تقرير إخباري: وزراء الخارجية العرب يقررون تشكيل قوة عسكرية مشتركة للتدخل السريع

القاهرة 26 مارس 2015 (شينخوا) وافق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع اليوم (الخميس) بمدينة شرم الشيخ، على إنشاء قوات عسكرية مشتركة للتدخل السريع.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحفي، إن " وزراء الخارجية (العرب) وافقوا على إقرار إنشاء قوة عربية مشتركة، وتم رفع القرار للقادة العرب لمواجهة التهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى".

ووصف العربى القرار بأنه " خطوة كبيرة للجامعة العربية، وقرار تاريخى بالإشارة إلى معاهدة الدفاع العربى المشتركة"، مشيرا إلى أنه كان هناك "رؤي مختلفة" بين وزراء الخارجية حول تشكيل قوة عسكرية مشتركة، " لكن القرار فى النهاية تاريخى بالنسبة للعمل العربى المشترك".

ولفت إلى أنه "منذ فترات طويلة كان الجميع يسأل أين الجامعة العربية؟ وكأن الجامعة لديها جيوش سوف تقوم باستخدامها فى الحروب... وأستطيع أن أرد أنه لأول مرة هناك قوة (عسكرية) سوف تنشئ وتعمل باسم الدول العربية".

وقال العربى إن قرار تشكيل قوة عربية " سيتم رفعه إلى القمة العربية " لإقراره بشكل نهائي.

وأضاف إن المواطن العربى يشعر بقلق شديد لأن الأمن القومى العربى أصبح مهدداً الآن أكثر من أي وقت مضى، وهناك اقتتال شرقا وغربا وعمليات إرهابية تمتد من مكان لآخر.

وأوضح أن قرار وزراء الخارجية العرب تشكيل قوة عسكرية مشتركة يؤكد العزم على مواجهة التهديدات والإرهاب بصورة شاملة عسكريا وأمنيا وفكريا وأيديولوجياً ومن جميع الجوانب.

وردا على سؤال حول إمكانية أن تكون قوة الائتلاف الداعم للشرعية في اليمن نواة للقوة العربية المشتركة، قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي" لا... هذا مجرد تحالف لإعادة الشرعية في اليمن".

وتابع أن تشكيل قوة عربية "يحتاج إلى دراسات لم تحدث منذ 70 عاماً، وسيكون مثال واضح أن الدول العربية تستطيع أن تجمع على خطة للدفاع عنها".

وأشار إلى أنه " عندما تبين أن هناك حالة تستدعى التدخل العسكرى للمحافظة على الشرعية المعترف بها دولياً في اليمن فكان هناك تحرك من الدول العربية".

وواصل " كان هناك تفهم تام ( من قبل وزراء الخارجية العرب) وصدر قرار بالرغم من وجود بعض التحفظات، لكن القرار أعطى قوة لما تم إعتماده واستند على المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة ومواثيق الجامعة العربية، ولأول مرة يتم الاستناد لمعاهدة الدفاع العربى المشترك التى وقعت سنة 1950".

من جانبه، نفى وزير الخارجية المصري سامح شكرى، الذي تتولى بلاده رئاسة القمة العربية، وجود " اختلافات في الرؤي" بين وزراء الخارجية العرب حول قرار تشكيل قوة عسكرية مشتركة.

وقال إن " النقاش (بين الوزراء) أثرى الموضوع، وأضاف عناصر توافق حول مشروع قرار تم اعتماده وسيرفع للقمة".

وأضاف إن " القمة العربية فى دورتها السادسة والعشرين تنعقد فى لحظة تواجه فيها الأمة العربية تحديات غير مسبوقة، ونحن قادرون على التعامل معها"، وتابع " لابد من التعامل مع ما يهدد الأمن القومى العربى".

ورأى أن طبيعة الائتلاف الخاص بدعم الشرعية فى اليمن " يؤكد الاحتياج لإنشاء قوة عربية مشتركة وفق ترتيبات يتم الاتفاق عليها، ووفق إطار للحفاظ على الأمن القومى العربى بما يجعل هناك اطمئنان لوجود قوة سوف تواجه التحديات بشكل مؤسسي ومنظم".

وينص مشروع القرار الخاص بإنشاء قوة عسكرية مشتركة على أن تكون مشاركة الدول العربية فيها اختياريا.

وبحسب مشروع القرار، " تضطلع (القوة المشتركة) بمهام التدخل العسكري السريع، وما تكلف به من مهام أخري لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أى من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية".

وكلف مشروع القرار، المقدم من مصر، أمين عام الجامعة العربية بالتنسيق مع رئاسة القمة (القاهرة) بدعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للإجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها، وعرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة شهور على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها.

واختتم وزراء الخارجية العرب مساء اليوم بمدينة شرم الشيخ أعمال اجتماعهم التحضيري للقمة العربية العادية السادسة والعشرين المقرر عقدها بعد غد السبت.

وأقر الوزراء خلال الاجتماع مشروعات القرارات التي سيتم رفعها للقادة العرب.