تعليق: أمن آسيا مسئولية الآسيويين ومنفعة للعالم

بكين 20 مايو 2014 (شينخوا) تعد آسيا قارة صاخبة، ليس بسبب زخم النمو الاقتصادي الحابس للأنفاس فحسب، بل فيما يتعلق أيضا بحزمة التهديدات الأمنية الموجعة للقلب.

ومن أفغانستان إلى العراق وسوريا، ومن نزاعات بحر الصين الجنوبي إلى قضيتي شبه الجزيرة الكورية وإيران النوويتين والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، تشوب أكبر قارات العالم صراعات وتوترات هائجة.

وما يجعل الصورة أكثر قتامة هذا الواقع المؤسف الذي يظهر أن تلك التحديات الأمنية التقليدية ممتزجة مع أخرى غير تقليدية مثل الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والكوارث الطبيعية وأمن الإنترنت.

وسواء كانت إرثا تاريخيا أو نابعة من التنافس الجيوسياسي الحديث، تعد تلك التهديدات مختلفة الخصائص مذكرا صارخا بالحاجة الملحة إلى طريقة ناجعة لحماية أمن آسيا من أجل المحافظة على سير القارة والعالم على طريق التنمية والرخاء.

تقع هذه المسئولية في المقام الأول على عاتق الآسيويين. ولأن آسيا هي موطن الآسيويين، يؤثر أمن القارة بشكل آني على مصالح الآسيويين الأساسية. ومن ثم، فإن المحافظة على نظام القارة واجب فطري ومحتوم.

والدول الآسيوية قادرة على تحقيق هذه المهمة المقدسة، إذ تتقاسم الحدود والتاريخ، وتتفهم مصالحها الإستراتيجية والجوهرية. والأهم ، أن مزيدا من تلك الدول تتعاون من أجل الأمن المشترك.

والانتباه المتزايد لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، وهو آلية أمنية آسيوية من المقرر افتتاح قمتها الرابعة في شانغهاي في 20 مايو الجاري، تجسيد حي لرغبة الدول الآسيوية المشتركة في هذا الصدد.

يعد الالتزام المشترك حتميا على وجه الخصوص على خلفية البيئة الأمنية التي تتعرض فيها آسيا لشكوك متعددة، إذ يسعى لاعبون خارجيون بشغف إلى المحافظة على مصالحهم في القارة الديناميكية.

والإصرار المتزايد من جانب أطراف في نزاع بحر الصين الجنوبي على مسايرة إستراتيجية إعادة التوازن نحو آسيا التي تتبعها الولايات المتحدة، يعد بالفعل نذير خطر.

وفي الوقت نفسه، يمثل العزم الجماعي أهمية استثنائية، إذ يعد التعاون الأمني مكونا لا غنى عنه من مكونات التنسيق الإقليمي. ولقد حان الوقت بشدة إلى أن تتخذ الدول الآسيوية إجراءات ملموسة لتعزيز الحوار وتعميق التفاهم المتبادل وتقوية الثقة الإستراتيجية.

والدور الرئيسي للآسيويين في حماية أمن آسيا لا يعني أنه يجب منع أطراف خارجية من لعب أي دور في شئون آسيا التي تنتمي إلى الآسيويين ولكنها في الوقت نفسه جزء من العالم.

لقد كانت حقبة "مذهب مونرو" فصلا من التاريخ، والاعتمادية العالمية المتزايدة حاليا تسخر من أية محاولة لأي بلد للانعزال عن باقي العالم ناهيك عن كون آسيا أكبر قارات كوكب الأرض سكانا.

ومع ذلك، ومن أجل المحافظة على أمن آسيا وقوتها، يحتاج اللاعبون من مناطق أخرى بالعالم إلى لعب دور بناء. كما يحتاجون إلى الامتناع عن البدء بإشعال الحرائق وألسنة اللعب. وبدلا من هذا، يجب على هؤلاء المساعدة في تخفيف حدة التوترات والنهوض بالنوايا الطيبة.

وقبل كل شيء ، فوجود آسيا سلمية ومزدهرة لا يفيد سكان القارة فحسب، بل يفيد جميع من يتقاسم نفس الكوكب.