标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

محللون صينيون: خوض متطرفين أجانب الصراع السوري يعكس مواجهة غير ملائمة بالجوار وفشلا للاندماج الاجتماعي بالغرب

arabic.china.org.cn / 16:20:38 2014-05-16

بقلم: هاشم وانغ

بكين 16 مايو 2014 (شينخوا) فيما تستعد سوريا لانتخابات رئاسية وشيكة، وبينما يواصل الجيش الحكومي استعادة مزيد من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، لا تزال أعمال العنف والإرهاب مستمرة وتغذيها ظاهرة "المقاتلين الأجانب المتطرفين" القديمة الجديدة، والتي تزيد الصراع تعقيدا.

ويعزو محللون صينيون خوض متطرفين أجانب الصراع السوري، وغالبيتهم من دول مجاورة وأخرى إسلامية وغربية، إلى ثلاثة أسباب رئيسية تتمثل في توتر الأوضاع بسوريا، والمواجهة غير الملائمة من جانب دول مجاورة لظاهرة تدفق "المقاتلين الأجانب"، بالإضافة إلى فشل عملية الاندماج الاجتماعي في دول غربية.

قوة دولية لـ"داعش"

أكد محللون صينيون أن التوتر السائد في سوريا مكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جذب أكبر عدد من المقاتلين الأجانب، حتى أنهم باتوا يشكلون شبه "قوة دولية" للتنظيم، إذ ذكرت التقارير أن ما بين 500 و2000 متطرف من أوروبا والولايات المتحدة يقاتلون في صفوف داعش.

وفي هذا الصدد، قال تيان ون لين، المحلل السياسي بالمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، إن داعش الذي يزيد نفوذه في العراق وسوريا يوما بعد يوم، يسيطر على مساحة غير قليلة من الأراضي في شمال سوريا، ولا تزال قدرته القتالية قوية حتى في ظل قتاله ضد أطراف أخرى بما فيها الكرد والجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية.

وأضاف تيان ون لين أن تنظيم داعش، الذي تأسس في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، "وجد في سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ووقوع العراق كله في اضطرابات فرصة سانحة للعمل والانتشار. وفي تلك الأوضاع المتوترة، ازداد نفوذ التنظيم بشكل سريع في المنطقة الوسطى الغربية بالعراق، والتي تقطنها أغلبية سنية".

وأوضح وانغ جين، المحلل السياسي المتخصص في العلاقات الدولية، أن داعش لم يكتف بتعزيز نفوذه في العراق فقط، فأرسل عناصره إلى شمال سوريا بعد اندلاع الصراع بالبلد العربي عام 2011. وفي ذلك الحين، بدأ داعش تجنيد "مجاهدين" من جميع أنحاء العالم.

ولفت وانغ جين إلى أنه منذ النصف الثاني من العام الماضي، وبحسب تقارير، يزداد عدد المتطرفين الأجانب المشاركين في الصراع السوري، حيث أظهر داعش أداء قويا بدعم من هذه "القوة الدولية"، في حين يواصل التنظيم جذب المتطرفين من دول العالم بحجة "الجهاد".

مواجهة غير ملائمة

يعود تفاقم ظاهرة "المقاتلين الأجانب المتطرفين" في سوريا أيضا إلى المواجهة غير الملائمة من جانب بعض دول الجوار، حسبما يرى خبراء صينيون.

وفي السياق، أشار المحلل وانغ جين إلى أنه "بعد اندلاع الأزمة السورية، لم تركز بعض دول الجوار كثيرا على هذه الظاهرة التي كانت تحظى في بعض الأحيان بدعم ربما مقصود أو غير مقصود من قبيل مناصرة الطرف الضعيف".

وأضاف وانغ جين قائلا "مثل ذلك الدعم ، من الناحية الإستراتيجية، عزز وضع عدد كبير من الجماعات المتطرفة والإرهابية، ووفر الأموال والأسلحة والتدريب لها بسهولة، ومكنها من دخول سوريا والعمل فيها".

وأشار وانغ جين إلى أنه "بتطوير الأوضاع السورية، تعزز نفوذ الجماعات الإرهابية وشرع ينتقل إلى الخارج. وفي البداية أتى بعض المتطرفين من هذه الدول المجاورة، لكنهم واصلوا نشر الأفكار المتطرفة والإرهابية والتأثير على الأوضاع السياسية والاجتماعية بعد العودة إلى بلادهم، ما شكل تهديدا للأمن والاستقرار في تلك الدول".

ويرى تيان ون لين أن "تداعيات الظاهرة دفعت بعض دول الجوار إلى تدارك الأمر وتعزيز جهود المواجهة في محاولة لتجنب انتقال التطرف والإرهاب من سوريا إليها"، مضيفا أن "ثمة حاجة إلى مزيد من الجهود في هذا الصدد".

فشل للاندماج الاجتماعي بالغرب

يعتقد محللون صينيون أن مشاركة متطرفين غربيين في الصراع السوري ناجمة عن فشل جهود الاندماج الاجتماعي في بعض دول الغرب، وبخاصة اندماج الأقليات المسلمة.

وأوضح تيان ون لين أن "معظم المقاتلين الغربيين في سوريا من الأقليات المسلمة، لكنهم يتكلمون اللغات الفرنسية أو الألمانية أو الإنجليزية لأنهم ولدوا أو تربوا أو عاشوا في تلك الدول منذ انهيار النظام الاستعماري بعد الحرب العالمية الثانية، حين شهدت أغلبية الدول الأوروبية موجة هجرة من المسلمين إليها".

وأضاف تيان ون لين أن "عدد المسلمين في أوروبا حاليا يزيد على 25 مليون نسمة. وعلى الرغم من إصدار سياسات متنوعة للاندماج الاجتماعي ، لا تزال بعض الأجيال الجديدة غير قادرة على الانخراط في التيار السائد بسبب الاختلافات الثقافية والبيئة الأسرية المتنوعة، فضلا عن التمييز الذي يعانيه المسلمون في بعض الدول الغربية".

وصرح وانغ جين بأن حالة العزوف عن الثقافة السائدة في المجتمع الغربي لوقت طويل، والعيش بعيدا عن تعاليم الإسلام المعتدل في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، بدأ عدد كبير من الشباب المسلمين في أوروبا يشعرون بالإحباط، ويقبلون الأفكار المتطرفة في رحلة البحث عن الذات.

وأوضح وانغ جين أن "مثل هؤلاء الشباب، وتحت وطأة الضغوط الاجتماعية بالغرب، أصبحوا متطرفين ويفضلون خوض الحرب في نهاية المطاف".



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号