28 نوفمبر 2014 / شبكة الصين / وقع خلاف حاد بين زوجين من قومية الويغور بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم شمال غرب الصين قبل 20 عاما، بسبب تبني طفلة من قومية هان، حيث أصرت الزوجة على احتضان الطفلة رغم تألمها من تهديد زوجها لها بالطلاق، لتقرر في نهاية المطاف الاحتفاظ بالطفلة. واعتنت تونيشا كارتيير بالطفلة وعاملتها كابنتها واجتهدت في تربيتها لقرابة 20 عاما، ولم تتزوج مرة أخرى لتصبح تلك الطفلة كل حياتها.

وبدأت القصة المؤثرة في قرية تشيا سي ببلدة كوريما التابعة لمنطقة شينجيانغ، حيث عثرت تونيشا في ظهر أحد أيام مارس 1994 بعد شراء متطلباتها من السوق على "طفلة" رضيعة على عربتها التي يجرها حمار، حيث اعتقدت السيدة الويغورية للوهلة الأولى أن والدة الطفلة ربما تكون قد تركتها لشراء بعض المستلزمات، إلا أن تونيشا انتظرت حتى المساء حيث أغلقت متاجر السوق أبوابها دون ظهور والد أو والدة الرضيعة.

ورأت تونيشا التي تزوجت قبل عدة سنوات ولم تنجب أن الطفلة قد تكون "هدية من الله" وقررت تبنيها. وبعد أن أخبرت زوجها بقصة الطفلة التي تحمل ملامح قومية هان، طالبها بإرجاع الرضيعة، وحاولت تونيشا استعطاف زوجها الذي هددها بالطلاق إذا لم تستجب لأوامره، لتقرر في النهاية قبول "الهدية" وتبني الرضيعة.

وعادت المرأة الحنونة المتشوقة لعاطفة الأمومة إلى بيت والديها في نفس القرية بعد الطلاق لتعيش مع طفلتها المحبوبة التي أطلقت عليها اسم بخاتي. وأيد الوالدان رغبة ابنتهما الوحيدة في تبني الرضيعة وقرارها برفض طلبات الزواج المتكررة. وقالت تونيشا إنها اختارت الطلاق لرغبتها في تربية الطفلة وعدم التخلي عنها، مضيفة ان قرارها بعدم الزواج مرة أخرى كان لتوفير حياة سعيدة لابنتها.

وتمتهن عائلة تونيشا رعى الأغنام، وبرغم الحياة البسيطة التي تعيشها الأسرة المكونة من تونيشا ووالديها وطفلتها الصغيرة بخاتي، إلا أنها كانت حياة سعيدة مليئة بالحب.

وبعد 20 عاما، قالت "الأم" يوم زواج طفلتها في نوفمبر 2013، إنها سعيدة جدا لرؤية بخاتي تكبر أمام عينها. كما أشارت بخاتي إلى أن شرطها الوحيد للقبول بشريك حياتها هو أن يبر بوالدتها، مضيفة أنها اتفقت مع زوجها لنقل أمها لتعيش معهما. وقالت تونيشا (67 سنة) التي بدت ملامح كبر السن واضحة على وجهها، إنها ليست نادمة على ما قامت به قبل 20 عاما.

وأصبحت قصة تونيشا وبخاتي دليلا على قوة عاطفة الأمومة ورمزا للوحدة بين أبناء المجتمع وقوة دافعة لتعزيز التناغم بين أبناء القوميات. ومنحت حكومة منطقة شينجيانغ لقب "مهد الوحدة القومية" لقرية تشيا سي التي تضم 132 عائلة من أبناء قومية الويغور و8 عائلات من قومية هان جميعهم يعيشون في انسجام وتناغم حقيقي.