تقرير اخباري: القوات العراقية تواصل عملياتها لاستعادة السيطرة على محافظة صلاح الدين

بغداد 3 مارس 2015 (شينخوا) واصلت القوات العراقية اليوم (الثلاثاء) تقدمها في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد لتحرير مناطقها الشمالية من سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف بـ (داعش) محققة نتائج جيدة بتحرير عدة قرى ومناطق، مستكملة تطويق مدينة تكريت مركز المحافظة من ثلاث جهات.

وقالت مصادر امنية وعسكرية عراقية لوكالة انباء ((شينخوا)) إن القوات العراقية حررت صباح اليوم بلدة حمرين شمالي المحافظة ، وبعض القرى الصغيرة التابعة لها.

كما حررت قرى مبارك الفرحان والبوسعيد، وتل كصيبة، الواقعة في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من محافظة صلاح الدين.

وسيطرت تلك القوات كذلك على جسر الزركة على نهر العظيم الذي يربط محافظتي ديالى وصلاح الدين.

وبدأت القوات في العبور من ديالى الى صلاح الدين لتفرض سيطرتها على احد محاور طريق طوز خرماتو - تكريت.

واكدت المصادر أن تحرير بلدة حمرين والقرى الاخرى، يكتسب اهمية عسكرية لعملية تحرير محافظة صلاح الدين، لان هذه القرى كانت تستخدم نقاط تواصل يستخدمها (داعش) لايصال الامدادات والمؤن لمقاتيليه شمال سامراء، وفي الدور وتكريت والعلم.

وبعد السيطرة على هذه القرى فقد تم قطع طرق الامداد والمواصلات بين عناصر التنظيم في مناطق حمرين وكركوك وعناصره الموجودة في تكريت والدور والعلم وشمال سامراء.

واوضح المصدر أن المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من المحافظة سيطرت عليها القوات العراقية ما يعني عمليا ان اكثر من 80 بالمائة من طرق الامدادات لعناصر التنظيم المتواجدين في تكريت والعلم والدور والبوعجيل قد قطعت.

وتوقع المصدر ان يعجل ذلك بانهيار عناصر التنظيم خاصة في تكريت، التي تحاصرها القوات العراقية من الجنوب والغرب والشمال الغربي.

من جانبه ، أعلن الشيخ جاسم الجبارة رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين أن قوة عسكرية توجهت الى حقل علاس النفطي الكائن شرق بلدة العلم وتمكنت من تحريره مساء اليوم من سيطرة تنظيم داعش الارهابي.

وأوضح لـ ((شينخوا)) ان القوة تمكنت ايضا من تحرير قرية المعبدي التابعة لبلدة العلم وفرض سيطرتها على طريق كركوك تكريت.

وافاد الجبارة أن الطيران العراقي لعب دورا بارزا في العمليات التي جرت اليوم، من خلال تقديم الدعم والاسناد وتوجيه ضربات لتجمعات تنظيم داعش الارهابي وقواعده، وتدمير التعزيزات التي يرسلها.

واضاف أن الطيران الامريكي لم يشارك في عمليات تحرير مناطق محافظة صلاح الدين، مشددا على ان القوات العراقية قادرة على تحقيق اهدافها وكسب المعركة.

ويعتقد ان تطوع الالاف من ابناء العشائر السنية في محافظة صلاح الدين الى جانب القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) عزز من فرص تحقيق الانتصار في العملية العسكرية الحالية في محافظة صلاح الدين.

وفي هذا الاطار ، اعتبر بهاء الاعرجي نائب رئيس الوزراء العراقي ان "التنسيق والتعاون العاليين بين المؤسسة الأمنية وقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر في معارك صلاح الدين هو الذي سيحقق النصر الأكبر على اعداء العراقيين".

وقال الاعرجي في بيان "إن هذا التعاون ما هو إلا دليل على ان كل أبناء العراق رافضين لوجود الدواعش ومؤمنين بضرورة مقاتلتهم صفا واحدا".

وتابع الاعرجي "لا يتصور البعض واهما ان أبناء صلاح الدين متعاونين مع الأعداء، فالذين تعاونوا وانخرطوا في صفوف العدو لا يمثلون إلا ثلة قليلة خائنة وسوف تأخذ جزاءها العادل قريبا، أما الأغلبية من أبناء صلاح الدين فهم ينتظرون التحرير والخلاص".

وحسب مصادر امنية في قيادتي عمليات صلاح الدين وسامراء وقيادة الحشد الشعبي فان مايقرب من 30 آلف مقاتل من مختلف الانتماءات تشارك في العملية التي اطلق عليها تسمية (لبيك يارسول الله) بينهم اكثر من 7 آلاف من ابناء العشائر السنية في محافظة صلاح الدين.

الى ذلك ، قال المحلل السياسي صباح الشيخ إن تحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة (داعش) يحقق نتائج ايجابية على الصعيد الامني للعراق "فبتحريرها يتم قطع طريق الامدادات عن عناصر التنظيم المتطرف في محافظات ديالى وكركوك والانبار والموصل".

واضاف ان تحرير محافظة صلاح الدين يفقد (داعش) المناورة ويمنع إلى حد كبير عمليات التنقل الواسعة لعناصر التنظيم المتطرف ، ويساعد على تهيئة الظروف لتحرير المناطق المجاورة في محافظة الانبار.

واشار الشيخ الى أن تحرير صلاح الدين يساهم في اعادة مئات الالاف من النازحين الى مناطقهم وانهاء معاناتهم طيلة اكثر من سبعة اشهر.

واكد ان تحرير محافظة صلاح الدين يكتسب اهمية كبيرة كذلك من الناحية السياسية لان الجدية التي ابدتها الحكومة العراقية في العمليات العسكرية ومشاركتها لابناء العشائر في المحافظة والحكومة المحلية في المحافظة بالمعارك وادارتها اشعر ابناء المحافظة بانهم شركاء في صنع القرار وتنفيذه مما يضعف الاصوات المطالبة بالاقاليم ويقرب المحافظة اكثر من الحكومة المركزية في بغداد.

وتابع الشيخ أن "مدينة تكريت، مدينة استراتيجية لتنظيم داعش، كونها تربط بين معقله الموصل او مايسمى بمقر الخلافة وكركوك وديالى والانبار وبغداد، فضلا عن وجود حقلين نفطيين فيها يستخدمها تنظيم داعش في تمويل عملياته وفقدانهما يعني خسائر مادية كبيرة لهذا التنظيم الارهابي، القائم على شراء الذمم".

وبحسب الشيخ ، فان عملية تحرير محافظة صلاح الدين سيكون لها تاثير كبير على عملية تحرير مدينة الموصل، التي يحتلها تنظيم داعش، ويقيم فيها ما يسمى بدولة الخلافة.

من جانبه ، وصف ضابط كبير في الجيش العراقي السابق الخطة التي اعتمدتها القوات العراقية في الهجوم على محافظة صلاح الدين لتطهيرها من عناصر التنظم المتطرف، بانها محكمة ومثمرة من حيث العدة والعدد .

وقال اللواء عبدالله الجبوري من سلاح المدفعية في الجيش العراقي السابق لـ ((شينخوا)) ان تقدم القوات العراقية في اراضي خالية جنبها الكثير من الاشتباكات والمعرقلات التي يمكن ان تؤثر في مسيرتها لتحقيق النصر على عناصر تنظيم (داعش) .

واضاف ان مسيرة القوات في الاراضي الصحراوية قليلة الوجود البشري والشواغل الارضية مكنها وخلال يومين من قطع نصف المسافة التي يمكن ان تؤدي الى فرض طوق محكم على المناطق التي تحاول الدخول فيها وطرد عناصر تنظيم داعش منها.

واوضح ان استخدام صنوف الاسلحة لحد الان كان استخداما مثاليا بحيث ظهر تنسيق متكامل بين صنوف المدفعية والمشاة والمشاة الالي مع دور مؤثر لطيران الجيش في قصف بعض الاهداف والتجمعات التي لازال عناصر داعش يسيطرون عليها.

وتوقع الجبوري ان تستكمل القوات العراقية غدا فرض طوق على عناصر داعش في مدن تكريت مركز المحافظة والدور والعلم من اجل التهيئة للانقضاض عليها وابادة عناصر داعش في حال عدم تمكنهم من الفرار باتجاه بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك.

وشدد الجبوري على ان هناك جدية واضحة هذه المرة في التعامل مع العوامل المساعدة على احراز النصر في اي معركة عسكرية وأهمها تكامل الحشود والمعلومات الاستخبارية والتنسيق بين صنوف الجيش في ارض المعركة.

واكد ان الخطة تسير بنجاح وستحقق اهدافها اذا استمرت عوامل الاخذ باسباب النصر في المرحلة المقبلة واستثمار نقاط القوة لدى الجيش ونقاط الضعف لدى عناصر داعش.

وتوقع الجبوري ان يكون بعض المدنيين الذين مازالوا في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش وخصوصا في بلدة العلم عبئا على القوات العراقية لصعوبة حسم المعركة مع وجود المدنيين الذين منع تنظيم داعش خروجهم من اجل اتخاذهم دروعا بشرية عند هجوم القوات العراقية.

وكان حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة العراقية اعطى اوامره مساء الاحد الماضي للقيادات العسكرية والامنية في محافظة صلاح الدين لبدء عملية تطهير المحافظة بعد اطلاعه على جاهزية القوات واستعداداتها القتالية.

وباشر الطيران والمدفعية منذ مساء الاحد بقصف مكثف على الدور وتكريت والمناطق المجاورة لهما فيما شرعت القوات الارضية بتقدمها فجر يوم امس الاثنين.