بنغازي 16 مايو 2014 (شينخوا) اندلعت فجر اليوم (الجمعة) في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) مواجهات ضارية بين مجموعات مسلحة إحداها يقودها اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر والأخرى مكونة من مختلف وحدات الثوار على رأسها تلك المحسوبة على الجماعات الإسلامية.

واعتبر رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، في بيان للحكومة، أن العملية التي يقوم بها حفتر تعد انقلابا على شرعية ثورة 17 فبراير.

وقال الثني، في مؤتمر صحفي حضره رئيس الأركان العامة للجيش عبدالسلام جاد الله العبيدي، إن "القوات التي تحركت من معسكر الرجمة باتجاه بنغازي مخالفة لأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي"، معتبرا أن "هذا التحرك يعرقل بشدة شروط ضبط الأمن في المدينة".

وطالب كتائب الثوار ضبط النفس، كما طالب الغرفة الأمنية بالمدينة بضبط الموقف على الأرض ومنع دخول أي قوات "خارجة" إلى مقارها، داعيا أهالي بنغازي إلى الهدوء.

وقال الثني إن "زمن الانقلابات قد ولى"، مؤكدا أن "طائرة واحدة انطلقت من قاعدة بنينا الجوية شاركت في القتال، وأن 120 عربة عسكرية دخلت إلى المدينة".

من جهته، قال رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبد السلام جاد الله، إن "القوة التي دخلت إلى بنغازي فجر اليوم، هي مجموعات صغيرة تابعة للواء ركن خليفة حفتر من بينها بعض العسكريين، وتعمل على فرض إرادتها بالقوة على الشعب الليبي".

وأوضح العبيدي، في تصريحات صحفية، أن "تعليمات مكتوبة صدرت من رئاسة الأركان إلى الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي والقوات العسكرية والثوار التابعين لقيادة الغرفة الأمنية المسئولة على بنغازي، بالتصدي لأي قوات تحاول الانقلاب على الشرعية"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن تأتي قوة عسكرية نيابة عن الشعب الليبي وتقرر مصيره"، واصفا ماحدث ب"الانقلاب".

وبين العبيدي أنه "أعطى في وقت سابق مهلة زمنية لتشكيل تابع للواء السابق خليفة حفتر، للخروج من الموقع الذي يحتلونه عقب اعتدائه بقذيفة على مخزن للسلاح تابع للجيش، وطالبهم بالانضمام للشرعية قبل أن تتخذ الجهات الأمنية الموقف المناسب حيالهم والتصدي لهم"، مشيرا إلى أن "هذه المجموعة تحاول استغلال جروح الشعب".

ووجه رئيس الأركان العامة للجيش الليبي نداء إلى أهالي مدينة بنغازي والشعب الليبي، ب"التصدي للإرهاب أي كان مصدره، مؤكدا أن التعليمات الصادرة للغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي هي ضرب أي محاولة لدخول مدينة بنغازي".

ونقل شهود عيان لوكالة أنباء (شينخوا) عن الضابط المتقاعد خليفة حفتر قوله إنه "أطلق عملية لتطهير المدينة من المجموعات الإرهابية".

وقال الشهود إن "قوات من سلاح الجو انضمت إلى مجموعة خليفة حفتر أحد قادة الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011، وقصفت ثكنة تتمركز فيها كتيبة شهداء 17 فبراير الإسلامية إضافة إلى وحدات على الأرض احتلت مقر سرايا راف الله السحاتي وبوابة منطقة سيدي فرج التي تتمركز فيها سرية مالك وجميعها مكونة من الثوار الإسلاميين".

وتدور حاليا مواجهات عنيفة بين المجموعتين حول مواقع يتمركز فيها الثوار في منطقة سيدي فرج والهواري جنوب المدينة.

وقال محمد الحجازي الناطق باسم مجموعة حفتر لقناة (ليبيا أولا) المؤيدة لها إن هذه المجموعة تسمي نفسها "الجيش الوطني" وتؤكد أنها "تقوم بعملية واسعة لتطهير بنغازي من الجماعات الإرهابية تحت اسم عملية الكرامة" على حد تعبيره.

من جهته، دعا رئيس الأركان العامة للجيش الليبي عبد السلام جاد الله عبر التلفزيون الرسمي "الجيش والثوار إلى التصدي لأي مجموعة مسلحة تحاول السيطرة على بنغازي بقوة السلاح" في إشارة لجماعة حفتر.

وفي مواجهة ما وصفوه ب"الاغتيالات والهجمات على الجيش، التحق عدة عسكريين بالقوة التي يقودها خليفة حفتر".

وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) إن قوة عسكرية مدججة بالأسلحة هاجمت في وقت مبكر من صباح اليوم عدة معسكرات وكتائب في مدينة بنغازي.

ونقلت الوكالة عن مصادر بالغرفة الأمنية المشتركة لتأمين وحماية مدينة بنغازي قولها إن "اشتباكات وقعت بين هذه القوة العسكرية والعناصر المتواجدة في هذه المعسكرات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وأسفرت حسب أنباء أولية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين".

من جانبه، أكد أحد القادة الميدانيين بكتيبة "راف الله السحاتي" في بنغازي انه تم إخلاء مقر الكتيبة اثر هجوم مسلح مباغت من قبل قوة عسكرية مدججة بالأسلحة.

وأوضح أن الهجوم قد تسبب في مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين بجروح من أفراد الكتيبة.

وذكر مراسل وكالة أنباء (شينخوا) أن وحدات من كتائب الثوار تمركزت في محيط معسكر شهداء 17 فبراير وانتشارهم على طول الخط المؤدي إلى منطقة القوارشة بمختلف أنواع الأسلحة.

وذكرت بعض المصادر أن هذه القوات العسكرية قادمة من خارج مدينة بنغازي وبالتحديد من معسكر الرجمة التي تتواجد فيه قوة تابعة لحفتر، وما زالت أصوات الانفجارات تسمع في محيط منطقة الهواري.

وفيما لم تتوفر حصيلة نهائية لضحايا الاشتباكات إلا أن مستشفى المركزي أكد وصول قتيل و35 جريحا من قوات حفتر إلى المستشفى الذي يبعد (100 كلم) شرق بنغازي، فيما أكد مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث وصول 8 جرحى على الأقل من جراء الاشتباكات.