تقرير إخباري: الحكم بإعدام 22 من أنصار مرسي عشية حكم مرتقب بحقه والإخوان المسلمون يدعون للتظاهر

قاهرة 20 أبريل 2015 (شينخوا) قضت محكمة مصرية اليوم (الإثنين) بإعدام 22 من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية هجوم على قسم شرطة بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة عشية حكم مرتقب سيكون الأول من نوعه بحقه، ما دفع جماعة الإخوان المسلمين إلى الدعوة للتظاهر وبدء "حراك ثوري شامل" في كافة أنحاء البلاد الثلاثاء.

وقالت الجماعة التي ينتمي إليها مرسي في بيان إنها "تدعو جماهير الشعب المصري إلى حراك ثوري شامل في كل شوارع مصر لا يتوقف بداية من غد الثلاثاء (..) لمساندة ودعم رئيسهم الذي أعطوه ثقتهم في الانتخابات الرئاسية الوحيدة الحرة النزيهة التي شهدتها مصر على مدار التاريخ".

وتستبق دعوة جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر حكما قضائيا مقررا صدوره غدا الثلاثاء بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث قصر الاتحادية".

ويواجه مرسي في هذه القضية اتهامات بالتحريض على قتل متظاهرين سلميين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر عام 2012.

ويمثل أمام القضاء في القضية ذاتها بجانب مرسي 14 من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين.

وسيكون الحكم المرتقب الثلاثاء هو أول حكم قضائي بحق مرسي في حال صدوره.

واتهمت جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر عزل مرسي عن الحكم "انقلابا عسكريا" في بيانها السلطات المصرية بـ"استغلال القضاء كسلاح في معركته ضد الشرعية الشعبية والثورية التي يمثلها الرئيس محمد مرسي".

وحذرت من أن استغلال القضاة من أجل القضاء على "آخر مكتسبات ثورة 25 يناير التي يمثلها مرسي يسكب المزيد من الزيت على النار، ويشعل نار الغضب الشعبي"، معتبرة أن الأمر سيكون له "عواقب وخيمة تدفع البلاد إلى نفق مظلم".

وصنفت السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيما إرهابيا" بعد عزل مرسي.

ويحاكم مرسي منذ عزله في الثالث من يوليو عام 2013، في عدة قضايا، بينها التخابر والهروب من السجن أثناء الثورة في عام 2011.

كما يحاكم القضاء المصري المئات من قيادات وأنصار جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في قضايا تتعلق بأحداث عنف وشغب، وصدرت أحكام بالإعدام والسجن بحق العشرات منهم، أبرزهم مرشد عام الجماعة محمد بديع.

ونفذت السلطات المصرية أول حكم بإعدام أحد أنصار مرسي في السابع من مارس الماضي، بعد إدانته بقتل أطفال عبر إلقائهم من أعلى خزان مياه فوق سطح أحد العقارات خلال مظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة الاسكندرية شمال القاهرة قبل أكثر من عام ونصف.

واليوم قضت محكمة مصرية بإعدام 22 متهما أدينوا في قضية هجوم على قسم شرطة بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة في يوليو 2013 بعد عزل مرسي.

وقالت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) إن محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة قضت بمعاقبة 22 إرهابيا بالإعدام شنقا، ومعاقبة حدث بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات، وذلك لإدانتهم في قضية الهجوم المسلح على قسم شرطة كرداسة في يوليو 2013.

وصدر حكم الإعدام غيابيا بحق ثمانية متهمين هاربين من بين ال22.

وكانت المحكمة قد قررت في 18 مارس الماضي إحالة أوراق المتهمين إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم.

وأدين المتهمون بالقتل العمد لشرطي في قسم شرطة كرداسة والشروع في قتل 28 اخرين، بجانب ارتكاب جرائم تدبير تجمهر مخل بالأمن والسلم العام، والإتلاف العمدي والتخريب والاعتداء على رجال السلطة العامة، واستعمال القوة والعنف مع ضباط الشرطة، وحيازة أسلحة نارية وبيضاء.

ويحق لهؤلاء الطعن على الحكم أمام محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية مصرية.

وفي الثاني من فبراير الماضي قضت المحكمة ذاتها بإعدام 183 من أنصار مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بتهمة قتل 14 ضابطا وعنصر أمن من قوات قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثثهم في 14 أغسطس 2013 إثر فض اعتصامين مؤيدين للرئيس المعزول في ميداني رابعة العدوية بالقاهرة ونهضة مصر بالجيزة.

بموازاة ذلك، وفي إطار هجمات ضد رجال الجيش والشرطة تزايدت حدتها بعد عزل مرسي، قتل اليوم ثلاثة عسكريين، أحدهم ضابط، وأصيب رابع في تفجير بعبوة استهدفهم عربة مدرعة تقلهم بشمال سيناء شمال شرق القاهرة، حسب المتحدث العسكري المصري محمد سمير.

وقال العميد سمير على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إنه "أثناء قيام عناصر القوات المسلحة بواجبهم الوطني في ملاحقة المهربين والعناصر الإجرامية على خط الحدود الدولية فجر اليوم قامت العناصر الإرهابية بتفجير عبوة ناسفة في إحدى مركبات قوة المداهمة، مما أسفر عن استشهاد ضابط وجنديين من ابطال القوات المسلحة وإصابة جندي اخر".

ولم يقدم المتحدث المزيد من التفاصيل حول الحادث.

لكنه أعلن في بيان لاحق اليوم، أن قوات الجيش شنت مداهمات أمنية في عدة مناطق بشمال سيناء أسفرت عن مقتل 57 "إرهابيا" والقبض على 61 اخرين خلال عشرة أيام.

وأضاف أن الحملات التي جرت في الفترة من 9 إلى 19 ابريل الجاري، أسفرت أيضا عن تدمير 32 مقرا لتجمع العناصر الإرهابية، و22 سيارة و76 دراجة بخارية بدون لوحات معدنية، وتفجير 17 عبوة ناسفة تم زرعها في أماكن متفرقة لاستهداف القوات أثناء عمليات القتال.

وينفذ الجيش حملة واسعة النطاق بشمال سيناء شملت إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال ليلا لوقف هجمات المسلحين.

كما تنشئ مصر منطقة عازلة على طول الحدود مع غزة في محاولة لمنع تهريب المسلحين للسلاح عبر الأنفاق المنتشرة في المنطقة.

ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013 بعد احتجاجات شعبية حاشدة ، تتعرض قوات الجيش والشرطة خصوصا في سيناء لهجمات تشنها جماعات جهادية أبرزها جماعة "أنصار بيت المقدس".

وتبنت الجماعة المتشددة التي بايعت مؤخرا تنظيم الدولة الاسلامية المعروف بـ (داعش) والذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق، غالبية الهجمات ضد رجال الجيش والشرطة، خاصة في سيناء.