري الخاص في المدينة القديمة، مع الحفاظ على العادات التقليدية ونمط حياة وإنتاج المواطنين بأكبر قدر ممكن."

هذا الأمر يمثل أحد مزايا عملية الإصلاح، فأثناء عملية الإصلاح وإعادة البناء، لم يكن هناك شكل متشابه بين عشرات آلاف البيوت. وعن ذلك قال أروب: "قمنا بتعديل ورقة التصميم بضع عشرة مرة. وذات مرة عرض المصمم التصميم أمامي فلاحظت صالة الضيوف ليست كبيرة، لا تستوعب السجادة الكبيرة الشائعة في السوق، فعدل التصميم ووافقت عليه ببصمة الإصبع، ثم بدأت عملية الإصلاح."

بعد ثمانية أشهر، ارتفع في موقع منزل أروب القديم بيت جديد من طابقين، يضم بضع عشرة غرفة، منها الحمام والمطبخ وقاعة الطعام وغرف النوم وغرفة الإنتاج وغرفة العرض، إضافة إلى الباحة الصغيرة. كما توجد ساحة كبيرة أمام باحة الدار، لبيع الأواني الفخارية. بعد إنجاز بناء البيت الجديد، بكى أروب من شدة الفرحة وتذكر جده، وقال: "لو كان جدي قد رأى هذا المنزل الجميل، كان سيرقص فرحا""

 

البازار.. روح المدينة

يقول مثل شعبي في كاشغر: "في البازار، يمكنك أن تشتري كل شيء، إلا الشمس والقمر". تنتشر في أرجاء المدينة القديمة بازارات كثيرة، تبيع الأقمشة وزيت الطعام والسجاد والقبعات الملونة والمنتجات الحديدية والفضية والعطور. ظهرت هذه البازارات مع ولادة كاشغر قبل أكثر من ألف سنة، وقد أصبحت أفضل منصة للحوار والتبادل والاندماج بين الحضارات.

بعد إتمام عملية الإصلاح، حظيت مدينة كاشغر القديمة بلقب "المنطقة السياحية 5 A"، فجذبت عددا متزايدا من السياح إليها، وازدهرت تجارة أروب الذي انتقل إلى المنزل الجديد. حول هذا التاجر الذكي غرفتين في الطابق الأول للمنزل إلى صالة عرض للفخار، ليتيح للزوار التمتع بمهارات أبناء شينجيانغ في تصنيع الأواني الفخارية. إضافة إلى الحفاظ على المهارة التقليدية في صناعة الأواني الفخارية، أبدع أروب سلسلة من الأواني الفخارية الحديثة ذات الجودة العالية. وبفضل ذلك، تضاعف دخله الشهري.

 

سنبقى مع المدينة القديمة

حاليا، تعج مدينة كاشغر القديمة بالورش في شتى المجالات، ومنها ورش الحدادة والنجارة والمنتجات البرونزية، ومتاجر الخبز الويغوري. تشكلت أصوات العمل في دكاكين البازارات، لحنا جميلا يحيط بمدينة كاشغر القديمة.

بعد إتمام مشروع الإصلاح، شعر أهل المدينة بمزيد من الانتماء للوطن. قال أروب إن اعتزازه بالعواطف الحميمة مع الجيران منذ أجيال، ودكاكين لحم الغنم، والخبز المحشو والبقالة، أحب إليه من اعتزازه بالتجارة. تفوح الشوارع بعبق أريج العطور، بينما يترد في الأفق صوت المؤذن القادم من المسجد. (المصدر: الصين اليوم)

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
1   2   3   4   5   الصفحة التالية  


 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号