مقابلة: سفير بكين في ميانمار: الصين والآسيان تعتزمان العمل على إحراز تقدم جديد في العلاقات

يانغون 7 مايو 2014 (شينخوا) صرح سفير الصين لدى ميانمار يانغ هو لان بأن بكين وبلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تمر بنقطة بداية جديدة لعلاقات أوثق، وأن الجانبين يرغبان في السعي إلى تقدم جديد لشراكتهما الإستراتيجية.

وقال يانغ لوكالة الأنباء ((شينخوا)) في مقابلة خاصة عشية قمة الآسيان المقررة في ميانمار، إن الوقت قد حان لأن يعمق الجانبان تعاونهما العملي من أجل المنافع المتبادلة.

وأضاف يانغ أن الصين ودول الآسيان جيران قريبون يتقاسمون تشابهات ثقافية ومصالح مشتركة، ما يجعلهم شركاء تعاون. والصين تعد أول بلد كبير بالمنطقة ينضم إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، وأول بلد يؤسس شراكة تعاونية إستراتيجية ويقيم منطقة تجارة حرة مع الآسيان.

وعلى مدار العقد الماضي، الذي وصفه يانغ بـ"السنوات الذهبية" في التعاون بين الصين والآسيان، ازدادت التجارة الثنائية بواقع خمسة أضعاف مسجلة 400 مليار دولار حاليا، فيما ارتفعت قيمة الاستثمار البيني بواقع 3 أضعاف إلى أكثر من 100 مليار دولار. وأصبحت الصين أكبر شريك تجارية للآسيان، فيما باتت الآسيان ثالث أكبر شريك تجاري للصين، وثمة تعاون شامل على مستويات مختلفة.

وأكد يانغ أن خبرة السنوات الـ10 أظهرت بالكامل أن الصين والآسيان في "مجتمع ذي مصير مشترك"، إذ أثمرت الثقة المتبادلة والتعاون المتزايدان منافع مذهلة لدول وشعوب المنطقة.

وحاليا، على حد قول يانغ، فإن الصين ودول الآسيان تمر بمرحلة التصنيع والحضرنة السريعين. ويجب على الجانبين مواصلة السعي إلى اختراقات إستراتيجية جديدة في المستقبل وتعميق تعاونهما العملي من أجل إحراز أوجه تقدم جديدة.

وفي هذا الصدد، أشار يانغ إلى الاقتراحات التي طرحها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ العام الماضي كدليل إرشادي. ففي قمة (10+1) التي عقدت في بروناي في أكتوبر الماضي، طرح لي كه تشيانغ توافقا ثنائي النقاط واقتراحا من 7 نقاط لدفع العلاقات بين الصين والآسيان، بما في ذلك تعميق الثقة المتبادلة الإستراتيجية والتركيز على التنمية الاقتصادية من أجل منافع أكبر، واستكشاف معاهدة حول حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الجانبين، وتدشين محادثات حول تحديث منطقة التجارة بين الصين والآسيان، والنهوض بإقامة البنية التحتية من أجل مزيد من الترابط، وتعزيز التعاون المالي في مواجهة المخاطر، ودفع التعاون البحري قدما باطراد، وتقوية التعاون الأمني وتوسيع أطر التبادل في مجالات الثقافة والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة.

وأعرب السفير عن أمله في أن يتمكن الجانبان من الوصول إلى توافق والتوقيع على معاهدة للصداقة والتعاون في أقرب وقت ممكن، إذ من شأنها أن توفر ضمانة قانونية ومؤسساتية للتعاون الإستراتيجي بين الصين والآسيان.

وأوصى السفير الجانبين بالعمل سويا على تحديث منطقة التجارة الحرة للصين والآسيان والكفاح من أجل الوصول بحجم التجارة الثنائية إلى تريليون دولار بحلول عام 2020.

يعد العام 2014 "عام التبادل الثقافي بين الصين والآسيان"، ولهذا قررت الصين تقديم 15 ألف منحة دراسية حكومية للطلاب بالدول الأعضاء في الآسيان، وإقامة مزيد من مراكز التعليم التي توجهها الآسيان في الصين على مدار السنوات الـ3 أو الـ5 القادمة، حسبما قال يانغ.

وتعتزم الصين الاستمرار في دعم بناء ساحات التعاون، مثل مركز الصين - الآسيان، وشبكة المؤسسات البحثية للصين والآسيان، وصندوق الصين - الآسيان للتعاون الصحي، من أجل وضع أساس متين لمزيد من التعاون.

ولفت السفير كذلك إلى أن الصين مستعدة لتقوية التعاون البحري مع دول الآسيان، والعمل معها على بناء طريق حرير بحري جديد في القرن الـ21، كما اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لاندونيسيا في أكتوبر الماضي.

وفي هذا الإطار، يجب على الجانبين المحافظة على التواصل فيما يتعلق بصنع القرار السياسي ومنح أولوية لتحقيق الترابط في الطرق، وضمان التجارة الحرة وتدفق العملة فيما يتم النهوض بالتواصل والتبادل على المستوى الشعبي.

وفيما يتصل بالعلاقات بين الصين وميانمار، أعرب يانغ عن الامتنان لتطور التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي بين الجانبين على مدار السنوات الأخيرة.

وبالاستناد إلى البيانات الصينية، قال السفير إن حجم التجارة بين البلدين ازداد بنسبة 28.3 بالمائة على أساس سنوي مسجلا 10.15 مليار دولار في عام 2013، فيما تجاوز إجمالي استثمارات الصين في ميانمار، بما في ذلك الاستثمارات من هونغ كونغ وماكاو، 21 مليار دولار، ما جعل الصين أكبر شريك تجاري لميانمار وأكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية بالنسبة لها.

وجدد يانغ التأكيد على ثبات وشفافية وصدق سياسة الصين تجاه ميانمار، مشددا على أن الصين تتطلع إلى ميانمار مزدهرة ومتطورة ومستقرة وسلمية، ما لا يصب في مصلحة شعب ميانمار فقط، وإنما يصب في مصلحة الصين ودول المنطقة الأخرى أيضا.