السفير الأردني لدى بكين: الاردن حريص على الارتقاء بعلاقاته الثنائية مع الصين الى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة

صحيفة الشعب اليومية أونلاين: تنظم الاردن خلال المعرض مؤتمر للتعرف بالمناخ الاستثمار الأردني والسياسات المتبعة لجذب الاستثمارات، هل يمكن ان نعرف اهم التدابير التي تتخذها الاردن لجذب المستثمرين الصينيين؟

السفير الأردني لدى بكين: هناك حزمة كبيرة من المشاريع الاقتصادية الجاهزة لدى الجانب الاردني والتي تتعلق بمشاريع وطنية ضخمة في مجالات البنية التحتية كالسكك الحديدية والطاقة الجديدة والمتجددة من بينها استغلال الصخر الزيتي وطاقتي الرياح والشمس والطاقة النووية للاغراض المدنية والسلمية. هذه المشاريع هي عبارة عن فرص استثمارية حقيقية مربحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. وقد اكد الاردن في اكثر من مناسبة على ان المستثمرين الصينيين لديهم الاولوية في الاستثمار في هذه المشاريع. حيث يزور المسؤولون الاردنيون الصين باستمرار من كافة المستويات وفي مختلف القطاعات لبحث فرص التعاون الثنائي في هذه المشاريع. ان الجانب الاردني ينظر الى المستثمر الصيني ليس فقد على انه مستثمر ولكنه شريك حقيقي في التنمية.

كما ستقيم السفارة في بكين بالتعاون مع هيئة الاستثمار الاردنية يوم الخامس عشر من شهر ايلول الجاري في مبنى السفارة ندوة بعنوان " استثمر في الاردن" حيث سيتم دعوة عدد كبير من الشركات الصينية والهيئات الرسمية في كافة القطاعات للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في الاردن. وهذه الندوة تعتبر بمثابة تاكيد جديد على ايلاء الاردن اهمية بالغة للمستثمر الصيني في القطاعين العام والخاص.

صحيفة الشعب اليومية أونلاين: تعتبر منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة الاكثر المناطق الصينية اكتظاظا بالسكان، ومعظمهم يعتنقون الديانة الاسلامية. وتعمل الحكومة الاقليمية على مدى سنوات ماضية على تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي بين نينغشيا والبلدان الاسلامية ، بما في ذلك البلدان العربية. كيف ترون دور نينغشيا في دفع التبادلات الودي بين الصين والعالم الاسلامية ، وبين الصين والدول العربية؟

السفير الأردني لدى بكين: بلا شك ان الاردن يولي اهمية كبيرة للتعاون من نينغشيا قي كافة المجالات. وما دل على ذلك هو حضور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في ايلول 2013 لمراسم افتتاح المعرض الصيني العربي، حيث ابدى جلالته اعجابه بالمعرض. كما قام جلالته بزيارة مسجد "ناجياخو" في بلدة "يونغنينغ".

والاردن يدرك جيداً الاهمية الاقتصادية والتجارية لمنطقة نينغشيا، فهي ضمن المحطات الرئيسية لطريق الحرير وتمتلك من الثروات ما يؤهلها لان تكون شريكاً تجاريا حقيقياً ومقصداً للمستثمرين الاردنيين. ففي خلال السنوات الخمس المتتالية حققت نمو اقتصادي أعلى من المتوسط الوطني، وأصبحت وجهة ديناميكية للأعمال والاستثمار الأولى في منطقة غرب الصين. علاوة على ذلك، فقد اتت مبادرة احياء طريق الحرير لتؤكد وتثبت من جديد على قدم وأصالة العلاقات التاريخية التي تربط الحضارتين العربية والصينية العرقتين، ولتضخ الحياة في شريان العلاقات الصينية العربية.

صحيفة الشعب اليومية أونلاين: طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" المشار اليها " الحزام والطريق" لإنعاش طريق الحرير القديم، وباعتبار الاردن دولة هامة في طريق الحرير القديم، هل ترغب وكيف يمكن ان تكون مشاركتها؟

السفير الأردني لدى بكين: منذ البداية، ابدى الاردن ترحيبه بمبادرة" الحزام والطريق". فالاردن يتمتع بالموقع الجغرافي بين ثلاثة قارات ويمتلك الايدي العاملة المدربة ويتمتع بالامن والاستقرار، وان طريق الحرير سيمر الى تلك القارات عبر الاردن، وبالتالي من الممكن ان يتحول الى الاردن نقطة اتصال وانطلاق الى الاسواق المحيطة التي تضم اكثر من 2 مليار مستهلك. كما ان بعضا من المشاريع التي ينفذها الاردن والتي سبق وان اشرت اليها يمكن ان تكون جزء من المشاريع التي تنفذ في الدول التي يمربحا الحزام الاقتصادي. فعلى سبيل المثال، ينفذ الاردن حاليا مشروعا وطنيا لسكة الحديد يمتد من اقصى جنوب المملكة الى شمالها وفي مرحلة لاحقة سيمتد هذه المشروع الى دول مجاورة كالعراق والخليج العربي وفي المستقبل الى دول اوروبا. كما ينفذ الاردن مشاريع طاقة مهمة مع دول الجوار كمشروع ناقل البصرة مع العراق والغاز المصري والربط الكهربائي مع دول الجوار وجميع هذه المشاريع مهمة لتنفيذ مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.

ان المبادرة بحد ذاتها تقوم على مبدا التكامل بين الدول المشاركة فيها. فالتكامل هو سمة من سمات العصر الحالي وفي المستقبل. وبما ان المبادرة ستشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية......، فاذن نحن نتكلم عن تكاملية شاملة بين الدول لتلك الجوانب. وما يدعم مبدأ التكاملية هو التنوع والمزيج الكبير الثقافي والحضاري بين الدول التي يمر بها الحزام، فالمبادرة تضم دولا من شرق اسيا ووسط اسيا وغرب اسيا ودول عربية في (غرب اسيا وشمال افريقيا) ودولا من جنوب وشرق اوروبا.