الجزائر تكشف عن لقاءات سرية جرت بين الفرقاء الليبيين على أراضيها

4 مارس 2015 (شينخوا) كشف الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل اليوم (الأربعاء) عن لقاءات سرية جرت بالعاصمة الجزائر خلال الشهور والأسابيع الماضية بين الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى أن بلاده استقبلت أكثر من 200 طرف ليبي فاعل من أجل الوصول إلى حل سياسي يتفق عليه الجميع.

وقال مساهل في حديث مع إذاعة الجزائر الحكومية إن "الجزائر أجرت اتصالات مع كافة الأطراف الليبية واستقبلت العديد من الأطراف الفاعلة الليبية دون استثناء عدا الجماعات المدرجة من قبل الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية".

وأضاف " لقد بذلنا جهودا كبيرة في إطار البحث عن حل سياسي للأزمة في ليبيا وبذلنا هذه الجهود خلال الأسابيع الأخيرة وقمنا بذلك في سرية تامة حيث استقبلنا بالجزائر أكثر من 200 طرف ليبي فاعل".

وتابع " كانت هناك لقاءات بالجزائر العاصمة بين أجنحة متعارضة في إطار لقاءات سرية أفضت أحيانا إلى اتفاقات وقعت بين الأطراف ولا نزال نبذل جهودا بشأن هذا الملف".

واعتبر أن "موافقة كافة الأطراف الليبية على التوجه نحو الحوار يعد خطوة بالغة الأهمية".

وقال " إن الإجتماع المقرر خلال الأيام المقبلة في الجزائر سيجمع كل القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب السياسية المعترف بها في ليبيا".

وشدد الوزير على أنه "لا يوجد هناك بديل للحل السياسي وأن تدخلا عسكريا سيكون دون جدوى لأنه لا يمكننا معرفة متى وكيف سينتهي".

وأوضح " توصلنا إلى اتفاق مع الأمم المتحدة حتى يجتمع القادة السياسيين الليبيين والناشطين خلال الأيام المقبلة للتحدث عن الاستحقاقات المقبلة".

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) أعلنت أمس الثلاثاء أن اجتماعا لسياسيين ليبيين سيعقد الأسبوع المقبل في الجزائر في إطار مسار الحوار في ليبيا.

وأكد مساهل على وجود "إجماع" لدى دول جوار ليبيا "حول ضرورة إيجاد حل سياسي لإقامة حكومة وحدة وطنية" ،مشيرا إلى أن اجتماع الجزائر مهم وسيؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة في ليبيا.

وقال إن "دول الجوار تتفق على أن الإرهاب المتفاقم في ليبيا يجعل من مكافحة هذه الظاهرة أولوية"، مؤكدا أن التنسيق مع الدول الأخرى بشأن ليبيا يتمحور حول "السماح لليبيين أن تكون لهم أجندة واحدة بالنسبة لمستقبل بلدهم والحفاظ على انسجام الشعب الليبي ووحدته والشروع في مسار وحدوي سيسمح له ببناء مؤسساته".

وأكد أن "الجزائر ترافق جهود الخروج من الأزمة بطلب من الليبيين".

كما أكد على أن "هناك إجماعا بين الليبيين الذين يتفقون على الوحدة الوطنية والسلامة الترابية لليبيا حتى وإن وجدت مقاربات مختلفة حول كيفية تحقيق ذلك".

وأشار مساهل إلى أن "الجزائر تجعل من مكافحة الإرهاب إحدى المحاور الرئيسية لدبلوماسيتها كونها عرفت هذه الآفة وخرجت منها منتصرة وتريد بالتالي أن تتقاسم تجربتها مع شركائها".

ومضى يقول "نحن نعيش في منطقة توتر مع ما يحدث في ليبيا والساحل ونحن في عزلة إيجابية ومع هذا يجب أن نتوخى الحذر لأن الخطر يهدد حدودنا بالغرب والشرق والجنوب".

واعتبر أنه "من البديهي أن تتولى الجزائر الريادة لقيادة المجتمع الدولي نحو انسجام أكبر في مقاربته وفي تعريف الإرهاب وفي مكافحته التي يجب أن تكون شاملة".