مقالة خاصة: الصين بعيدة تماما عن "العدوانية" في قضية بحر الصين الجنوبي

بكين 13 مايو 2014 (شينخوا) على عكس الصورة العدوانية التي رسمتها لها كل من فيتنام والولايات المتحدة مؤخرا، مارست الصين إلى حد كبير ضبط النفس بشأن ما حدث في جزر شيشا الأسبوع الماضي. بدأت المشكلة عندما حاولت فيتنام وقف شركة صينية عن التنقيب في المياه الواقعة على بعد 17 ميلا بحريا ( نحو 31 كيلومترا) عن جزيرة تشونغجيان و150 ميلا بحريا عن ساحل فيتنام. وتعمل الشركات الصينية في تلك المياه منذ حوالى عشر سنوات وعملها الحالي استمرار روتيني لذلك العمل، فالصين تعتبر ان جزر شيشا والمياه المحيطة بها جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية. وخلال الفترة من 3 إلى 7 مايو، أرسلت فيتنام 36 مركبا ومنها سفن حربية مسلحة لإزعاج العاملين بالمنصة البحرية واعتراض عمليات التنقيب، وصدمت عن عمد واهتياج السفن الصينية 171 مرة. ان كيفية رد الدولة على مثل تلك المضايقات فى أراضيها قد يتباين ، ولكن رد الصين لم يتجاوز أي خطوط. ويقول يي شيان ليانغ نائب المدير العام لإدارة شؤون الحدود والمحيطات في وزارة الشؤون الخارجية، ان الصين اتصلت عبر القنوات الدبلوماسية مع فيتنام 14 مرة من 2 الى 8 مايو. وطلبت من فيتنام احترام سلامة الأراضي الصينية ووقف كافة اشكال التعطيل وترك المنطقة. إلا أن فيتنام لم تكترث للطلب الصيني. وكانت الصين أول من اكتشفت وأسمت وادارت الجزر في بحر الصين الجنوبي ولا سيما جزر شيشا. ويحترم القانون الدولي حقوق الصين التاريخية وفي الحقيقة فقد ظلت ارضا غير متنازع عليها حتى اكتشاف النفط بها في السبعينيات من القرن الماضي. ولتنال نصيبا، حاولت دول مثل فيتنام شق طريقها عنوة. فعلى سبيل المثال، قامت فيتنام بشكل أحادي بتقسيم المياه الواقعة حول جزر نانشا وعرضتها للشركات الدولية للتنقيب عن النفط فيها. وعلاوة على شؤون النفط، فقد أزعجت فيتنام باستمرار قوارب الصيد الصينية وحاولت احتلال جزر بالمياه. وفي مواجهة تلك الاهانات، مارست الصين قدرا كبيرا من ضبط النفس والتزمت تماما بإعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي الذي وقعت عليه مع رابطة جنوب شرق اسيا (اسيان) في عام 2002. وبمعاداتها للصين وجعل الموقف أكثر تعقيدا بإدخالها دول غير ذات صلة في القضية، يبدو ان فيتنام تتجاهل واجبها كعضو في الآسيان للالتزام بنص وروح اتفاق 2002 والحفاظ على سلام واستقرار المنطقة ، كما يبدو انها نسيت التوافق الذي توصل اليه زعيما البلدين بشأن الصداقة والتعاون والقضية الحساسة. لا ينبغي إساءة فهم ضبط النفس من جانب الجار الطيب على انه ضعف فيه، فإن الصين عازمة كأية دولة أخرى على حماية سيادتها.