اتمام آخر المصالحات بين دروز ومسيحيين في جبل لبنان

بيروت 17 مايو 2014 (شينخوا) جرت اليوم (السبت) في بلدة بريح بجبل لبنان آخر المصالحات بين سكان دروز ومسيحيين منذ حرب الجبل قبل 30 عاما، برعاية الرئيس ميشال سليمان وحضور بطريرك الطائفة المسيحية المارونية الكاردينال بشارة الراعي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وقد عاد مسيحيو بلدة بريح اليوم إلى البلدة وتسلموا مفاتيح منازلهم التي أخلاها الدروز الذين كانوا يصادرونها منذ نحو 30 عاما.

وقدمت وزراة شؤون المهجرين اللبنانية، بحسب مصدر رسمي فيها، إلى كل عائلة مسيحية عائدة تعويضا بقيمة 30 مليون ليرة لبنانية (نحو 20 ألف دولار).

كما منحت الدروز الذين كانوا يصادرون المنازل في بريح مبلغ 7 ملايين ونصف مليون ليرة (نحو 5 آلاف دولار) لإخلاء المنزل.

وتعتبر مصالحة بريح بين الدروز والمسيحيين الأخيرة في الجبل، وكانت عالقة لسنوات وتنتظر القرارين السياسي والمالي.

وكانت بلدة بريح التي تضم خليطا من السكان المسيحيين والدروز قد شهدت تقاتلا ومذابح أسفرت عن مقتل وتهجير السكان المسيحيين إبان حرب الجبل التي شردت أكثر من 168 ألف شخص بين عامي 1983 و1984.

ودعا الرئيس اللبناني في كلمة خلال احتفال المصالحة مواطنيه إلى استكمال تطبيق اتفاق الطائف الذي وضع في العام 1991 حدا لحرب أهلية استمرت 15 عاما.

ورأى سليمان أن "الارض اللبنانية استخدمت ساحة حرب بالوكالة والأدهى ان اللبنانيين كانوا دوما الضحية."

وقال سليمان إنه "مطلوب من الرئيس المقبل التعاون مع من ساعد في الدفاع عن لبنان وأعني هنا المقاومة وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وهذا التعاون يجب أن يستمر لكن ضمن رؤية الإستراتيجية الدفاعية التي تحصن الجميع".

من جهته، دعا البطريرك الراعي في كلمة مماثلة إلى "مصالحة سياسية بين فريقي (قوى 8 و14 مارس) في عهد رئيس جديد للجمهورية تنتهي معها حرب المصالح الخاصة والشخصية".

من ناحيته، قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في كلمة " نختتم الجرح الأخير والأليم وحرب الاخرين على أرضنا ، ونقفل صفحة سوداء بين افراد العائلة الواحدة في بريح ".

وأضاف جنبلاط " نفتتح صفحة جديدة من العيش المشترك المبني على الاحترام وطي صفحة الماضي لما تحمله من مآس وأحقاد "، مؤكدا " أن خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت صوابيته ويكرس نهج تثبيت الدولة ".

وكانت الحرب الأهلية اللبنانية التي وقعت خلال الفترة من (1975- 1991) قد وضعت أوزارها بموجب اتفاق الطائف، بعدما أسفرت عن سقوط 150 ألف قتيل من المدنيين ونصف مليون جريح ونحو مليون مهجر تم تمويل عودتهم وتعويضهم بمبالغ مالية قسم منها بمساعدات عربية ودولية.