تقرير أخباري: هدوء حذر يسود في مخيم اليرموك بعد تقدم الفصائل الفلسطينية فيه وانباء عن زيارة وفد من حركة فتح إلى دمشق

دمشق 20 ابريل 2015 (شينخوا) يسود الهدوء الحذر في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين اليوم (الاثنين)، بعد أن سيطر مقاتلو الفصائل الفلسطينية التي تقاتل في المخيم ، على الاحياء التي كان يسيطر عليها مقاتلو تنظيم (داعش) ، وسط انباء عن زيارة سيقوم بها وفد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح) إلى دمشق لمناقشة تحرير المخيم .

وقال مصدر ميداني فلسطيني لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " الهدوء الحذر يخيم حاليا على مخيم اليرموك بعد ان شهد معارك ضارية خلال الايام الماضية اسفرت عن سيطرة اللجان الشعبية الفلسطينية ، واكناف بيت المقدس على الاحياء التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم ( داعش ) قبل اسبوعين تقريبا " ، مؤكدا أن اللجان الشعبية تمكنت من إزالة السواتر الترابية التي وضعها مقاتلو (داعش ) على الطرقات الرئيسية في المخيم ، وقامت بتمشيط المنطقة من العبوات الناسفة والالغام التي زرعوها في المخيم .

واشار المصدر الميداني الفلسطيني أن اللجان الشعبية تمكنت من دحر تنظيم ( داعش ) وجعله ينسحب من بعض الاحياء التي سيطر عليها ، مبينا أن عملية إجلاء اللاجئين الفلسطينيين مازالت مستمرة ، لمن يريد أن يغادر المخيم .

وفي سياق آخر كشفت أنور رجا الناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ـ التي يتزعمها أحمد جبريل في تصريحات صحفية أن " الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعث برسالة إلى وزارة الخارجية السورية يؤيد فيها استعادة مخيم اليرموك من جانب الجيش والدفاع الوطني السوريين ".

في الأثناء، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، إن وفداً من 4 أعضاء من اللجنة التنفيذية سيزور دمشق قريباً لبحث ملف اليرموك مع الحكومة السورية.

من جهة ثانية وبدعم من الحكومة السورية وبإشراف اللجنة العليا للإغاثة واصلت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " توزيع المساعدات الغذائية والطبية على أهالي مخيم اليرموك الذين غادروا المخيم هرباً من جرائم التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وأوضح المدير العام للهيئة علي مصطفى في تصريح صحفي، أن الهيئة والأونروا بالتنسيق مع محافظة ريف دمشق وزعتا يوم الاحد الماضي 1000 سلة غذائية و1200 ربطة خبز على الأهالي الموجودين حالياً في يلدا وببيلا وبيت سحم بريف دمشق والذين غادروا المخيم إثر العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المجرمة.

وأضاف مصطفى إن مجموع السلل الغذائية التي وزعت منذ نهاية يناير من عام 2014 أصبح 66882 سلة غذائية و11718 سلة صحية ،، مؤكداً الاستمرار بتقديم المساعدات الغذائية والصحية للأهالي المقيمين في مركز زينب الهلالية في حي التضامن ومتابعة أوضاعهم الاجتماعية والصحية.

ويشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أعرب في بيان له قبل يومين عن قلقه الجاد في ظل ازدياد الأوضاع الأمنية والإنسانية سوءا في مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين .

ومن جهة أخرى، أعلن الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة أن الوكالة " تسعى للحصول على 30 مليون دولار، لتقديم المساعدة الإنسانية لـ480 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا بمن فيهم 18 ألفا في مخيم اليرموك.

يذكر أن تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" سيطرا على معظم مناطق المخيم في بداية شهر أبريل بعد اشتباكات مع جماعة "أكناف بيت المقدس" ومقاتلين فلسطينيين من أبناء المخيم ما زاد من أوضاع السكان سوءا.

وكان يعيش في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع في سوريا في عام 2011، أكثر من 160 ألف فلسطيني، فر معظمهم بسبب الحرب والحصار الذي فرضه الجيش السوري خلال الأشهر العشرين الأخيرة.

وأعلنت الحكومة السورية مؤخرا ، أنه لم يبق من اللاجئين الفلسطينيين في المخيم سوى ستة آلاف لاجئ فقط ، في حين قال خالد عبد المجيد في مقابلة خاصة مع وكالة ( شينخوا ) بدمشق قبل اسبوعين أن اكثر من 15 الف لاجئ سوري وفلسطيني ما زالوا عالقين في المخيم ، وفر أكثر من 2500 لاجئ الى مراكز الايواء بعد سيطرة داعش على المخيم ، فيما فر اكثر من 5 الاف أخرين الى منطقتي يلدا وببيلا بريف دمشق الجنوبي الشرقي .

ويعاني من تبقى من لاجئين داخل المخيم، من ظروف حياتية صعبة جداً، بسبب نقص الدواء والغذاء .