خبراء يتوقعون تقدما في مفاوضات الغاز بين الصين وروسيا خلال زيارة بوتين

بكين 19 مايو 2014 (شينخوا) توقع خبراء صينيون وروس أن تسهم الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الصين في إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بين الصين وروسيا بشأن الغاز الطبيعي، وإن كان التوصل الى اتفاق نهائي غير مؤكد.

ومن المقرر أن يقوم بوتين بزيارة دولة للصين يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين ويشارك في القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا بمدينة شانغهاي الصينية.

واتفق الخبراء على أن التعاون في الطاقة يمثل جانبا هاما من أشكال التعاون الثنائي بين الصين وروسيا، إذ أن روسيا هي إحدى أكبر الدول المصدرة للطاقة في العالم، فيما تتزايد طلبات الصين على الطاقة.

وفي هذا السياق أشار تشيوي شينغ رئيس معهد الصين للدراسات الدولية أنه في الوقت الذي يلوح فيه الاتحاد الأوربي بعصا العقوبات ضد روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، تسعي موسكو لضمان "سلاسة" صادراتها للنفط والغاز الطبيعي، هو الأمر الذي يصب في مصالحها الاستراتيجية. كما تعد الصين أمثل سوق لروسيا بعدما طرحت هدفا طموحا لمضاعفة حجم سوقها للغاز الطبيعي بحلول عام 2020.

وأضاف أنه نظرا لذلك فتتمتع الصين وروسيا بامكانيات هائلة لتعزيز تعاونها في هذا المجال.

بيد أن الخبير قال انه من الصعب التوقع الآن توقيع اتفاقيات حول شراء الصين للغاز الطبيعي الروسي خلال زيارة بوتين، إلا أن الزيارة ستسهم بالتأكيد في إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بين البلدين في هذا المجال.

وبدوره أكد نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ قوه بينغ مؤخرا أنه أثناء فعاليات أولمبياد سوتشي الشتوي في فبراير المنصرم، توصل الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي إلى توافق هام حول تعزيز التعاون بين البلدين في الغاز الطبيعي، كما اتفقت شركات من الجانبين على معظم محتويات التعاون.

يذكر أن الجانبان اتفقا في فبراير العام الماضي على بتصدير 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا إلى الصين اعتبارا من عام 2018.

ومن جانبه، طرح تشانغ هونغ الباحث في أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية رأيه قائلا إن المفاوضات الثنائية حول الغاز الطبيعي تعتمد أساسا على ما إذا كانت روسيا ستطرح سعرا تنافسيا لغازها الطبيعي.

وأوضح أنه في ظل العولمة التي يسيطر عليها نظام اقتصادات السوق، لا بد أن يتم ضمان مكاسب متبادلة لشركات الجانبين، وإلا سيكون من العسير التوصل إلى اتفاق نهائي مقبول.

وبدوره قال آليكسي بيلوغوريف، نائب رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية للطاقة في روسيا، إن التفاوض بشأن الغاز الطبيعي يحتاج وقتا طويلا، إلا انه اشار الى تقارب موقفا البلدين، لأن أن هذا التعاون يصب في مصلحتهما المشتركة.

وأعتبر التوصل إلى اتفاقية نهائية أمرا حتميا، لكن "ليس من المهم للغاية التوقيع عليها خلال زيارة بوتين"، على حد قول الخبير الروسي.