وتعد اثيوبيا أولى محطات جولة لي الافريقية التي يزور خلالها أربع دول والزيارة الأولى "لأرض الأمل" منذ توليه منصبه العام الماضي وآخر ضربات الدبلوماسية الرفيعة المستوى بين العملاق الآسيوي والقارة الواعدة.

وقال لدى وصوله هنا "اتطلع لإجراء تبادل عميق للآراء حول العلاقات الثنائية والقضايا محل الاهتمام المشترك مع قادة اثيوبيا والاتحاد الافريقي، وانني على استعداد لتعزيز تطوير العلاقات والتعاون بين الصين واثيوبيا وكذلك الإتحاد الافريقي."

وأضاف أن الجانبين يلتزمان بصداقة عميقة ومبادئ التفاهم المخلص والمنفعة المتبادلة والنتائج المثمرة وقد حققا انجازات واسعة في تعاونهما. وخلال إقامته هنا سيجري لي محادثات مع رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ماريام دسليان وسيلتقي بالرئيس مولاتو تسهوم وسيجتمع مع عدد من رجال الأعمال الصينيين والأفارقة لبحث التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وافريقيا. ومن المقرر أيضا أن يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني بزيارة إلى مقر الإتحاد الافريقي وأن يلقي كلمة لعرض سياسة بلاده نحو افريقيا والتأكيد مجددا على التزام بكين بتعميق نوع جديد من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وافريقيا.

وفور وصوله، أشاد لي بالتطور المطرد للعلاقات بين الصين والاتحاد الأفريقي في السنوات الأخيرة وكذا التنسيق الوثيق والتعاون بينهما في القضايا الدولية والاقليمية.وأضاف أن الاتحاد اصبح راية تمثل جهود الأمم الأفريقية لتحقيق القوة عبر الوحدة.

وفي مقابلة مشتركة أجرتها معه وسائل اعلام افريقية نشرت اليوم قبل مغادرته، قال لي إن الهدف من جولته، التي سيزور فيها نيجيريا وانجولا وكينيا، هو التعاون والتماسك على أساس تقاليد الماضي. وقال "أشعر بصداقة عميقة تقوم على التضامن والمساعدة المتبادلة بين الشعبين الصيني والافريقي، وأرى بنفسي التطور الاقتصادي والاجتماعي الديناميكي لأفريقيا، واستمع لوصف الشعب الافريقي لتوقعاته حول حياته في المستقبل."

وأضاف أنه أكثر من مستعد للقيام بجهود ملموسة لتعميق العلاقات بين الصين وافريقيا ودفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات من أجل تحقيق منفعة أكبر لكلا الجانبين. وفي بيان صحفي عن الزيارة صدر يوم الأربعاء قال نائب وزير الخارجية تشانغ مينغ إن الجولة ستقوي الثقة الاستراتيجية بين الصين وافريقيا وستعمق التعاون في مختلف المجالات وسترفع العلاقات بين الصين والإتحاد الافريقي إلى مستويات جديدة. وأضاف تشانغ أن الصين تأمل ان تساعد الزيارة في حشد أعضاء المجتمع الدولي الآخرين لتوجيه مزيد من الاهتمام لافريقيا وزيادة إسهاماتهم فيها من أجل تهيئة بيئة خارجية جيدة لتنميتها. ومما يضيف أهمية على زيارة لي أنها تتزامن مع الذكرى الخمسين للزيارة الاولى التي قام بها تشو ان لاي رئيس مجلس الدولة الراحل لافريقيا، وكانت عمل تاريخي خلق عصرا جديدا في التفاعلات الصينية الافريقية. وباعتبارهما أكبر دولة وقارة نامية في العالم بين أكثر الدول النامية، فإن الصين وافريقيا شريكين طبيعيين في السعي نحو التنمية المشتركة. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لافريقيا لخمس سنوات على التوالي، بينما اصبحت افريقيا سوقا ومقصدا هاما للاستثمارات للصين. وبصفتها جزء لا يتجزأ من العلاقات بين الصين وافريقيا، فإن العلاقة بين الصين واثيوبيا شهدت تطورا مطردا منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1970 لا سيما منذ بدء الشراكة التعاونية الشاملة في 2003. من جانبه قال الرئيس الإثيوبي تسهوم في مقابلة مع صحفيين صينيين يوم الأربعاء "تعتبر الصين شريك تنمية استراتيجية لاثيوبيا"، مشيرا إلى أن الصين أثبتت أنها صديق يعتمد عليه لبلاده في حربها على الفقر. وأضاف الرئيس "ستواصل العلاقات المتعددة الاوجه بين إثيوبيا والصين نموها من حيث الاتساع والعمق بسبب حقيقة أن علاقاتنا الثنائية تقوم على الثقة المتبادلة والتفاهم المتبادل والاحترام المتبادل." ومن جانبه قال هايلي ماريام للصحفيين الصينيين أمس إن زيارة لي لاثيوبيا ستعمق العلاقات القائمة بالفعل بين البلدين. وأضاف رئيس الوزراء "هذا يظهر درجة قوة علاقتنا وأن هذه العلاقة ثنائية المنفعة إذ تعود بالنفع على كل من إثيوبيا والصين."