القاهرة 22 يونيو2014 (شينخوا) استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد) وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي أعلن خلال الزيارة التى تعد الاولى من نوعها لمسؤول أمريكي بهذا المستوى منذ تنصيب الأول رئيسا، أن صفقة طائرات أباتشي ستصل فى أقرب وقت للقاهرة، وأن بلاده ستدعم مصر اقتصاديا.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الرئيس السيسي استقبل اليوم جون كيري، وبحثا مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واعتبر شكري، فى مؤتمر صحفي مع نظيره الامريكي، أن استقبال الرئيس السيسي لوزير الخارجية الامريكي "جسد اهتمام مصر على أعلى مستوى للعمل على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين على اسس واضحة، والانتقال بها إلى معترك أوسع خال من الشوائب، وذلك على درب ترسيخ طبيعتها الاستراتيجية بالإضافة إلى أهمية العمل المخلص نحو ازالة أي عوائق قد تحول دون تطويرها وتطورها الطبيعي خدمة لمصالح الدولتين والشعبين".

وأوضح أن المباحثات شهدت توافقا على ضرورة حشد الجهود للتصدي للتحديات والمخاطر التي تشهدها المنطقة، وما لها من انعكاسات على السلم والامن الاقليمي والدولي، لاسيما الاضطرابات الخطيرة القائمة في كل من ليبيا وسوريا والعراق، بالإضافة إلى تعثر جهود السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وأكد أن جون كيري شدد على أهمية العلاقات المصرية الامريكية، وبعدها الاستراتيجي والدفع بها إلى افاق ارحب.

وفيما يتعلق بالحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، قال شكري انه تم تناول هذا الامر في المباحثات التي جرت اليوم بما يهدف الى تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، وإلى مزيد من التفاهم، وأيضا لاتاحة المجال لتبادل الاراء فيما يتعلق بالقضايا التي تحتاج للمزيد من الحوار.

على الجانب الاخر، ذكر وزير الخارجية الأمريكي "كما قال الرئيس باراك أوباما للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعقاب تنصيبه رئيسا لمصر إننا ملتزمون بالعمل معا لاحترام الوعود التي قطعتها ثورة 25 يناير 2011 ودعم التطلعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب المصري وحقوق الإنسان".

ووجه كيري الشكر للرئيس السيسي على صراحته ومشاركته في النقاش بشكل شامل، مضيفا أنهما أعربا عن مخاوفهما حيال الكثير من القضايا، أهمها الإلتزام بالعمل في إطار الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة.

وشدد على دعم بلاده لحقوق المصريين في التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات، لافتا إلى أنه ناقش الدور البالغ الأهمية لسيادة القانون وما يمثله من أهمية لتحقيق الديمقراطية.

وأعرب عن ترحيبه بما قاله السيسي مؤخرا حول مراجعة التشريعات الخاصة بحقوق الإنسان، مضيفا أنه ناقش التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر.

وأضاف أن الولايات المتحدة بجانب الحلفاء بالإمارات والسعودية مستمرون في العمل على دعم العملية الانتقالية وتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر لمصلحة جميع مواطنيها، الذين طالبوا بالعدالة والكرامة والفرص الاقتصادية والسياسية.

ووصف كيرى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بـ"التاريخية"، مؤكدا أن واشنطن تدعم تطلعات وسعي الحكومة المصرية لأن تكون على قدر المسؤولية وبناء المستقبل الذي تريده.

ونوه بأن " المناقشات الثنائية أوضحت اتفاقا في الآراء، فنحن نريد التغيير وهناك وعود يجب أن تحترم، وهذا الإلتزام الذي عبرنا عنه سيساعد على تحقيق تلك الأهداف"، وأكد على استمرار العمل الجاد لتحقيق الشراكة التاريخية بين مصر والولايات المتحدة.

وردا على سؤال حول قرار تقليص المساعدات الأمريكية لمصر بنسبة 26%، قال وزير الخارجية الأمريكي "إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكية اقترحا تقديم إجمالي قيمة المساعدات لمصر، إلا أن مجلس الشيوخ هو الذي أدخل هذه النسبة المستقطعة.. ونعتقد أنه سيتم تقديم تلك المساعدات نظرا لأهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".

ورد على سؤال حول عدم ارسال واشنطن صفقة طائرات الاباتشي للقاهرة حتى الان، قال "إن طائرات الأباتشي ستصل (لمصر) في أقرب وقت ممكن.. فتلك الطائرات تستخدم لمكافحة الإرهاب، وستستخدمها مصر في المناطق التي تعمل فيها مع إسرائيل وأمريكا لمكافحة الإرهابيين".

وتطرق الحوار بين الجانبين للوضع فى العراق، حيث اكد وزير الخارجية المصري شكري ان مصر والولايات المتحدة تشتركان في القلق البالغ فيما يتعلق بالاوضاع الحالية في العراق، مشيرا الى انه من الاهمية ان يكون هناك تنسيق بين البلدين في هذا الملف لمواجهة التحديات والمخاطر التي ظهرت نظرا للاوضاع المضطربة والعنف الدائر في العراق.

وشدد على حرص مصر على وحدة الاراضي العراقية ومصالح الشعب العراقي، وأملها أن تؤدي العملية السياسية في العراق الى تحقيق الوحدة الوطنية ومراعاة كافة مصالح اطياف الشعب العراقي.

واضاف: " أن هناك اطارا سياسيا يتم التفاعل من خلاله، وهذا شأن داخلي عراقي نأمل ان ينجح في مواجهة التحديات وتحقيق مصلحة الشعب العراقي وخاصة الحفاظ على أمنه واستقراره ومقاومة وإدانة كل اشكال العنف والتطرف التي اجتاحت العراق مؤخرا ".

فيما قال كيري"إن المرحلة التي تمر بها المنطقة مفصلية، وعلينا أن نشجع قادة العراق على نبذ الانقسامات الطائفية وتشكيل حكومة موحدة تلتزم وتسعى لتلبية احتياجات الشعب العراقي".

وردا على سؤال حول اتهام مرشد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي واشنطن بمحاولة وضع أشخاص موالين لها في السلطة العراقية، قال كيري "إن بلاده ليست طرفا في اختيار أي من الأشخاص لتولي مسؤولية إدارة العراق، فذلك الأمر متروك للشعب العراقي، وهو الذي يختار قيادته المستقبلية، لكننا نشير إلى أن الأكراد والسنة وبعض الشيعة غير راضين عن الوضع الحالي هناك".

وأضاف كيري "أن المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني قال في بيان "إنه من الأساسي للقيادة العراقية ألا تستمر في ارتكاب أخطاء الماضي وأن تمثل جميع أفراد الشعب"، لذا فنحن نتفق مع رأي الشعب العراقي، ونرغب في أن نراه في وضع جيد، ويمتلك قيادة جيدة تمثل جميع أطياف الشعب، وحكومة يتشارك فيها الجميع حتى يستطيع العراق زيادة التركيز على تهديدات داعش ومواجهتها.

وعلى صعيد الأوضاع في ليبيا، أشار كيري إلى أنه تحدث خلال مشاوراته مع الجانب المصري عن الوضع في ليبيا والتحديات التي تواجهها كثير من دول المنطقة نتيجة الإرهاب والتطرف، لافتا إلى أن واشنطن والقاهرة تتشاركان الموقف المناهض لتلك التحديات المرتبطة بالأيدلوجيات المتطرفة والمتشددة.

من جهته، وصف المتحدث باسم الرئاسة المصري السفير ايهاب بدوي اللقاء بين الرئيس السيسي وجون كيري بانه اتسم " بروح ايجابية بناءة"، مشيرا الى ان كيري اكد حرص بلاده على العلاقات التاريخية الهامة والاستراتيجية مع مصر.

واضاف ان كيري اعرب خلال اللقاء الذى دام ما يزيد عن ساعة ونصف الساعة عن اهتمام بلاده بدعم مصر على كل الاصعدة الاقتصادية والسياسية، حسب بوابة (الاهرام) الالكترونية.

وتعد زيارة كيري هي الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي بهذا المستوى منذ تنصيب السيسي رئيسا لمصر.

وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من زيارة قصيرة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الجمعة إلى مصر، استقبله فيها الرئيس المصري وعقدا جلسة مباحثات داخل الطائرة الملكية للعاهل السعودي بمطار القاهرة الدولي.وتوترت العلاقات المصرية - الأمريكية بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين فى الثالث من يوليو الماضي، إثر مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاطه، لكن واشنطن تجنبت اعتبار ما حدث " انقلاب عسكري".وفى أكتوبر الماضي، قررت الإدارة الأمريكية تعليق مساعداتها لمصر،ردا على ما اعتبرته قمعا لأنصار مرسي، كما جمدت تسليم مروحيات أباتشي،ومقاتلات أف16، وقطع غيار لدبابات من نوع أبرامز، وصواريخ هاربون، كان متفقا عليها بين القاهرة وواشنطن. لكن واشنطن أعلنت في الثامن من مايو ترشيح روبرت ستيفن بيكروفت سفيرا لها لدى مصر، بعد أكثر من ثمانية أشهر من خلو المنصب بعد انتهاء فترة عمل السفيرة السابقة آن باترسون، وبعد أيام من قرارها تسليم طائرات أباتشي للقاهرة.