标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

الأزمة العراقية وتدخل فرنسا كطرف رئيسي (خاص)

arabic.china.org.cn / 09:34:22 2014-09-17

شن شياو تشيوان*

17 سبتمبر 2014 / شبكة الصين / انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس أمس الاثنين فعاليات المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق، بمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأكثر من 20 دولة أخرى ذات صلة، لمناقشة الإستراتيجية المشتركة لمحاربة تنظيم الدولة المتطرف "داعش" وتقديم المساعدات الإنسانية إلى العراق وغيرهما من القضيا المهمة. ويذكر أن فرنسا شاركت مؤخرا بنشاط في إيجاد حل للأزمة العراقية، الأمر الذي جذب أنظار العالم لفهم حقيقة نواياها.

وأفتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم المؤتمر، وكانت فرنسا قد بذلت جهدا كبيرا لعقد هذا المؤتمر، حيث زار هولاند العراق في 12 سبتمبر الجاري للتحضير للمؤتمر، ويعتبر أول رئيس أجنبي يزور العراق منذ أشعل تنظيم الدولة الأزمة في العراق، وخلال الزيارة، أجرى الرئيس الفرنسي محادثات مع نظيره العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء العراقي حيدر جواد العبادي، وأشاد بجهود الحكومة الجديدة في دفع تحقيق التصالح بين مختلف الطوائف الدينية، وضرورة فتح بعض الدوائر الحكومية لأهل السنة، ما شجع بعض العشائر السنية للوقوف في وجه تنظيم الدولة والمشاركة في عملية المصالحة الوطنية، وهو أمر جدير بالثناء.

وكانت فرنسا قد وضعت شرطا أساسيا لعقد المؤتمر الدولي لدعم العراق، وهو ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة التمثيل، وعبر هولاند خلال زيارته للعاصمة العراقية بغداد عن دعمه للحكومة الجديدة، الأمر الذي يعني تحقيق الشرط.

فرنسا تعسى إلى "حل شامل"

زيارة هولاند لبغداد واستضافة بلاده للمؤتمر الدولي حول الوضع في العراق، أظهرت نية فرنسا المتزيدة للتدخل في الأزمة العراقية. ومنذ يونيو العام الجاري، شن تنظيم الدولية هجمات على شمال العراق، وأحرز تقدما سريعا في اتجاه العاصمة بغداد، وفي ظل تدهور الوضع الأمني في البلاد، أدانت فرنسا بشدة الاعتداء الإرهابي الفظيع لتنظيم الدولة، كما اتخذت سلسلة من الإجراءات السياسية وشاركت في عمليات الإغاثة.

وكان إقليم كردستان العراق قد تعرض لهجمات مسلحة ووقعت مجازر من قبل "داعش"، ما تسبب في خلق أعداد كبيرة من النازحين، وأعلنت الحكومة الفرنسية في التاسع من أغسطس الماضي عن تقديم مساعدات إنسانية طارئة إلى إقليم كردستان، وتعهد هولاند خلال مكالمة هاتفية مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بوصول مواد إغاثة خلال بضع ساعات. وفي اليوم التالي، وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى العراق، وتابع بنفسه تسليم مواد الإغاثة التي قدمتها فرنسيا إلى إقليم كردستان. وقال فابيوس خلال محادثاته مع قادة العراق إن بلاده دعت العراق لتشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن لمقاومة امتداد تنظيم الدولة.

وقررت فرنسا تقديم أسلحة ومعدات عسكرية إلى قوات البشمركة الكردية، بعد أن طالب العراق المجتمع الدولي بضرورة تقديم مساعدات عسكرية، وتعد فرنسا أول دول الاتحاد الأوروبي التي قدمت الأسلحة إلى العراق.

وأفادت وسائل إعلامية أن فرنسا أرسلت أربع سفن لنقل الأسلحة إلى العراق، وبالإضافة إلى ذلك، نقلت الطائرة التي أقلت الرئيس هولاند خلال زيارته للعاصمة بغداد 15 طنا من مواد الإغاثة. وبحسب إحصاءات معنية بلغ الحجم الإجمالي لمواد الإغاثة التي قدمتها فرنسا حتى الآن 60 طنا.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي فابيوس في الـ10 من سبتمبر أن بلاده ستشارك في تنفيذ طلعات جوية ضد تنظيم الدولة في العراق إذا لزم الأمر. ووفقا لمصادر عسكرية فرنسية، فقد تكون مشاركة فرنسا العسكرية ليست عملية "رمزية". ومن المعروف أن قاعدة القوات الجوية الفرنسية في الإمارات لديها نحو ألف جندي وست طائرات مقاتلة حديثة يمكن أن تصل إلى العراق خلال ساعتين فقط. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان قد تفقد مؤخرا القاعدة لضمان الاستعداد لتنفيذ أية عملية ضد التنظيم المتطرف، ووفقا لتقارير غير مؤكدة، فإن فرقة تابعة للقوات الفرنسية الخاصة مكونة من قرابة 250 عنصرا على أهبة الاستعداد لبدء عملية عسكرية.

وجدير بالذكر أن فرنسا قررت توسيع تدخلها في الأزمة العراقية بعد وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإستراتيجية العامة لضرب تنظيم الدولة. وفي السادس من أغسطس، قررت الولايات المتحدة شن ضربات جوية ضد مقاتلي التنظيم ـ بلغت مئات الطلعات ـ إلا أنها لم تحقق نتائج فعالة على الأرض. وأعلن أوباما في قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي عقدت في الخامس من سبتمبر الجاري في ويلز جنوب المملكة المتحدة عن خطة بلاده لتشكيل تحالف ضد تنظيم الدولة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك وأستراليا وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة، وبعد الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 11 سبتمبر الجاري، قرر وزراء خارجية 10 دول عربية انضمام بلادهم للتحالف.

فرنسا لا ترغب في أن تكون "مقاولا باطنا للولايات المتحدة"

على الرغم من أن فرنسا عضو في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، إلا أنها لا تريد أن تصغي إلى كل ما تقرره الولايات المتحدة. وقال أحد الدبلوماسيين الفرنسيين إن بلاده لن تكون مقاولا باطنا لدى الولايات المتحدة، بل ترغب في لعب دورها الخاص، كما أشار الرئيس هولاند خلال زيارته العراق "بوضوح" إلى أنه ينبغي توسيع أدوار الأعضاء المشاركة في التحالف ضد تنظيم الدولة، مضيفا أن "داعش" يمثل تهديدا شاملا، ومن اللازم إيجاد حل شامل للقضاء عليه، منها الحل الدبلوماسي، وهو ما تريد فرنسا لعب دور إيجابي فيه، وعلى هذه الخلفية، نشطت فرنسا في تنظيم المؤتمر لدولي حول السلام والأمن في العراق.

وطبعا، قد تكون لفرنسا نية أخرى للتدخل في الأزمة العراقية، فمنذ وقت طويل، ظلت العراق شريكا إستراتيجيا مهما في الشرق الأوسط، وعندما شنت الولايات المتحدة الحرب ضد العراق في عام 2003، عارضت فرنسا الحرب، ما أدى إلى فتور في العلاقات الثنائية بين فرنسا وحكومة العراق الشيعية بعد الإطاحة بصدام حسين. وفي الوقت الحالي، تتعرض العراق لتحديات خطيرة على رأسها "الإرهاب"، وتحتاج الحكومة العراقية إلى مساعدات المجتمع الدولي بشكل ملح، واغتنمت فرنسا هذه الفرصة لتحسين علاقاتها مع العراق، حيث أشاد الرئيس الفرنسي هولاند بالحكومة العراقية الجديدة، قائلا إن هذه الزيارة للعراق تصب "حيوية جديدة" في العلاقات الثنائية بين البلدين وتفتح صفحة جديدة. من جانبه، أشار رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى أن زيارة هولاند للعراق تعني دعم فرنسا للحكومة الجديدة.

وهكذا، يمكن القول إن الأزمة العراقية وفرت لفرنسا فرصة نادرة للعودة إلى العراق، ونحج الرئيس الفرنسي هولاند في اغتنام هذه الفرصة في الوقت المناسب.

 

* باحث في مركز دراسات العلاقات الدولية التابع لوكالة أنباء شينخوا

_______________

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة

 

 



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号