تعليق: البحث عن الطائرة الماليزية يتطلب عملا جماعيا لم يسبق له مثيل

بكين 6 ابريل 2014 (شينخوا) أربعة أسابيع مرت وأكثر على فقدان الرحلة الماليزية أم أتش 370 بشكل غامض بينما كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا.

بدا البحث الطويل عن الطائرة المفقودة، والجاري الآن في منطقة واسعة وغير محددة بجنوب المحيط الهندي، متسقا مع وصف رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت بـ"الأصعب في تاريخ البشرية".

ومن ثم يبدو واضحا أن مثل هذه المهمة غير المسبوقة تستدعي فريق عمل جماعي عالمي فذ من حيث التواصل السلس والتنسيق السليم والتعاون الوثيق والتفاهم المتبادل.

ولوجود 145 مواطنا صينيا على متن الطائرة، ردت بكين بتعبئة غير مسبوقة للموارد من أجل مهمة البحث، بتخصيص 21 قمرا صناعيا وإرسال 10 سفن وعشرات الطائرات إلى منطقة البحث.

في الوقت نفسه، ظلت الصين تعمل بنشاط على تعزيز التعاون الدولي منذ البداية. وأيدت دور ماليزيا القيادي في التحقيق في الحادث، واحترمت دور أستراليا كمنسق لعملية البحث الجارية في المحيط.

وخلافا لتقارير إعلامية غير مسئولة حول وقوع " احتكاكات" بين الصين وماليزيا بسبب القضية، أكدت بكين تقديرها وامتنانها مجددا لجهود كوالالمبور في البحث والتحقيق والتنسيق ومعاملة أسر ركاب الطائرة المفقودة.

وفي أخر مكالمة له مع نظيره الأسترالي أبوت، أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ عن تقديره لجهود البحث الأسترالية وتعهد بمواصلة التعاون الوثيق مع أستراليا وماليزيا والأطراف الأخرى للعثور على الطائرة وإجراء تحقيق واف.

فما زالت أسر الركاب تتعذب منذ الاختفاء المتعذر التفسير للطائرة وتبدو مفهومة سيول الحزن وخيبة الأمل والغضب التي تحدث على نحو متقطع.

بيد أن توجيه أصابع الأتهام الى دولة بعينها أو شخص بعينه لن يساعد في حل اللغز أو حماية حقوق ومصلح الضحايا وأسرهم.

وأي محاولة للتلاعب بالمزاج العام لجذب الانتباه أو زيادة النفوذ ستأتي بنتائج عكسية ومحكوم عليها بالفشل.

وبينما يتواصل البحث عن الطائرة توجد أشياء كثيرة مهمة للقيام بها وينبغي تجنب أي تشتيت. المسألة الملحة هي إيجاد الصندوق الأسود للطائرة، والذي ستنفذ بطارياته قريبا.

بالإضافة الى ذلك، ما زال هناك طريق طويل لنقطعه قبل انتشال الحطام ألا وهو معرفة حقيقة ما حدث وتسوية مطالب التعويض وغيرها من المسائل القانونية الأخرى المترتبة على الحادث.

في مواجهة هذه المهمة غير المسبوق لحل لغز الرحلة أم أتش 370، لا يملك العالم أي خيار غير العمل الجماعي وبجدية أكثر من أي وقت مضى.

وقد أتخذت خطوة أخرى في هذا الإتجاه يوم السبت عندما أعلنت ماليزيا أنها فتحت تحقيقا رسميا في اختفاء الطائرة بمشاركة خبراء من أستراليا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا.