Home>HomePage |
arabic.china.org.cn | 07. 07. 2014 |
كلمة السيد جيا تشينغلين رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في الدورة الأولى لمؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي
(بكين، يوم 13 إبريل عام 2005)
السيدات والسادة،
تتويجا للجهود الصينية والعربية المشتركة، افتتحت اليوم أعمال الدورة الأولى لمؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين، يعد هذا الملتقى الهام الذي يعقب إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي في العام الماضي إنجازا كبيرا للصين والعالم العربي في سبيل تعزيز الحوار والتعاون الجماعي بينهما لما له من دلالات إيجابية في تعزيز التفاهم بين الأوساط الاقتصادية في الجانبين وتفعيل التعاون المتميز بالمنفعة المتبادلة بينهما. فيطيب لي أن أعرب بالنيابة عن حكومة الصين عن أحر التهاني لهذا المؤتمر.
إن الأوضاع الدولية تعيش حاليا تغيرات عميقة، وتشهد العولمة الاقتصادية تقدما نوعيا متواصلا، وتأتي العلوم والتكنولوجيا بجديد وحديث كل يوم. فإن الصين والدول العربية كقوتين كبيرتين في صفوف الدول النامية تواجههما فرص جديدة وتحديات جديدة على الطريق إلى السلام والتنمية. وإن تحقيق التنمية الاقتصادية وتقوية قدرات الدولة الشاملة ورفع مستوى معيشة شعوبنا تمثل مهاما مشتركة على عاتقنا في ظل الظروف الجديدة.
إن الصين والدول العربية تشكل حوالي سدس مساحة يابسة العالم وربع سكان العالم. لا نستطيع أن نحقق التنمية بمعزل عن العالم بينما تحتاج قضية التنمية في العالم إلى مساهمتنا المشتركة. فإن تعزيز التعاون الصيني العربي بما يحقق التنمية المشتركة ليس احتياجا مشتركا لدى جانبينا فحسب، وإنما هو إسهام كبير منا في قضية السلام والتنمية في العالم.
على امتداد أكثر من ألفي سنة، قد شهد طريق الحرير ازدهار التواصل الودي بين الحضارتين العريقتين واستمرار التعاون الصيني العربي. في العصر الحديث، كنا في غمار النضالات ضد القوى الإمبريالية والاستعمارية لكسب الاستقلال الوطني نتبادل الدعم والتعضيد مما أرسى أسسا سياسية متينة للتعاون الصيني العربي. لقد وضعت الصين هدفا طموحا لبناء المجتمع الرغيد على نحو شامل إيذانا بدخول عملية الإصلاح والانفتاح والتحديث في الصين في مرحلة جديدة. أما الدول العربية، فهي أيضا تعمل على دعم الإصلاح الاقتصادي وإعادة ترتيب الهياكل الصناعية، الأمر الذي يولد للجانبين الصيني والعربي إمكانيات متنامية للتكامل في الاستثمارات والتقنيات والموارد والأسواق، ويزيد من أسس التعاون بينهما قوة ومتانة.
لاحظنا بكل سرور أنه بفضل الجهود المشتركة من الجانبين على مدى السنوات الأخيرة، شهدت علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية تطورا مطردا حيث يعمل الجانبان على تكثيف الزيارات المتبادلة على المستوى الرفيع ويحافظان على التنسيق الوثيق في الشؤون الدولية والإقليمية كما أن التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما يقفز إلى مستوى جديد سنة تلوى أخرى. في عام 2004، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء الـ22 للجامعة العربية 36،7 مليار دولار أمريكي بزيادة 10 مرات عما كان عليه قبل 10 سنوات. كما أنه في مجالات الاستثمارات المتبادلة والمقاولات الهندسية والتعاون الاقتصادي والفني والتدريب وغيرها قام الجانبان بتعاون مثمر أيضا.
إن تعزيز الصداقة والتعاون مع الدول العربية على نحو شامل يعتبر سياسة مقررة لحكومة الصين. سنلتزم بالمبادئ الأربعة المطروحة من الرئيس هو جينتاو حول إقامة شراكة صينية عربية جديدة، ألا وهي: تقوية العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل؛ وتكثيف التبادل الاقتصادي والتجاري بهدف تحقيق التنمية المشتركة؛ وتوسيع وتعميق التواصل الثقافي بما يحقق الاستفادة المتبادلة؛ وتعزيز التعاون في الشؤون الدولية بهدف تحقيق وصيانة السلام العالمي والدفع بجهود التنمية المشتركة. فمهما كانت تقلبات الأوضاع الدولية، ستبقى الصين والدول العربية كشريكين وصديقين حميمين. فإننا نحمل ثقة راسخة تجاه المستقبل الواعد للتعاون الصيني العربي.
السيدات والسادة،
إن تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية تمثل جانبا حيويا للشراكة الصينية العربية الجديدة وللحوار والتعاون الجماعي بين الجانبين في إطار منتدى التعاون. في هذا السياق، أقترح أن يركز جانبانا الجهود على النواحي التالية:
أولا، الالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والعمل على تحقيق المصالح المتبادلة والمكاسب المشتركة. ظل كل من جانبينا يحترم ما لدى الجانب الآخر من التقاليد التاريخية والثقافية الخاصة وحقه في اختيار ما يتفق مع خصوصياته الوطنية من الطريق التنموي، هذا يمثل خبرة ثمينة تستفيد منها العلاقات الصينية العربية في تطورها المستمر على مدى نصف القرن الماضي، ويشكل أيضا الأساس السياسي للتعاون الاقتصادي والتجاري بيننا. اخترنا التنمية المشتركة كهدف لعملنا وضمان أساسي لنا للتعاون المستديم. فالالتزام بمبدأ المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة وحده، يمكن التعاون المشترك أن يدوم. فيتعين على الجانبين العمل على توظيف أواصر الصداقة والثقة المتبادلة سياسيا لدفع التعاون المبني على المنفعة المتبادلة اقتصاديا وتجاريا بما يساهم في توطيد الصداقة التقليدية بين الصين والعالم العربي وإدامة التعاون بينهما في كل المجالات.
ثانيا، تأطير التعاون المشترك وتوسيع نطاقه. بفضل جهودنا المشتركة على مدى السنوات العديدة، قد وضع جانبانا آليات متكاملة وفعالة للتعاون. على هذا الأساس، على الجانبين مواصلة استكشاف مجالات جديدة وأنماط جديدة وسبل جديدة للتعاون وإعطاء الأولويات لقطاعات الطاقة والاتصالات والمقاولات والتجارة، والعمل على تحقيق التمازج بين التجارة والاستثمار وبين الموارد والأسواق وبين التعاون الاقتصادي وتدريب الأفراد. ويجب على الجانبين اتخاذ إجراءات فعالة لتشجيع الاستثمارات المتبادلة وتشجيع الحكومات والمؤسسات والمنظمات المهنية لدى الجانبين على تفعيل التواصل والتعاون، وتمكين اللجان الاقتصادية والتجارية الثنائية المشتركة وآليات التعاون والحوار الجماعي والغرف التجارية والمؤسسات في الجانبين من تحقيق التكامل والتعاضد. وبالتوازي مع مواصلة دعم التعاون بين المؤسسات الكبيرة، يجب تعزيز التواصل بين الصناعات المتوسطة والصغيرة أيضا.
ثالثا، زيادة التفاهم وتبادل الخبرات. يمكن للجانبين إقامة دورات منتظمة لمؤتمر رجال الأعمال تحت مظلة منتدى التعاون الصيني العربي وتنظيم معارض على اختلافها وتوظيف الوسائل المتقدمة لفتح قنوات للتواصل بين المؤسسات على المستويات المختلفة. إلى جانب ذلك، لا بد للجهات الاقتصادية المتخصصة في كل من الجانبين من تعزيز التواصل والتبادل للاستفادة من خبرات الإصلاح لدى الجانب الآخر بما يخدم عملية الإصلاح والتنمية في كلا الجانبين.
رابعا، تعزيز التعاون الدولي لصيانة الحقوق والمصالح للدول النامية. إن حجم التبادل التجاري بين الصين والعالم العربي ترتفع نسبته إلى إجمالي حجم التجارة العالمية على مدى السنوات المتتالية، قد أصبحت التجارة الصينية العربية من المرتكزات الرئيسية في الاقتصاد العالمي. فيجب على الجانبين تعزيز التنسيق ومراعاة هموم بعضهما البعض ودعم النداءات والمطالب المنطقية للدول النامية وتفعيل التعاون بين الجنوب والجنوب والحوار بين الجنوب والشمال بهدف إقامة نظام دولي اقتصادي جديد وعادل ومنصف وصيانة الحقوق والمصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة بما فيها الصين والعالم العربي.
السيدات والسادة،
إن العلاقات الصينية العربية أمامها فرص سانحة وآفاق واسعة. دعنا نتحرك بجهود متضافرة لدفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية ليعطي ثمارا جديدة ووافرة لما فيه الخير للشعب الصيني والشعوب العربية.
وشكرا.
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |