标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة بين آفاق المستقبل وتحديات الواقع

arabic.china.org.cn / 15:05:20 2015-09-17

بقلم: يحي مصطفى

17 سبتمبر 2015 /شبكة الصين/ يستهل الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة تاريخية إلى الولايات المتحدة في 22 سبتمبر الجاري تستمر أربعة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وسيزور الرئيس شي مقر الأمم المتحدة في نيويورك لحضور سلسلة من القمم بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الأمم المتحدة في الفترة ما بين يومي 26 و28 سبتمبر وذلك تلبية لدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون.

وقد حرصت بكين وواشنطن على الإعداد الجيد لهذه الزيارة لضمان خروجها بنتائج مثمرة تُؤطر وتعمق "لنمط علاقات جديد بين الدول الكبرى" كان الرئيسان شي وأوباما قد اتفقا على بنائه خلال القمة غير الرسمية في كاليفورنيا لترسيخ العلاقات الثنائية، حيث أولت بكين وواشنطن اهتماماً كبيراً لهذه الزيارة تجسد في إرسال الأخيرة مجموعة من المسؤولين إلى بكين، بمن فيهم مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والباسيفيك دانييل روسل لإجراء محادثات مكثفة مع الجانب الصيني، وأوفدت الصين أيضا مسؤولين كبار إلى واشنطن للتباحث مع الجانب الأمريكي بشأن الزيارة. واكتملت الأعمال التحضيرية من قبل الجانبين حيث تُشير التصريحات الصادرة من "تشونغ نان هاي" مقر القيادة العليا الصينية والبيت الأبيض أن الزيارة مرشحة لإحداث اختراقات كبرى في ملف العلاقات الصينية الأمريكية.

وأعلنت الخارجية الصينية أن زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة ستنقل وجهة نظره بأن السلام سيجلب منافع مشتركة بينما سيؤذى الصراع كلا البلدين. وستركز الزيارة على دعم الثقة ومحاولة تبديد المخاوف الأمريكية حيال وجود تعارض بين البلدين فى التعامل مع قضايا من بينها العلاقات الدولية والنظام فى منطقة آسيا- الباسيفيك.

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في وقت سابق من هذا الأسبوع أن "هذه الزيارة تصب فى مصلحة التعاون الودي بين الصين والولايات المتحدة وكذلك فى مصلحة السلام والتنمية العالميين، وستكون بالتاكيد بمثابة معلم هام للعلاقات بينهما".

وأعلنت بكين أن الزيارة سيتم خلالها ابرام اتفاقيات تعاون واسعة في مجالات المالية والتجارة والطاقة وتغير المناخ وحماية البيئة والعلوم والتكنولوجيا والزراعة وانفاذ القانون والطيران والبنية الأساسية، وتأمل في تأكيد الجانبين على اتجاه التنمية الخاص بكل منهما ونظرتهما الاستراتيجية وتوسيع المصلحة والمسؤولية المشتركة لحماية السلام والاستقرار والتنمية فى العالم.

ويتطلع الجانب الأمريكي إلي نجاح زيارة شي في رسم ملامح المرحلة المقبلة من علاقات البلدين، حيث قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس خلال زيارتها لبكين في أواخر أغسطس الماضي تمهيداً لزيارة الرئيس الصيني إن الولايات المتحدة ترغب في العمل مع بكين ليس فقط من أجل ضمان النجاح الكامل للزيارة وإنما لجعلها أيضا "حجر أساس" في العلاقات الثنائية.

وقد أصبح اقتصادا العملاقين المتقدم والنامي مترابطين ومتكاملين بدرجة كبيرة حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 550 مليار دولار العام الماضي، لذا فإن عنوان القمة المرتقبة هو تجنب المواجهة والمعادلة الصفرية في علاقات البلدين وتعزيز الثقة لتحقيق الفوز المشترك والمنافع المتبادلة والعمل على التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن القضايا الخلافية فيما يتعلق بسعر صرف اليوان والإجراءات التجارية الحمائية بجانب قضايا أمن الفضاء الإلكتروني وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي وغيرها من القضايا الساخنة والصعبة.

وتكتسب هذه الزيارة التي تعد أول زيارة دولة للرئيس الصيني للولايات المتحدة منذ توليه مهام منصبه في مارس 2013، تكتسب أهمية بالغة حيث تأتي في ظروف سياسية واقتصادية وأمنية دولية معقدة تتطلب توافق أكبر دولتين متقدمة ونامية بشأن عدد من الملفات المهمة بما يحقق الاستقرار العالمي.

وتحظى هذه الزيارة باهتمام عالمي غير مسبوق نظراً لأن العلاقات الصينية الأمريكية تعد أهم العلاقات الثنائية على الصعيد الدولي، وتتجاوز تأثيراتها نطاق البلدين إلى العالم بأسره سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ما يلقي بمسؤوليات كبيرة على القمة المرتقبة للتوصل الي تفاهمات بشأن عدد من القضايا الساخنة على الصعيد الدولي وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني والوضع في شبه الجزير الكورية والنزاعات في الشرق الأوسط.

ومع تعاظم الدور الاقتصادي الصيني تنامت مسؤوليات الصين الدولية أيضا لذلك تأمل الدول النامية في تعزيز زيارة الرئيس الصيني لمقر الأمم المتحدة دور المنظمة المركزي في حل النزاعات الدولية خاصة أن الصين قد أعلنت على لسان وزير خارجيتها وانغ يي أن الرئيس شي سيراجع مع زعماء دول العالم مصير شعوب العالم في سعيها إلى السلام عبر حضور سلسلة من القمم بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس الأمم المتحدة، وسيوضح مواقف ومبادئ الصين إزاء أهم القضايا الدولية. وسيشرف الرئيس شي على اجتماع مائدة مستديرة حول تعاون الجنوب الجنوب، برعاية مشتركة من الأمم المتحدة والصين، حيث سيضع مع زعماء الدول النامية أجندة عمل جديدة لرفع مستويات تعاون الجنوب الجنوب وسيحضر أيضا اجتماعات أممية حول قضايا المرأة وتغير المناخ.

ويوضح برنامج هذه الزيارة بجلاء أهميتها وتأثيراتها على الأصعدة الثنائية والإقليمية والدوليةـ ويفسر ذلك بدوره الاهتمام الدولي غير المسبوق بها حيث أجمع عدد من المحللين والخبراء في الشؤون الصينية الأمريكية على أن الزيارة ستكون معلما مهما في مسيرة علاقات البلدين حيث يجب على بكين وواشنطن تعزيز الثقة والاخلاص والتصميم على مواجهة الصعوبات.

وقد برهنت التجارب التاريخية على أن دبلوماسية القمم قادرة على إحدات اختراقات كبيرة في مسيرة علاقات البلدين وقد سجل التاريخ أن زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى الصين في عام 1972 وزيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك دنغ شياو بينغ للولايات المتحدة في عام 1979، قد تمكنتا من تطبيع العلاقات الثنائية وتحسينها في مرحلة تاريخية بالغة الصعوبة، وعليه فإن العالم موعود بقمة إنجازات في واشنطن تضع العلاقات الصينية الأمريكية في مسارها الصحيح لمصلحة شعبي البلدين والعالم بأسره.

 

 

-------------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة

 



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号