الصين تؤكد على طبيعة تذبذبات سعر اليوان مقابل الدولار وتنفي التدخل الرسمي

بكين 6 مارس 2014 ( شينخوا ) قال رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في تقرير عمل الحكومة الذي ألقاه يوم 5 مارس الجاري ، ان الصين ستحافظ على استقرار أسعار صرف الرنمينبي بناء على مستوى معقول ومتوازن وإفساح حيز لتعويم أسعار الصرف ثنائي الاتجاه والمضي قدما بإمكانية تحويل حسابات رأس المال بالرنمينبي.

وأصدر تصريح لي كه تشيانغ إشارة جديدة مفادها ان أسعار صرف اليوان (الرنمينبي) ستعوم في الاتجاهين على نطاق أوسع خلال فترة قليلة بدلا من الارتفاع المستمر فقط.

وشهد سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار الامريكي منذ فبراير الماضي تراجعا متواصلا ليبلغ 6.1249 حتى يوم 6 مارس الجاري علما بأن سعره كان 6.099 في الأول من يناير الماضي .

وبذلك سجلت قيمة اليوان أكبر خسارة لها منذ ان بدأت الصين في إصلاح سعر عملتها في 2010 ما أثار تساؤلات في الداخل والخارج.

وجددت السلطات الصينية تأكيدها بأن تراجع سعر اليوان مقابل الدولار الامريكي خلال الفترة الأخيرة كان طبيعيا، ما ينفي بعض التحليلات المحلية والخارجية التي عزت سبب الانخفاض المستمر في قيمة اليوان الى التدخل الرسمي.

وفي هذا السياق قال تشو شياو تشوان، محافظ البنك المركزي الصيني، ان تغير سعر اليوان الصيني في الفترة الأخيرة طبيعي، مؤكدا على ان البنك تخلى عن التدخل الدائم في سوق النقد الأجنبي بصفة عامة.

وفي هذا الشأن، أكد يي قانغ، نائب رئيس البنك المركزي الصيني، على طبيعة تذبذبات سعر اليوان في الاتجاهين خلال الفترة الأخيرة، مضيفا بأن هذا النوع من التذبذب لسعر صرف اليوان سيصبح حالة عادية في المستقبل.

وقال يي ان تذبذبات سعر اليوان ظلت محدودة جدا، منوها بأن تذبذبات أسعار عملات الدول المتقدمة بما فيها الجنيه الاسترليني والدولار الأمريكي والين الياباني أكبر بكثير منها في اليوان الصيني .

وأوضح ان الصين تنفذ نظام سعر الصرف المعوم القابل للإدارة في الوقت الحالي وان إصلاح اليوان سيواصل خطواته نحو السوق، داعيا الى عدم التحليل المفرط إزاء تراجع سعر اليوان.

وعلى صعيد متصل، قالت مصلحة الدولة للنقد الأجنبي ان تغير قيمة اليوان في الاتجاهين سيكون طبيعيا، داعية الى التكيف والتعامل الايجابيين من قبل أطراف السوق.

وفي الوقت ذاته، توجد هناك أصوات متفاوتة حول تراجع قيمة اليوان.

فقد أشارت تحليلات الى ان الانخفاض المستمر لسعر اليوان مقابل الدولار غير طبيعي نظرا للتراجع المطرد لمؤشر الدولار وارتفاع الفائض التجاري الصيني في يناير الماضي بنسبة 11بالمائة على أساس سنوي ليصل الى نحو 31.84 مليار دولار امريكي.

وفي هذا السياق، أشار يو يونغ دينغ، العالم بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، الى احتمال وجود سببين لانخفاض سعر اليوان، يتعلق الأول بتدخل البنك المركزي الصيني في سعر الصرف لمعاقبة المضاربين باليوان الذين يتسببون في تدفق الأموال الساخنة الى الصين، الأمر الذي يزعزع استقرار المالية الصينية.

أما السبب الآخر فيتمثل في أن كثيرا من الأجانب عبروا عن وجهات نظر متشائمة تجاه الاقتصاد الصيني ما أدى الى خروج رأس المال من الصين.

واستبعد يو احتمال استمرار تراجع اليوان لمدة طويلة قائلا ان البنك المركزي حقق هدفه.

من جانبه، قال الخبير المالي الصيني هوانغ جين لاو، ان تدخل البنك المركزي الصيني في سعر اليوان أمر طبيعي وصحيح، موضحا ان الخزانة الامريكية دائما ما تتدخل في سعر الدولار علنا.

وفي هذا السياق، قال دين تشاو يونغ، الخبير الاقتصادي بجامعة جيلين، ان إرجاع سبب تراجع سعر اليوان الى التدخل الرسمي أمر خاطئ نظرا لأن تغير سعر الصرف يتوقف على العرض والطلب.

وأشارت تحليلات أخرى الى ان استمرار تدفق رأس المال الى الصين هو السبب الرئيسي لهبوط قيمة اليوان حيث وصل فائض مبيعات التسوية الفورية بالنقد الأجنبي في البنوك الصينية الى 73.3 مليار دولار امريكي في يناير الفائت مقابل 25.4 مليار دولار امريكي لفائض مبيعات التسوية الآجلة بالنقد الأجنبي .

وقال ان أداء الاقتصاد الامريكي أدنى مما تم التوقع به فيما يعاني الاقتصاد الاوروبي من عناصر غير متأكدة. وعلى ضوء هذا، تدفق رأس المال الى داخل الصين نظرا لحسن أداء اقتصادها ما يتسبب في تراجع سعر اليوان مؤقتا.

وتسود سوق النقد الأجنبي الصيني توقعات بعدم وجود حد كبير لتراجع سعر اليوان بفضل استمرار النمو الاقتصادي بشكل جيد في الصين واحتياطي النقد الأجنبي الوافر للدولة الذي ارتفع الى 3.82 تريليون دولار امريكي حتى نهاية 2013.

وأشارت ليو يي شين، الخبيرة المالية في الصين، الى ان سعر صرف اليوان مقابل الدولار سيتذبذب في الاتجاهين بصورة طفيفة عند مستوى 6.0 في المستقبل نظرا لأن سعر اليوان قد اقترب من التوازن أساسيا، ما سيساهم في توازن ميزان المدفوعات الدولية.

وأظهر أحدث تقرير صدر عن جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك ان اليوان الصيني شكل 1.39 بالمائة من حجم سوق عملات الدفع الدولية في يناير الماضي ليصعد الى المركز السابع.