标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخبارى: اللاجئون الفلسطينيون يخشون على قضيتهم بتصفية عمل "أونروا" تدريجيا

arabic.china.org.cn / 21:21:42 2014-05-16

غزة 16 مايو 2014 (شينخوا) ارتبطت حياة اللاجئ الفلسطيني أبو العبد المبحوح بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منذ أن أبصر النور مشردا مع عائلته داخل مخيم.

ففي إحدى عيادات الوكالة القديمة ولد المبحوح قبل 57 عاما داخل مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، وظل خلال سنوات عمره يعتمد على مساعداتها حتى بعد أن كون عائلة داخل نفس المخيم.

وبعد 66 عاما من النكبة الفلسطينية فإن أكثر ما يقلق المبحوح هو تراجع الدعم الدولي لأونروا وتقلص ما تقدمه له من مساعدات لأن ذلك وفق ما يعتبره وأمثاله اللاجئين تصفية لقضيتهم وحقهم في العودة.

ويقول المبحوح لوكالة أنباء (شينخوا) من داخل منزله الذي يعبر عن بؤس حياته "كل عام تنقص مساعدات الوكالة وخدماتها أكثر، حتى وصلنا لمرحلة قطع ما تقدمه لنا من تموين ".

ويضيف بنبرات من السخط "أصبحنا نتوقع أن نسمع في أي يوم خبر إنهاء عمل الأونروا تماما، ووقتها فقط سيتأكد الكابوس الذي نخشاه ونرفض الاستسلام له بإنهاء حقنا في العودة".

وأسست الأمم المتحدة بقرار من جمعيتها العامة في ديسمبر عام 1949 الأونروا لتعمل كوكالة مخصصة برعاية اللاجئين الفلسطينيين، على أن تجدد ولايتها كل ثلاث سنوات لغاية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأبلغ المبحوح قبل شهور، بقرار وقف ما يتلقاه من مساعدات تموينية من أونروا بدعوى تحسن أوضاعه المعيشية وهو ما يستنكره ويعتبره حرمان من حق له.

وتقول أونروا، إن قطع مساعداتها التموينية جاء بفعل مسح مهني شامل لحصر خدماتها في اللاجئين الأشد حاجة ومن منطلق التعامل مع أزماتها المالية الخانقة.

لكن المبحوح يرد على ذلك بأن حياته لن تتحسن ليصل إلى مرحلة الاستغناء عن مساعدات أونروا إلا بعودته إلى بلدته الأصلية (بيت طيما) في المجدل التي شردت منها عائلته.

ويضيف "كل من يقطن في مخيم للاجئين يستحق المساعدات، فحياة الشقاء تظهر في كل زاوية وزقاق للمخيم ولا يمكن للوكالة أن ترى غير ذلك وتقرر بنفسها أن تبدل حالتنا".

ويبدو حال مخيم جباليا مماثلا لبقية مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، متلاصق المنازل ومهمش البنية التحتية بما يعبر عن قصص النزوح والتشرد منذ النكبة التي أحيا الفلسطينيون يوم أمس الخميس ذكراها السنوية 66.

ويقول المبحوح، إنه طيلة حياته لم يعرف سوى "بؤس" حياة التشتت داخل المخيمات التي كان يفترض أنها تكون مؤقتة لكنها تحولت إلى واقع لا بديل له.

وإلى جانب غضبه من قرار وقف مساعدات التموين، ينتقد المبحوح ما يصفه تقصير أونروا في خدمات التعليم والصحة المقدمة له وأمثاله من اللاجئين.

ويشير إلى أنه في أغلب أيام الشهر لا يجد أي أدوية باستثناء بعض المسكنات العادية في عيادات الوكالة وسط تقصير مماثل من الكادر الطبي المسئول من إدارة الوكالة.

وبالنسبة للمبحوح فإن 66 عاما من تشرد اللاجئين ونكبتهم تفرض على أونروا أن تزيد خدماتها وتحسن نوعيتها، وليس أن "تقلصها عاما بعد عام لتزيد من أوجاعنا وصعوبة أوضاعنا".

ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من شهر مايو من كل عام ذكرى ترحيل الاف الفلسطينيين عن بلداتهم وقراهم في عام 1948، ويطلقون على هذا اليوم ذكرى (النكبة).

وهاجر في ذلك العام ما يقارب 750 ألف فلسطيني من بلداتهم وقراهم قسرا، ودمرت 531 مدينة وقرية، من قبل جماعات صهيونية مسلحة، ليستقر بهم الحال ونسلهم في مخيمات اللجوء داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.

وتتولى (أونروا) تقديم الخدمات لكافة أولئك اللاجئين المسجلين لديها ويقيمون في مناطق عملياتها الخمس في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان، كما أن ذرية أولئك اللاجئين الأصليين يستحقون أن يتم تسجيلهم في سجلات الوكالة.

ويقول عدنان أبو حسنة المتحدث باسم (أونروا) ل(شينخوا)، إن الوكالة الدولية تسعى بكل جهودها من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين رغم مواجهتها صعوبات جسيمة أبرزها نقص الدعم المالي وسوء أوضاع اللاجئين أنفسهم.

ويوضح أبو حسنة، أنه عندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تعمل على الاستجابة لاحتياجات ما يقارب من 750 ألف لاجئ فلسطيني، واليوم فإن ما يقارب من 4.8 مليون لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات (أونروا).

ويشير إلى أن (أونروا) التي تعتمد في عملها على التبرعات الطوعية، وعلى الغالب من الدول المانحة، تعاني من نقص في التمويل الذي لا يجاري معدل نمو اللاجئين ولا حتى الحاجات المتزايدة لهم.

وقد أدى ذلك إلى تآكل مقلق في نوعية الخدمات التي تقدمها (أونروا) وفق أبو حسنة.

إلا أن معارضين لأونروا يروون في تقليص مساعداتها خطرا كامنا على قضية اللاجئين وحقهم في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية يفوق صعوبة تدهور أوضاعهم المعيشية وقطع المساعدات عنها.

ويلوم هؤلاء بشدة على الوكالة الدولية ما يصفونه بتقصيرها في تحسين أوضاع المخيمات رغم أنها من مسئوليتها وتركها عرضة للبؤس والشقاء من دون توفير حد أدنى من الخدمات الأساسية.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس دارة شئون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عصام عدوان، ل(شينخوا)، إن إونروا "مقصرة بشدة" في تحسين أوضاع المخيمات وترميم المنازل المتهالكة للاجئين.

ويعتبر عدوان، أن تراجع مساعدات أونروا يندرج ضمن مخطط للتلاعب بنفسية اللاجئين حتى يصلوا إلى مرحلة اليأس والاقتناع أن قضية عودتهم لا أمل فيها واحتجاجاتهم لتحصيل حقوقهم بلا جدوى.

وبالنسبة لعدوان، فإن أونروا تتعرض "لمخطط تصفية" عبر مخطط طويل من التقليص والتراجع وصولا إلى مرحلة إنهاء مكانة الوكالة، وبالتالي التخلي الدولي عن اللاجئين وإنهاء قضيتهم.

وعدا عن هجومه على الجهات الدولية المانحة لأونروا، فإن عدوان يلوم على كبار موظفي الوكالة وما يعتبره تقصيرهم الشديد في جمع التبرعات الكافية للخدمات وتحولهم ل"شهود زور" على معاناة اللاجئين.

وتحولت مقار عمل أونروا إلى مقصد شبه أسبوعي لمظاهرات اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية على مدار الأعوام الأخيرة للاحتجاج على تراجع مساعداتها.

ويرى حسام أحمد وهو ناشط في اللجان الشعبية للاجئين في غزة، أن (أونروا) رغم أن واجبها تقديم أفضل الخدمات للاجئين الفلسطينيين، فإنها عاجزة عن تعويضهم عن "نكبة تهجيرهم المستمرة".

ويشير أحمد، إلى ما تشتكي منه مخيمات اللاجئين من اكتظاظ سكاني حاد قد يهدد بالانفجار عدا عن أوضاع اقتصادية واجتماعية متدهورة للغاية.

ويعتبر أنه رغم جهود أونروا لتحسين خدمات الصحة والتعليم للاجئين وأبنائهم، إلا أنها تبقى غير كافية للوفاء باحتياجاتهم المتزايدة خاصة عند الإشارة إلى استمرار واقع وجود أكثر من 40 طالبا داخل الفصل الواحد لمدارس الوكالة الدولية.

من جهته، رفض أبو حسنة الاتهامات الموجهة لأونروا بالتقصير خصوصا في قطاع غزة الذي قال إنها تتولى فيه رعاية 830 ألف لاجئي وأن العدد مرشح إلى الوصول لمليون لاجئي خلال شهرين.

وأكد المستشار الإعلامي لأونروا، على التزام الوكالة الدولية برعاية اللاجئين الفلسطينيين حتى يتم التوصل إلى تسوية لملفهم بموجب قرارات الشرعية الدولية.

ويظل ملف اللاجئين وحق العودة الذي يطالب به الفلسطينيون وترفضه إسرائيل أكثر ملفات عملية السلام تعقيدا بين الجانبين، بعد أن ظل فشل الحوار واللجوء للعنف يحكم علاقتهما طوال السنوات الأخيرة.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号