تقرير ثقافى: اكتمال ترميم ثلاثة مبانى اثرية بمدينة سواكن التاريخية بشرق السودان arabic.china.org.cn / 22:19:02 2014-06-19
رير ثقافى: اكتمال ترميم ثلاثة مبانى اثرية بمدينة سواكن التاريخية بشرق السودان سواكن، السودان 19 يونيو 2014 (شينخوا) اكملت وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) مشروع ترميم ثلاثة مباني اثرية بمدينة سواكن التاريخية بشرق السودان، فى إطار جهود مشتركة تقودها الحكومة السودانية لإعادة الحياة إلى المدينة الاثرية. واقامت الوكالة التركية احتفالا بمدينة سواكن اليوم (الخميس) بمناسبة الانتهاء من ترميم المسجد الحنفى، والمسجد الشافعى ومبنى الجمارك الاثرى، بحضور ممثلين لحكومة ولاية البحر الأحمر والسفير التركى بالخرطوم. وقال يحى اجو مدير مكتب وكالة التنسيق والتعاون التركية بالخرطوم، فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، " لقد بدأنا هذا المشروع قبل عامين، وانتهينا الآن من اكمال ترميم ثلاثة مباني اثرية وتاريخية بجهد مشترك مع حكومة السودان والسلطات المحلية بولاية البحر الاحمر ". وأضاف " نخطط مستقبلا لترميم بقية المبانى بمدينة سواكن الاثرية، ولدينا اتصالات مع حكومة السودان وشركاء اخرين لانفاذ هذا المشروع الحيوى، ونحن نؤمن بالاهمية التاريخية لسواكن كواحدة من الرموز التراثية فى حقبة مهمة من تاريخ السودان". وأتي مشروع ترميم مدينة سواكن السودانية تحت اشراف وزارة السياحة بولاية البحر الاحمر، وبتنفيذ مباشر من وكالة التنسيق والتعاون التركية، فى اطار جهود سودانية لتنشيط السياحة في ولاية البحر الاحمر التى تمتلك مكونات سياحية جاذبة وفى مقدمتها المدينة الاثرية بسواكن. وقال الطاهر محمد ابراهيم معتمد محلية سواكن، فى تصريح ل(شينخوا)، " لقد رحبنا منذ البداية بعرض تركيا ترميم بعض المباني الاثرية بسواكن، ولا سيما ان لتركيا علاقات تاريخية بسواكن التي يرجع بناؤها إلى القرن الخامس عشر ابان الامبراطورية العثمانية". واضاف " هذه المبانى الثلاثة التى اكتملت عملية ترميمها بنتها الامبراطورية العثمانية في القرن الخامس عشر، والأن يعيد الاتراك بناءها من جديد، هذا عمل مهم يعيد شيئا من الحياة لمدينة سواكن بعد دمرت اجزاء كبيرة من مبانيها الاثرية والتاريخية". وكانت سواكن يوما ما اول ميناء رئيس للسودان، وقد بنيت فوق جزيرة مرجانية قبل أن تتحول منازلها إلى آثار وأطلال. وتبذل حكومة ولاية البحر الأحمر جهودا مكثفة لترميم مدينة سواكن الاثرية فى اطار خطة عامة تستهدف تنمية المناطق السياحية وتوفير بيئة جاذبة للسياح من داخل السودان وخارجه. وتقع مدينة سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض 19، 5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37,5 درجة شرق، وتبعد نحو 61 كيلو مترا إلى الجنوب من مدينة بورسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر. وتدور اساطير وحكايات عدة وروايات مختلفة حول اسم المدينة التى لم يعرف حتى الآن تاريخ انشاءها، وتقول بعض الاساطير ان اسمها الحقيقى "سواجن" للاعتقاد بأن نبي الله سليمان كان يسجن فيها الجن المتمرد على سلطانه، ومن بعد تم تحريف الاسم إلى سواكن. وتقول روايات أخرى إن اسمها جاء من كلمة "أوسوك" والتى تعنى "السوق" بلغة قبائل البجا اكبر المجموعات السكانية بشرق السودان. بينما يرى اخرون ان تسمية سواكن اصلها عربى وهى مشتقة من كلمة السوق، ويعززون هذا الافتراض بوصول مجموعات سكانية عربية من شبه الجزيرة العربية إلى الضفة المقابلة لمدينة سواكن واقامتهم فى تلك البقعة واختلاطهم بالسكان المحليين. ويميل محمد حسن بوداى وهو باحث بمنطقة سواكن ومهتم بتاريخ المنطقة إلى ترجيح فرضية ان اصل التسمية هى "سواجن". وقال بوداى " الرواية الرائجة تتحدث عن ان المنطقة كانت عبارة عن سجون اقامها نبى الله سليمان لحبس الجن المتمرد على سلطانه ". واضاف " ان الاختلاف حول تسمية المدينة يؤكد الغموض الذى اكتنف نشأتها، وحتى الان لم يعرف من تم انشاء المدينة، ولكن كانت هناك مبانى تشبه فى تصميمها السجون مما يرجح فرضية تسمية سواجن". ويرى بوادى ان سواكن اكتسبت اهميتها بعد دخول الاسلام إلى السودان فى عام 31 هجرية، وقال " لقد اصبحت سواكن بعد دخول الاسلام للسودان ميناء افريقيا الاول لسفر الحجاج إلى الاراضى المقدسة فى المملكة العربية السعودية ". واشتهرت مدينة سواكن بقصورها الشامخة، ومبانيها الضخمة، التي بنيت وفق الطراز العربي الإسلامي، ووفقا لوثائق رسمية فان بيوت المدينة بنيت في أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر. وقال محمد حسن بوداى " لقد تم بناء بيوت المدينة من الصخور المرجانية التى تستخرج من اعماق البحر الاحمر، وهذا ما ميز مساكن المدينة واعطاءها شكلا زخرفيا مميزا، اضافة إلى استخدام فنون العمارة العربية والاسلامية". وتضمنت المبانى التاريخية بمدينة سواكن قصورا لعلية القوم ومنها قصر الشناوى وقصر عمر عبيد، وعمارة السيد علي الميرغني، وعمارة محمد بك أحمد، وآل باكاش محمد كيل. وبجانب القصور كانت هناك دور للعبادة ومنها المسجد الحنفى والمسجد الشافعى وقد تم تشييده تنفيذا لاوامر الملكة شجرة الدر، كما يوجد بالمدينة كنيسة كان يصلى بها الجنود المسيحيون، اضافة الى مبانى تجارية اخرى مثل البنك الاهلى المصرى ومبنى المحافظة ومبنى الجمارك وبوابة غردون. واكثر ما يميز المدينة البوابات والخنادق التى اقامها الاستعمار الانجليزى كتحصينات لمدينة سواكن ومنع اى اعتداء عليها. ويقول محمد حسن بوداى " لقد اقام الانجليز بوابات وطوابى وخنادق للتحصين، ومن اسهرها البوابة الشمالية، و بوابة الأنصاري ، وبوابة كتشنر والتى سميت لاحقا بباب الشرق". ويضيف اما القلاع والطوابي فمنها قلعة الانصارى وقلعة سودانى وقلعة طوكر، وكانت بها عدد من المدافع ما تزال موجودة بالمدينة، فيما كان ينتشر الجنود على طول الخنادق لحماية المدينة". ورغم انهيار الكثير من المعالم التاريخية لمدينة سواكن، الا انها ما تزال قبلة للسياح من داخل وخارج السودان، وما تزال معالمها شامخة لتحكى عن اسطورة مدينة كانت وما تزال لغزا يحير الباحثين. / نهاية الخ
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |