تحقيق: الموت البطيء يفتك بالنازحين السوريين في ظل غياب الرعاية الصحية الناجعة arabic.china.org.cn / 19:22:51 2015-08-17
بيروت 17 اغسطس 2015 (شينخوا) تحضن النازحة السورية سلوى العلي من ريف ادلب ،طفلها شادي ابن الثلاث سنوات،والمصاب بسرطان الرئة،تنظر الى وجهه الشاحب الأصفر والبادية علامات الموت البطيء عليه،دون ان تجد وسيلة تخفف الألم عن جسده النحيل . وتعيش العلي مع عائلتها في غرفة مقفلة متواضعة عند الطرف الغربي لبلدة صغبين من البقاع الغربي شرق لبنان،مع خمسة من اطفالها، اكبرهم في السادسة عشر من عمره،تحار ماذا تفعل وهي غير القادرة على دفع العلاج لطفلها من أجرة طبيب إلى ثمن ادوية، والمقدر ب 700 الى الف دولار أمريكي شهريا،فيما هي عاجزة عن تأمين لقمة العيش. وفقدت العلي التي كانت قد خسرت زوجها في معارك أدلب منذ عامين، الأمل في ادخال طفلها إلى احد المستشفيات، فتقول :" عرضت طفلي على عدة اطباء،اجمعوا على ضرورة ادخاله الى احد المستشفيات الخاصة بعلاج السرطان،ولكن المستشفيات رفضت استقبال طفلي،الا بعد دفع مسبق لمبلغ حدد ب 5000 دولار،انه مبلغ من المستحيل تـأمينه في ظل الأوضاع السائدة وتخلي الجهات الدولية المانحة،والتي تتهرب من الحاحنا وتتخلف عن مسؤولياتها". يجزم النازح السورى ابو احمد حسن الخويري من حلب والذي فقد ابنته منذ عام بسبب عدم تمكنه من علاجها بعد اصابتها بالتهاب الرئتين ،بان " آلاف النازحين السوريين في طريقهم السريع الى الموت ،بسبب عدم توفر العلاج الضروري لهم، فالمآسي الصحية باتت سمة نسبة كبيرة منهم،هناك آلاف النازحين من مختلف الأعمار،بانتظار حتفهم بسبب عدم القدرة على العلاج،في ظل ندرة التقديمات وعجز المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين عن المساعدة ،مبررة ذلك بضعف الامكانيات المالية،كما العديد من الجمعيات المحلية والدولية التي تكاثرت مع بداية النزوح السوري ،تتجاهل مثل هذه الحالات وتهرب من مسؤولياتها في العلاج والمساعدة،والحجة ابدا نقص في التمويل الدولي،وهذا يعني لنا كنازحين،اننا تركنا للمجهول،فالأمراض فرضت حصارها واطبقت علينا من كل اتجاه". واصبح تخفيض حجم التقديمات الدولية من غذائية واجتماعية وطبية، هاجس مجتمع النازحين في لبنان،بحيث باتت التجمعات السورية في كل المناطق ،تلتقي في سرد يوميات العذاب والمأساة التي تقضيها،داخل الخيم العتيقة او في غرف مستأجرة محشورة في زوايا ابنية او خلف مرائب السيارات،الكل يشكو كما تشير النازحة السورية زينب العلي من حمص،من تراجع التقديمات الدولية، بسبب ما تطلق عليه المفوضية الدولية "قلة الإمكانيات المالية". وبطاقات التسجيل في سجلات المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين،والتي يحمل واحدة منها سامر السويدي وسواه من النازحين،يقول لم تفلح مثل هذه البطاقة ومنذ فترة طويلة، في تأمين تكاليف الكثير من الحالات الطبية التي تنخفض شهريا، كما أن المفوضية تمتنع عن دفع علاج الأمراض السرطانية والمزمنة،وعند هذا الحد يبقى النازح المريض يصارع الوجع والألم حتى يلقى حتفه ،وعندها يستريح وتستريح المفوضية العليا من دفع بدل علاجه. "اننا في حالة قلق وخوف من المستقبل الغامض "،تقول النازحة من ريف دمشق حسيبة الحسن الى مخيم البيرة في البقاع الأوسط ،فمع كل صباح ،هناك عائلات سورية ،شطبت اسماءها من قائمة المستفيدين من السلة الغذائية، أو من بدل السكن والمازوت، وسرب الينا من قبل العاملين في الملف السوري أن عدد الذين يحرمون من السلة الغذائية في الشهر الواحد يتراوح بين ال 3 الى 5 آلاف. وعند مدخل أحد المستشفيات في البقاع اللبناني ،قضى الطفل النازح وليد العريجي ابن العشر سنوات بعد اصابته بقصور كلوي ،بعدما امتنع المستشفى عن استقباله، كما رفضت المفوضية تغطية النفقات ،عدة أرواح لنازحين سفكت على أبواب المستشفيات، ولا تجد من يسأل عنها، بل يكون التبرير دائما " لا أموال ولا تغطيات لهذا المرض"، كما يقول فايز حذوي من ادلب والذي يسرد حالات مرضية قاتلة واجهته وامثاله،منها مثلا المراجعات في فترات الحمل غير الممولة وحوادث السقوط وكسر الأطراف لا أموال لها أيضاً، بالإضافة إلى الامراض المزمنة التي تحتاج لعلاج دائم كالسكري والضغط، وهي حالات لا تعترف المفوضية بكلفة علاجها، فيما يقتصرالعلاج الممول على حالات محددة ومنها الإصابة بالجلطات الدماغية والنزيف في الرأس. وتعود نادية الحردي النازحة من ريف دمشق بالذاكرة ،لتلك اللحظة القاسية ،عندما احتجز ممرضو احدى المستشفيات البقاعية ،جثة ابنها الرضيع، ليبقوه ايام عدة داخل براد المستشفى ،بحيث امتنعوا عن تسليم الجثة للعائلة، إلا بعد دفعها الفارق المالي بين المطلوب حسب فواتير المستشفى . ويستضيف لبنان حوالي 1.2 مليون لاجئ سوري وهو غير قادر على توفير المساعدات الكافية للنازحين السوريين الذين أدى نزوحهم لى أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية مضافة إلى الأزمات الأخرى التي تعانيها البلاد . وعلى الرغم من أن العديد من الجهات الدولية المانحة كانت قد وعدت بتقديم مساعدات مالية سخية للبنان لمساعدته على مواجهة أزمة النازحين الا ان الوعود فشلت في الارتقاء إلى مستوى التعهدات. يذكر أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان كانت قد أعلنت في تقرير سابق أن نحو 74 بالمائة من أسر النازحين السوريين تعاني قدرا معينا من انعدام الامن الغذائي .
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |