Home |
arabic.china.org.cn | 29. 08. 2014 |
إعداد: جيانغ وان دي، تصوير: يو شيانغ جيون
29 أغسطس 2014 / شبكة الصين / قالت لين لين الموظفة في إحدى شركات وسائل الإعلام الرقمية التفاعلية في العاصمة الصينية بكين، لصديقتها مؤخرا "سأسافر إلى تركيا قريبا، هذا البلد مدهش حقا". ولين لين مثلها مثل العديد من الشباب العاشقين للتسوق وتركيا تمتلك الكثير من السلع والمنتجات والهدايا الجديرة بالشراء.
وتحب الشابة الصينية السفر إلا أنها لم يسبق لها زيارة تركيا، وإقدامها على زيارة هذا البلد الجميل كان نتيجة لزيارتها "البازار التركي" الذي يقدم العديد من السلع والمنتجات التقليدية بالإضافة إلى الهدايا الخزفية وغيرها كأنه نسخة مصغرة من البازار الكبير بمدينة إسطنبول أو شارع الهدايا التذكارية في العاصمة أنقرة.
وكلمة "بازار" ليست جديدة على الصينيين، حيث تضم مدن منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم في غرب الصين أسواقا تجارية مختلفة الأحجام، ودائما ما تكون على جدول زيارات المسافرين إلى المنطقة سواء للعمل أو السياحة. ولا يعرف كثير من الصينيين عن "البازار التركي" الواقع في الطابق الثاني من مركز تسوق بحر إيجة في شمال شرق العاصمة بكين الذي تزين "العيون الزرقاء" واجهته.
وتبلغ مساحة البازار أكثر من 800 متر مربع ويعرض مشغولات وسلع تركية منها الخرز الأزرق والعيون الزرقاء وأعمال الفخار بأشكال وأحجام مختلفة والمصابيح التقليدية والقنينات الزجاجية الملونة وغيرها من المشغولات اليدوية والمجوهرات والتحف والأعمال الفنية المطرزة والمنتجات الجلدية القيمة إلى جانب تشكيلة من المأكولات والعصائر، وتجذب الأعمال الخزفية من مدينتي إزنيق وكوتاهيا أنظار المتسوقين الصينيين.
وقال صاحب البازار وهو شاب صيني يدعى لوك، إن المستهلكين الصينيين يفضلون السلع الأجنبية، مضيفا أن معظم زبائنه يشترون سلعة أو أكثر في المرة الواحدة. وأشار إلى أن الصينيين وخاصة شريحة الشباب لديهم فضول كبير للتعرف على كل ما هو جديد، فمثلا يشترون العين الزرقاء ويرغبون في معرفة قصتها، ومنهم من يعلقها على باب شقته أو في السيارة أو حتى وضعها أمامه على طاولة الكمبيوتر، وقد أخبره بعض زبائنه أن العين الزرقاء تحمل دلالات مثل التمائم الصينية التقليدية.
وتعد الأطعمة والعصائر من السلع الرئيسية التي يقدمها البازار التركي، فالمكسرات والشوكولاته وعصائر الفواكه وزيت الزيتون والفواكه المجففة جميعها تجذب انتباه المستهلك الصيني، لما تتمتع به تركيا من سمعة طيبة كأحد أكبر موردي المنتجات الغذائية في أوروبا وتطبيقها الصارم لقواعد الجودة والسلامة.
وتعتبر مدن الصين الرئيسية سوقا كبيرا للمنتجات الغذائية، وتفضل الأمهات شراء مواد غذائية مستوردة لأطفالهن. وقال لوك إن البازار باع قرابة 20 ألف قطعة بسكويت في أقل من أسبوعين، الأمر الذي شجع شركة أولكر التركية للمواد الغذائية لتأجير مساحة لعرض منتجاتها في البازار.
وأرجع لوك السبب وراء ضعف إقبال المستهلك الصيني على زيت الزيتون التركي رغم شهرته الواسعة وجودته العالية، إلى المنافسة الشديدة من بلدان البحر الأبيض المتوسط وانتشار علامات تجارية عالمية في المتاجر الصينية، إضافة إلى عدم التسويق والترويج الجيد للمنتج التركي في الصين.
وتلقى المنتجات الجلدية الراقية إقبالا من المستهلكين الصينيين رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالمنتج المحلي إلا أن الزبون الصيني يهتم بالجودة ويشتري المنتج بغض النظر عن سعره بدون أي تردد. وفي السنوات الأخيرة، سافر السياح الصينيون من الطبقة المتوسطة إلى مختلف أنحاء العالم وكانت سمتهم المشتركة هي شراء السلع الفاخرة.
ويقدم البازار منتجات تركية مختلفة لأكثر من شركة، ودائما ما تنفذ خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. ونظرا لتنوع المنتجات ومصادرها فأرباح الموردين والبازار ليست عالية، إلا أن رجال الأعمال الأتراك يتابعون عن قرب حركة السوق الصينية وردود أفعال المستهلكين، فمثلا موردي المكسرات والسكاكر الأتراك يريدون قياس حجم إقبال المستهلك الصيني على منتجاتهم مع الأخذ في الاعتبار الجودة وتاريخ الصلاحية وهو ما يجعل الكميات المعروضة في البازار محدودة، وأثبتت مبيعات البازار أن الحلويات التركية لها شعبية كبيرة في الصين. كما يفضل الصينيون المنتجات الطبيعية كالصابون التركي الذي يعرض البازار أكثر من 20 نوعا مختلفا منه. ويحرص مدير المكان على إعداد تقييم شهري لحجم المبيعات لتقديمها للموردين.
وأنهي الشاب الصيني الطموح دراسته في جامعة البوسفور بإسطنبول، وامضي في تركيا قرابة 10 سنوات وهو يتقن اللغة التركية وبدأ حياته العملية كمترجم للتجار الأتراك وفي الأنشطة الثقافية التركية الصينية، كما ساهم في تقديم برامج سفر للسياح الصينيين الراغبين في زيارة تركيا. ويحرص الشاب وزوجته على تقديم الشاي والقهوة التركية للزبائن باستخدام أدوات تركية تقليدية لجذب الانتباه. وساعدت هذه البيئة التجارية على جذب الأتراك المقيمين في بكين لقضاء أوقات جميلة تذكرهم بوطنهم.
وقال لوك إن الدافع الأساسي لافتتاح هذا البازار أنه يحب تركيا ويريد أن يُعرّف الجميع على هذا البلد الجميل. ويرى الشاب أن رجال الأعمال الأتراك مهتمون بدخول السوق الصينية لكن تنقصهم بعض المعلومات، وهو ما يقدمه لوك لهم من خلال نشاطه التجاري الثقافي واطلاعهم على البيانات التي قد تفيدهم، وكثيرا ما يقول رجال أعمال أتراك للشاب الصيني "لقد قدمت عملا عظيما".
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |