مقالة خاصة: مع مرور شهر على اختفاء الطائرة الماليزية.. معالجة سلامة الطيران المدني مسألة لا تحتمل الانتظار arabic.china.org.cn / 15:37:16 2014-04-08
قاعدة البيانات فقد تكشفت على نطاق واسع ثغرة في أمن الطيران الدولي عندما أكدت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) أن نظم الحاسب الآلي لديها احتوت على معلومات عن سرقة جوازي سفر استخدما على متن الرحلة المذكورة ولكن السلطات الوطنية الماليزية لم تفحص قاعدة البيانات هذه. وفي هذا الصدد قال وانغ يا نان نائب رئيس تحرير مجلة ((معرفة الطيران)) إن الكثيرين لم يلتفتوا إلى التحذير الذي أطلقته الإنتربول بأن تنامي سوق السفر الدولية يغرى الكثيرين ومن بينهم المهاجرين غير الشرعيين والإرهابيين ، مضيفا أنه خلال أكثر من مليون مرة في العام الماضي، استقل ركاب طائرات دون أن تفحص جوازات سفرهم على أساس قاعدة بيانات الإنتربول التي تضمنت 40 مليون وثيقة سفر مسروقة أو مفقودة. وهنا يتساءل الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل "لماذا تنتظر الدول وقوع مأساة لتطبيق إجراءات أمنية حصيفة"، حيث قال إن أربع دول فقط وهي أمريكا وبريطانيا والإمارات وإسرائيل تقوم بفحص جوازات السفر وفقا لقاعدة البيانات هذه، داعيا إلى تقييم صحة جوازات السفر في مطارات جميع البلدان والالتزام بمراجعة قاعدة البيانات المعنية للإنتربول. واتفق معه وانغ يا نان في دعوته، قائلا إنه رغم عدم معرفة ما إذا كان لجوازي السفر المسروقين علاقة باختفاء الطائرة الماليزية، إلا أن هذا النوع من السهو خطير، ومن المأمول أن يتعلم الجميع من هذه المأساة. -- قمرة القيادة ووفقا للحقائق، فإن المرة الوحيدة التي سيطر فيها الخاطفون على طائرة وابعدوا طاقم قمرة القيادة وواصلوا التحليق بها لتصطدم بأهداف محددة كان في 11 سبتمبر 2001، وهو ما دفع إلى إتخاذ قرار بضرورة تزويد الطائرات بباب قمرة قيادة معزز يحول دون دخول أي مهاجم إليها. لكن تسوه تشون شنغ نائب المدير العام لمجموعة الصين للإلكترونيات والتكنولوجيا يرى أنه مع وجود تكنولوجيا فحص الأمتعة بالأشعة السينية، بات هذا القرار "رادع " أكثر من كونه "حل أمني" فعال، مؤكدا على أن باب قمرة القيادة لابد ألا يفتح أكثر من ثلاث ثوان فقط وبعد التأكد من أن جميع الركاب في مقاعدهم. وضرب مثالا بالرحلة "آي سي 814" للخطوط الجوية الهندية في ديسمبر 1999 والرحلة "1476" للخطوط الجوية التركية في أكتوبر 2003 واللتين تم اختطافهما بعد فتح باب قمرة القيادة لإيصال القهوة للطيارين عقب الإقلاع مباشرة. وتكشفت أهمية غلق باب قمرة القيادة بعدما أوضحت تقارير أن جهاز الاستقبال والإرسال بالطائرة "الترانسبوندر،" الموجود داخل قمرة القيادة والذي يرسل معلومات عن موقع الطائرة وارتفاعها وسرعتها ووجهتها إلى المحطات الأرضية ويظل في حالة تشغيل طوال الرحلة ولا يغلق سوى يدويا، ربما تم إغلاقه قبل فترة من فقدان الاتصال بالطائرة الماليزية، الأمر الذي دفع إلى تسليط الضوء على البيانات الصادرة عن نظام عنونة الاتصالات والإبلاغ عن الطائرة "آكارز" الذي تعتقد السلطات الماليزية أن الأقمار الصناعية ربما التقطت ذبذبات منه بعد 4 أو 5 ساعات من فقدان الاتصال بالرحلة. -- ضباط الأمن وتقودنا مسألة باب قمرة القيادة إلى قضية ضباط أمن الطيران على متن الرحلات الدولية الذين يمكن أن يقدموا يد العون في تحسين الوضع الأمني للطائرات. وعلى هذا الصعيد، أوضح وانغ يا نان إن حكومات مثل استراليا واليابان قللت من استثماراتها في هذا الصدد، علاوة على أنه ليس لديها قانون ملزم بوجود ضباط أمن على متن الطائرات، قائلا إن ذلك يرجع إلى عدة عوامل من بينها أنهم سيشغلون مقاعد على متن الطائرة وسيؤثرون على دخل شركة الطيران، ولهذا تقوم بعض خطوط الطيران بتوظيف ضباط أمن ولكن ليس على كل رحلاتها. وذكر أنه ما من شك في أن قيام وكالة تصنيف النقل الجوي "أي تي آر أي" السويسرية بخفض تصنيف الخطوط الجوية الماليزية من المركز 23 إلى المركز 42 على قائمة شركات الطيران الدولية الأكثر أمانا ارتكز على عدة معايير لتحديد درجة أمان شركات الطيران ومن بينها ضعف الأداء المالي للشركة الذي تعتبره المؤسسة أنه يمكن أن يصبح عامل خطر كبيرا. -- التفاعل البشري ويقول تسوه تشون شنغ أن بعض البلدان تتبع في إجراءات التفتيش الأمني بالمطارات مبدأ توجيهي فريد يعطى أهمية أكبر لفحص الركاب وجها لوجه بالإضافة إلى تفتيش الأمتعة بالأشعة السينية، لافتا إلى أنها تطبق نظرية التفتيش الأمني الاختراقي الذي يجمع بين التفاعل البشري لضباط الأمن مع الركاب والتكنولوجيا الأمنية. وأضاف أن ضباط الأمن هؤلاء يتلقون تدريبات مهنية واسعة ويعرفون الأسئلة التي يستوجب طرحها وكيفية وضع علامة استفهام على الأشخاص المشتبه بهم. وشاطره وانغ يا نان الرأى في أن الغالبية العظمي من التفتيش الأمني في مطارات العالم ترتكز بصورة أكبر على التكنولوجيا وأنه من الضرورة بمكان أن يولي ضباط الأمن مزيدا من الاهتمام بتفاعلهم مع الركاب وجها لوجه، قائلا إنه رغم كون طريقة التفتيش الأمني هذه أكثر استهلاكا للوقت والموارد، إلا أن سجل السلامة في المطارات التي تطبقها أثبت نجاعته في السنوات الأخيرة. وذكر أن التركيز على التعاون وسيلة تسمح لنظام أمن المطارات بأن يكون أكثر فعالية، ضاربا مثالا على ذلك ببرنامج التفتيش الأمني للطيران الإسرائيلي الذي صممته وكالة الأمن القومي الإسرائيلية (الشين بيت) ويتضمن تعاونا مشتركا في التفتيش الأمني بين مطار تل أبيب وشركة الطيران الإسرائيلية (العال). -- التهديد الإلكتروني وكان اتحاد النقل الدولي (الأياتا) قد حدد في عام 2011 الإرهاب الإلكتروني باعتباره تهديدا بارزا لصناعة الطيران يفرض تحديات خطيرة وخاصة مع وجود جيل جديد من الطائرات يعتمد على تغيير البيانات الإلكترونية والترابط بين الشبكات، وبهذا يكمن التحدي في التأكد من أن البيانات المتبادلة بين الأرض والطائرة آمنة. فقد ذكرت صحيفة ((تليغراف)) في عددها الصادر في ديسمبر 2013 أن الهجمات الإلكترونية أصبحت تشكل تهديدا ملحوظا على أمن الطائرة، إذ تكون الطائرة عرضة للخطر في كل مرة تتبادل فيها المعلومات مع عدد من النظم الإلكترونية المختلفة بمجرد دخولها المطار. ودلل وانغ يا نان على ذلك بقوله إن شركة بوينج نفسها واجهت تهديد الأمن الإلكتروني قبل ست سنوات عندما كشف تقرير أن أحد شبكات الكمبيوتر الخاصة بها على متن الطائرة يمكن أن يُستخدم من قبل الركاب للدخول على نظم التحكم والملاحة الخاصة بها. ومع اكتمال شهر على اختفاء الطائرة 777 بوينج، التي كانت متجهة من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا من دول عدة، ونفاد الوقت في العثور على صندوقيها الأسودين اللذين من شأنهما كشف ملابسات أكثر لغز في تاريخ حوادث الطيران غموضا، لا بد أن يكون أمن وسلامة الطيران عمل دولي مشترك عاجل وملح.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |