رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف يؤكد أن "الحزام مع الطريق" مبادرة هامة ومفهوم عظيم

بكين 4 يونيو 2014 (شينخوا) أكد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الأسبق قبيل إنطلاق منتدى التعاون الصيني-العربي في بكين في الخامس من يونيو الجاري أن "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21" يعد مبادرة هامة ومفهوما عظيما وهو العرض الذي يستنفر الطلب الكامن الكبير، لافتا إلى أن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب رغبة شديدة وجهودا مشتركة من مختلف الأطراف.

وأوضح عصام شرف، خلال الندوة الخاصة بالتعاون بين الصين والدول العربية لبناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21" والتي عقدت أمس الثلاثاء، أن هناك نقاطا مشتركة عديدة بين السياسات الخارجية للصين والدول العربية علاوة على أن سياسات الجانبين الاقتصادية والتنموية متشابهة وبالتالي لا يوجد صراع بينهما، الأمر الذي ساهم في تأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي الذي يعد بمثابة أساس ومنصة هامين للعمل معا على بناء هذا "الحزام والطريق".

وذكر شرف أن الصين والدول العربية تعمل على تحقيق التنمية والاستقرار الداخلي وتعزيز التعاون الدولي وانتهاج سياسة تقوم على حسن الجوار والصداقة، مضيفا أن الصين تتجه غربا والدول العربية تتجه شرقا، ومن ثم يتقابل الطرفان.

ولفت شرف إلى أن العالم يحتاج إلى عولمة من نوع جديد، مضيفا أن مبادئ التعايش السلمي الخمسة التي تطبقها الصين هي نفس المبادئ المعمول بها في السياسة الخارجية للدول العربية وأن الكيانين الصيني والعربي بحاجة إلى عولمة "رحيمة" وليس إلى عولمة "متوحشة".

وتابع "إننا في عالم يغلب عليه الاقصاء والهيمنة ونحتاج إلى لقاء حضارات ينعش العالم بأفكار إنسانية رحيمة، إنه عناق الحضارات وليس صراع الحضارات".

وقال شرف إن الجانبين العربي والصيني أقاما على مدار السنوات العشر منذ تأسيس المنتدى العديد من حوار الحضارات في صالح التبادل بين الحضارتين، مشيرا إلى أن العلاقة بين الجانبين يمكن تلخيصها في أنها ثقة كبيرة وشعور متبادل بالحب بين الشعوب العربية والشعب الصيني، وهذا لا يمكن برهنته بالأرقام .

ولكن ما يمكن برهنته بالأرقام هو: حجم التجارة بين الصين والعالم العربي، وواردات الصين من النفط، وعقود المقاولات، والصين- ثاني شريك تجاري للعالم العربي، والصين - أهم شريك في مجال الطاقة، حسبما ذكر شرف.

واستطرد شرف بقوله "رغم كون هذه الأرقام كبيرة، إلا أنها لا تكفي في ضوء الطاقة الكامنة لدي الكيانين، ومن ثم نحتاج إلى البحث عن الأداة أو الآلية التي يمكن أن تفعل هذه الطاقة وإلى بذل جهود أكبر لاستئناف طريق الحرير القديم ليضطلع بدوره الهام الذي لعبه على مدار التاريخ، خاصة في المجال الثقافي والتبادل الإنساني" .

وأكد أن الجانبين لديهما هدف مشترك يتمثل في تعزيز التفاهم الشعبي بين الجانبين ومكافحة الهيمنة، وهذا يحتاج إلى حوار الحضارات لدفع العلاقات الصينية - العربية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

كما شدد شرف على ضرورة الاهتمام بالعلاقة بين التنمية والإرهاب ، قائلا إن التنمية هي الحل الوحيد للقضاء على التربة التي ينشأ فيها الإرهاب، ولكن علينا أيضا معالجة التنمية غير المتوازنة التي مازالت تواجه دول ومناطق العالم كافة.

وقال إن "الصين حققت معجزة من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة، فهي أكبر مصنع تجميع في العالم وتستطيع الآن أن تبعث صناعاتها إلى مناطق أخرى"، معربا عن اعتقاده بأن الدول العربية يمكن أن تستوعب هذه الصناعات لما لديها من قوة عاملة كبيرة وموارد طبيعية وافرة ولا سيما وأن الصين والدول العربية تتمتع بمفاهيم وقيم مشتركة وصورة الأولى لدى الأخيرة جيدة جدا، وبالتالي من السهل حدوث التناغم والانسجام بين الطرفين.

واختتم شرف كلمته قائلا إن قناة السويس تعد جزءا من طريق الحرير البحري وتضطلع بدور أوروآسيوي كبير حيث يمر عبرها زهاء 65 في المائة من التجارة بين قارتي أوروبا وآسيا، ومن ثم يمكن الاستفادة منها لتحقيق التعاون في مجال البنية التحتية.