تقرير إخباري : تزايد المخاطر ضد الصحفيين الميدانيين فى مصر

القاهرة 14 أبريل 2014 (شينخوا) أصيب صحفيان مصريان، أحدهما حالته خطيرة اليوم (الإثنين)، أثناء تغطية اشتباكات بين قوات الأمن وطلبة ينتمون لجماعة (الإخوان المسلمين)، وذلك بعد حوالي أسبوعين فقط من مقتل صحفية بطلق ناري فى حادث مشابه، فى مؤشر على زيادة المخاطر التى يتعرض لها الصحفيون، الذين قال بعضهم أنهم أصبحوا هدفا. وذكرت وزارة الصحة فى بيان لها أن صحفيين اثنين أصيبا فى الاشتباكات، التى أسفرت أيضا عن مقتل طالب وإصابة آخر. وخرج المئات من طلبة الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة فى مسيرة، رددوا خلالها هتافات مناهضة للجيش والشرطة، وقطعوا الطريق أمام حركة المرور، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وسط حالة من الكر والفر. وذكرت صحيفة (اليوم السابع) على موقعها الالكتروني أن محررها خالد حسين أصيب بطلق ناري فى صدره أثناء تأدية واجبه المهني لنقل الأحداث للقراء، وأنه يخضع حاليا لجراحة عاجلة بمستشفى قصر العيني الفرنساوي. ونشرت صورا للصحفى المصاب، وهو مسجى على الارض، وينزف دما بينما يحاول عدة افراد إسعافه ووقف النزيف. واتهم اللواء هاني عبداللطيف جماعة الإخوان المسلمين بالضلوع فى إصابة الصحفيين،مشيرا إلى أن حوالي 200 طالب ينتمون للاخوان تظاهروا قرب بوابة جامعة القاهرة واطلقوا الشماريخ والألعاب النارية تجاه قوات الأمن. وأضاف أن محرر اليوم السابع أصيب بطلقة خرطوش اطلقها الطلبة المتظاهرون. من جانبه ، قال خالد صلاح رئيس اليوم السابع إن مجلس التحرير قرر تعيين جميع المحررين الميدانيين بالصحيفة والمواقع الالكترونية التابعة لها، والتأمين عليهم تأمينا شاملا بكبرى الشركات المتخصصة. وطالب صلاح نقابة الصحفيين بسرعة عقد اجتماع طارئ لمناقشة كيفية حماية الصحفيين الميدانيين من جميع المخاطر التى تواجههم، والمحافظة على أرواحهم، كما طالب وزارة الداخلية بتوفير ما وعدت به من وسائل حماية للصحفيين بشكل عاجل مثل سترات واقية من الرصاص والخوذ.ودعا جميع المؤسسات الصحفية الاخرى إلى اتخاذ قرارات مماثلة لتأمين مستقبل الصحفيين الذين اصبحوا هدفا. فى الوقت ذاته أصيب مصور بموقع صدى البلد يدعى عمرو السيد بطلق خرطوش خلال الاشتباكات. من جهته، دعا ضياء رشوان نقيب الصحفيين، الصحف ووسائل الإعلام المختلفة فى مصر إلى الإضراب الفوري لأجل غير مسمى عن كل التغطيات الميدانية بعد إصابة صحفيين اليوم اثناء تغطية الاشتباكات بين طلاب الإخوان وقوات الأمن بجامعة القاهرة، كما طالب جموع الصحفيين بالمشاركة في وقفة احتجاجية ظهر يوم الخميس المقبل، تنديدا بقتل الصحفيين، حسب وكالة انباء (الشرق الأوسط (. ودعا رشوان جميع رؤساء تحرير الصحف ومجالس الإدارة بالاستجابة إلى الإضراب بالتنسيق مع النقابة، مشيرا إلى أن النقابة تقدمت فعليا ببلاغ إلى النائب العام في واقعة اليوم. وأوضح نقيب الصحفيين أن مجالس الإدارة والتحرير تتحمل المسئولية في تأخير إمداد النقابة بقوائم الصحفيين الميدانيين حتى الآن، وأن النقابة أرسلت خطابات مرتين إلى صحف لتلقي إفادات بشأن الصحفيين الذين سينضمون إلى دورات تدريب عن كيفية التغطية الميدانية، مع امدادهم بأدوات حماية الصحفيين من سترات واقية وخوذات. وناشد رشوان الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع بمنح النقابة 200 سترة واقية إضافية، و300 خوذة مضادة للرصاص، و300 قناع واق من الغاز، و300 نظارة ضد الخرطوش، كمساهمة من القوات المسلحة لحماية الصحفيين. وأدانت نقابة الصحفيين بشدة " جريمة الاعتداء بالرصاص الحي والخرطوش" على الصحفيين اليوم، مطالبة فى بيان السلطات المعنية بسرعة التحقيق في الجريمة الجديدة، والكشف عن مرتكبيها، سواء من أجهزة الأمن أو المتظاهرين، وتقديمهم إلى العدالة الناجزة.واعتبرت أن" استهداف الصحفيين والمصورين بات يشكل ظاهرة خطيرة للغاية تنم عن نهج واضح ومتعمد يهدف لإرهابهم حتى لايقوموا بواجبهم المهني في نقل الحقائق إلى الرأي العام".

واستنكرت تقاعس السلطات المعنية عن توفير الحماية للصحفيين أثناء عملهم الميداني، وكذلك البطء الشديد في التحقيق في جرائم استهداف الصحفيين السابقة، وعدم تقديم أي من مرتكبيها إلى العدالة، مما يشجع المجرمين على ارتكاب المزيد من جرائمهم. وجاءت واقعة اصابة صحفيين اليوم بعد حوالي اسبوعين من مقتل ميادة أشرف، وهى صحفية بجريدة (الدستور) فى مطلع العشرينات من عمرها، بعد اصابتها برصاصة فى الرقبة خلال تغطيتها اشتباكات بين الاخوان وقوات الشرطة، ما أثار ردود فعل غاضبة فى الوسط الصحفى والاعلامي.

وقررت النقابة عقب مقتل ميادة أشرف اجراء دورات تدريبية للصحفيين الميدانيين، واتفقت مع وزارة الداخلية على الحصول على أدوات لحمايتهم خلال التغطية الميدانية.وحسب بعض الاحصاءات، فقد قتل نحو سبعة صحفيين منذ العام الماضى لأسباب ترتبط بعملهم، فيما أصيب واعتقل العشرات.