تقرير خاص: المعارض الثقافية المصرية- الصينية تضخ دما جديدا في جهود إحياء فكرة طريق الحرير الجديد

بكين 28 يونيو 2014 (شينخوا) انطلقت بمقر السفارة المصرية ببكين أمس (الجمعة) فعاليات معرض ثقافي تحت عنوان "المرأة الذكية" بحضور نائب وزير الخارجية الصيني وانغ تشاو والسفير المصري لدى الصين مجدي عامر وكوكبة من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية وشخصيات بارزة صينية وذلك في إطار النشاطات المقامة بمناسبة العيد الوطني المصري.

وأكدت النخبة من الدبلوماسيين الصينيين والمصريين أن هذه النوعية من الأحداث الثقافية المصرية- الصينية المشتركة تحكى قصة التبادل الحضاري والتعاون الثقافي بين البلدين وتسهم في تطوير الحزام الاقتصادي والتجاري والثقافي على طريق الحرير البري والبحري.

وتحدث السفير، خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش احتفالية افتتاح المعرض الذي يستمر من 27 إلى 29 يونيو الجاري، تحدث عن الاهتمام المصري البالغ بالتعاون الثقافي مع الصين، قائلا إن مصر شاركت طوال الفترة السابقة وحتى رغم المرحلة الانتقالية التي تمر بها في جميع المهرجانات الثقافية التي أقيمت في الصين ولم تتخلف عن مهرجان أو حدث ثقافي واحد.

وأضاف أن السفارة المصرية ببكين تبذل جهدا مع جهات صينية عدة معنية بالناحية الثقافية من أجل تنشيط أواصر العلاقات الثقافية المصرية- الصينية وتحقيق ترابط بين هذه الجهات ونظيرتها المصرية.

وقسم المعرض إلى جناحين، جناح صيني يعرض أنواعا من الرسوم التقليدية والملابس الحريرية والأواني الفخارية والنحت الخشبي وغيرها من منتجات الحرف اليدوية التي يمثل التراث الثقافي غير المادي جزءا منها ومعظمها صنعت بأيدي صينيات تتراوح أعمارهن بين أربعين وخمسين عاما. وجناح مصري يعرض تماثيل فرعونية ولوحات وقطع إسلامية عريقة ومبهرة.

واشاد السفير أثناء كلمته خلال مراسم الافتتاح بالقسم الصيني في المعرض، قائلا إنه يضم منتجات مميزة لمبدعات صينيات ويهدف إلى تعزيز العلاقات بين المنظمات النسائية بالبلدين ويلفت الأنظار إلى وضع وتطلعات المرأة المصرية والصينية.

ومن جانبه، قال المبعوث الصيني الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط وو سي كه إن نشاطات التبادل الثقافي التي تربط بين التراث القديم والإبداع الحديث ستسهم في تعزيز التفاهم والتبادل بين الشعبين، ولاسيما وأنها تضخ دما جديدا في التعاون الرامي إلى إحياء طريق الحرير القديم وتطوير الحزام الاقتصادي والتجاري في طريق الحرير البري والبحري على أساس التفاهم الثقافي.

وأكد وو أن الصين ومصر دولتان تتمتعان بثقافة غنية وعريقة وأن تعاونهما يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، معربا عن تمنياته بأن يلعب البلدان دورا أكبر في تعريف شعبيهما على ثقافة الآخر وتوطيد العلاقات الثنائية في المستقبل.

وبدورها، ذكرت داليا الشرقاوي، حرم نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالسفارة المصرية، أنه سبق للسفارة أن أقامت عدة معارض ونشاطات خلال الأشهر الستة الماضية، ما يدل على اهتمام السفارة بالتبادل والتعاون الثقافيين بين البلدين، وخاصة أن المعرض هذه المرة سلط الضوء على دور المرأة الصينية حيث لعبت المرأة الصينية دورا كبيرا في نهوض الصين وتقدمها خلال العقود الثلاثة الماضية، قائلة "لا بد أن ندرس ونفهم ونعرف ما الدور الذي لعبته المرأة وكيف وصلت إلى هذه المكانة الراقية في المجتمع الصيني"، مضيفة أن هذا المعرض سيساعد على تعزيز التواصل مع مختلف مستويات المجتمع الصيني، بما فيها المرأة.

ومن جهة أخرى، قالت السيدة تشو جي جيون، نائبة رئيس اتحاد بكين النسائي الذي شارك السفارة إقامة هذا المعرض، إن الاتحاد يريد أن يقص من خلال مثل هذا النشاط قصة صينية ثقافية فريدة، ويعمق الصداقة الصينية المصرية، ويبرز الجهود التي قدمتها المرأة الصينية لدعم التبادل الثقافي العالمي ليقدم للعالم صورة الصين الواقعية والمتطورة والحديثة والمتناغمة.

وبالنسبة للمعروضات المصرية، ذكرت تشو أنها شعرت من خلالها بمدى عمق الحضارة المصرية وأن المعرض يمكنه أن يدفع تكامل الثقافات وتطويرها، وأن يقرب أيضا العلاقات بين بلدين يذخران بتاريخ عظيم وحضارة عريقة وبمنتجات في غاية الجمال والروعة.

واللافت للنظر أن العشرات من أهالى بكين حضروا هذا النشاط، حيث قالت السيدة ليو جيا، والدة أحد الأطفال الذين شاركوا في أداء عرض وو شو صيني، وهو أحد برامج العروض المسرحية التي أقيمت في ساحة السفارة أثناء افتتاح معرض "المرأة الذكية"، إنها معجبة بالمنتجات المعروضة، وإن هذا المعرض سيشجع ابنها على السعي لمعرفة تاريخ وثقافة البلدان الأخرى.