标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: محللون عسكريون يوضحون الأسباب التي تجعل القوات العراقية تنسحب من بعض المدن بعد تحريرها

arabic.china.org.cn / 16:04:32 2014-12-22

بغداد 22 ديسمبر 2014 (شينخوا) اتسمت المرحلة الماضية في الحرب التي خاضتها القوات العراقية مع تنظيم ما يمسى بالدولة الإسلامية (داعش) بالكر والفر، حيث قامت تلك القوات بتحرير بعض البلدات ثم ما لبثت هذه القوات إلى الانسحاب من تلك المناطق.

وعن أسباب تراجع القوات العراقية في بعض الأحيان عن الأهداف التي تحققها، قال الخبير العسكري اللواء الركن محمد عبدالله الزيدان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الخطط العسكرية التي تضعها القيادة العسكرية العراقية تعتمد على أسلوب خاطئ وهو السيطرة على الطريق الرئيسي في أي مدينة يتم تحريرها، دون تأمين كل أرجاء المدينة وتفتيش جميع المنازل".

وأوضح الزيدان أن القوات العراقية تتجاهل استخدام المدفعية الثقيلة في قصف المناطق التي تقوم بمداهمتها قبل شن الهجوم، الأمر الذي يبقي قوات تنظيم داعش كما هي دون إيقاع خسائر فيها أو شل حركتها قبل الهجوم.

وأشار الزيدان إلى أن القوات العراقية تتجاهل مسك العقد والنقاط الإستراتيجية المهمة التي يستخدمها تنظيم داعش في نقل الأسلحة والعتاد وتعزيز عناصرها في المناطق التي تنوي شن هجمات عليها، ما يجعل وضع عناصر داعش في وضع أفضل من القوات العراقية.

وأكد أن هذه الأخطاء حدثت مؤخرا في مدينة بيجي المهمة، فالقوات العراقية سيطرت على الطريق الرئيسي فقط وتجاهلت المناطق الأخرى في المدينة, ما أدى إلى سيطرة عناصر داعش على أجزاء كبيرة من المدينة مرة أخرى، فضلا عن عدم تطهير منطقة الفتحة الإستراتيجية والسيطرة على جسرها المهم لكونه نقط عبور لتعزيزات داعش بين محافظات كركوك وصلاح الدين والموصل والانبار.

ودعا الزيدان القيادة العسكرية العراقية إلى ضرورة وضع خطط عسكرية بإشراف ضباط أركان حرب مختصين في حرب الشوارع وتطهير المدن ولديهم خبرة في مجال مكافحة الإرهاب على أن تتسم الخطط بالمرونة والدقة مع وضع خطط بديلة أخرى لها في حال حدوث طارئ، من أجل مجابهة عناصر التنظيم المتطرف، لكون هذا التنظيم لديه القدرة على تغيير خططه بسرعة لمواجهة القوات العراقية، بالإضافة إلى ضرورة أن يصاحب الطيران الحربي للقطاعات أثناء الهجوم لتوفير غطاء جوي لهذه القوات.

وأفاد الزيدان أن القوات العراقية يجب عليها اعتماد أسلوب السيطرة الكاملة على المدن، عن طريق استخدام القفزات، أي تطهير منطقة ومسكها بالكامل بعد تفتيش المنازل والبنايات بأكملها ونشر قوات فيها ومن ثم الانتقال إلى المنطقة الأخرى إلى أن يتم تطهير كل المدينة.

ونصح الزيدان القوات العراقية بتنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط التنظيم الإرهابي عن طريق الإنزال الجوي لأن مثل هذه العمليات تربك صفوف هذا التنظيم وتخفض من معنويات عناصره والمتعاونين معه.

وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان شمالي العراق، قال في لقاء تلفزيوني في الأسبوع الماضي عن أسباب خسارة الجيش العراقي وهزيمته في الموصل في العاشر من يونيو الماضي "إن الجيش لم يكن ولائه وطنيا، لأنه لم يسمح للضباط الأكفاء بقيادته، فضلا عن عدم وجود عقيدة عسكرية ممكن بناء الجيش عليها" ، مبينا أن العقيدة العسكرية العراقية في زمن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كانت هي الولاء الشخصي له، فضلا عن وجود فساد كبير جدا في المؤسسة العسكرية العراقية.

واتهم بارزاني، رئيس الوزراء السابق بأنه أسس مكتبا للقائد العام للقوات المسلحة بصورة غير قانونية، وحصر كل الصلاحيات المتعلقة بالجيش في هذا المكتب، مشيرا إلى أن المالكي سحب الصلاحيات من وزير الدفاع، ومن رئيس الأركان، ومن القادة العسكريين، وحصر كل الصلاحيات في مكتبه الذي عين فيه الضابط الموالين له.

من جانبه قال المحلل السياسي صباح الشيخ "إن القوات العراقية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين لم تشكل على أساس مهني بل تشكلت على أساس الولاءات للأحزاب والطوائف، حيث تم دمج العديد من عناصر هذه الأحزاب في الجيش", مضيفا "أن الطامة الكبرى هي منح عناصر هذه الأحزاب لرتب عسكرية عالية في الجيش والأجهزة الأمنية ما أدى إلى تراجع أداء المؤسسة العسكرية بشكل عام".

وتابع الشيخ "أن الجانب الاستخباري كان ضعيفا لدى الأجهزة الأمنية العراقية فلم تتمكن هذه الأجهزة من اختراق هذا التنظيم الإرهابي والتعرف على خططه ونواياه تجاه العراق، الأمر الذي جعل المبادرة بيد عناصر هذا التنظيم المتطرف، فيما تقوم القوات العراقية بالتصرف بعد وقوع الهجوم".

وأشار الشيخ إلى أن الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية كان من الأسباب التي أدت إلى تراجع أداء المؤسسة العسكرية العراقية، لافتا إلى أن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية الحالي حيدر العبادي وبعد استلامه منصبه بعدة أسابيع كشف عن وجود 50 آلف جندي وهم في الجيش العراقي بعد مراجعة بسيطة على الورق، مبينا أن اللجان التحقيقية سوف تكشف أسماء أكثر من هذا الرقم.

ودعا الشيخ الحكومة العراقية إلى إعادة بناء الجيش والمؤسسات الأمنية على أسس وطنية ومهنية وإبعاد العناصر المسيئة من هذه المؤسسات، وإقامة علاقة طيبة مع المواطنين والسكان المحليين، وتفعيل الجانب الاستخباري، وتفعيل المصالحة الوطنية بين فئات الشعب العراقي، واختيار ضباط أكفاء في المناصب القيادية.

وأفاد الشيخ أن السياسة الخاطئة التي انتهجتها الحكومة السابقة مع بعض طوائف الشعب العراقي خلق بيئة معادية للقوات الأمنية ودفع بعض أبناء تلك الطوائف إلى الانتماء إلى هذا التنظيم المتطرف أو التعاون معه، نتيجة للتصرفات غير المهنية لبعض العناصر السيئة في القوات الأمنية.

ويرى الخبراء العسكريون أن اعتماد القوات العراقية على أسلوب السيطرة على الطرق فقط يمكن أن يكلف هذه القوات الكثير من الضحايا والخسائر بالمعدات والآليات ويمكن أن يعرض وحدات عسكرية كاملة للحصار إذا ما بقي التنظيم المتطرف يسيطر على طرق المواصلات والجسور المهمة.

يذكر أن حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أمر قبل عدة أسابيع بإحالة أكثر من 20 قائدا عسكريا في وزارة الدفاع إلى التقاعد وعين قادة عسكريين جدد بدلهم، ضمن خطته لإصلاح عمل المؤسسة العسكرية العراقية، كما أحال للتقاعد مجموعة من كبار قادة الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية.

تجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش شن خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة هجمات استهدفت مواقع القوات الأمنية على الطريق الرئيس الذي يربط العاصمة بغداد بمدن شمال العراق، مرورا بمناطق الدجيل وبلد وسامراء وتكريت وصولا إلى بيجي وتمكن من السيطرة على بعض المواقع لعدة أيام ما أدى إلى إرباك عمل هذه القوات وتسبب بقطع إمداداتها كما وقعت هجمات مماثلة على الطريق الذي يربط مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار غربي البلاد، بالمناطق التي تقع إلى الشرق منها، فقد تمكن التنظيم المتطرف من قطع طريق الإمداد عن القوات العراقية ومحاصرة بعضها وقتل العشرات منهم كما حصل في منطقة الصقلاوية.

وتشهد العديد من المدن العراقية أوضاعا أمنية متردية منذ سيطرة التنظيم المتطرف على عدد من المدن شمالي وغربي وشرقي العراق، مطلع شهر يونيو الماضي، فيما تواصل القوات العراقية عملياتها لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها هذا التنظيم بإسناد طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号