الخطة الحكومية الجديدة للصين تتيح للمزيد من الفلاحين والعمال المهاجرين الاستمتاع بحياة المدن

بكين 5 مارس 2014 (شينخوا) أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ عن خطة جريئة اليوم (الأربعاء) لتحويل المزيد من سكان الريف إلى سكان بالمدن وتحسين نمط حياتهم.

وقال لي في تقرير عمل حكومي خلال افتتاح الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني إن الحضرنة هي الطريق الأكيد للتحديث وأساس هام للتكامل بين البنية الريفية والحضرية.

وأشار لي إلى أن الصين ستوفر سكنا حضريا لنحو 100 مليون من سكان الريف الذين انتقلوا إلى المدن وتعيد بناء المناطق المتهدمة في المدن والقرى داخل المدن الكبرى التي يقطنها عدد يصل إلى 100 مليون شخص، وستقوم أيضا بالتوجيه لتسكين نحو 100 مليون شخص من سكان الريف في مدن بوسط وغرب البلاد.

ولم يحدد التقرير الإطار الزمني لتحقيق تلك الأهداف.

يعيش قرابة نصف تعداد سكان الصين البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة في الريف. وتأمل الصين في زيادة الحضرنة لتعزيز إنفاق المستهلك والحفاظ على النمو الاقتصادي المستدام.

لكن في الوقت نفسه يعرقل نظام تسجيل محل الإقامة في الصين عملية الحضرنة حيث يقيد الحصول على التأمين الصحي والتعليم وغيرها من المزايا لمئات الملايين من المهاجرين الذين انتقلوا للمدن خلال العقود الماضية في إطار البحث عن دخل أفضل.

وقال التقرير إن الحكومة ستقوم بإصلاح نظام تسجيل الأسر وستوفر سكنا في المدن بشكل تدريجي مستمر للعمال المهاجرين القادمين من الريف وأسرهم الراغبين في الإقامة في المدن حيث تكون لديهم وظائف أو أعمال لفترة طويلة.

وجاءت كلمة رئيس مجلس الدولة بمثابة نبأ مفرح لأشخاص مثل يانغ قوي لين عضو فريق التمريض في إحدى مستشفيات شانغهاي.

تبلغ يانغ من العمر 44 عاما وهي مهاجرة من مقاطعة خنان بوسط الصين وعملت في شانغهاي لمدة 17 عاما ولم تحصل حتى الآن على تصريح إقامة في الحضر، ولهذا السبب ليس لديها تأمين صحي في شانغهاي ولا يمكنها أيضا إحضار ابنها أو ابنتها للالتحاق بالمدرسة في المدينة.

وقالت "أملي الوحيد أن يصبح أطفالي فعلا من سكان المدن مستقبلا".

وأشار التقرير إلى أن الصين ستقوم أيضا بتطبيق نظام تصريح إقامة لسكان الريف في المناطق الحضرية الذين لم يحصلوا بعد على تصريح إقامة في الحضر.

ووفقا للاقتراحات المقدمة يمكن لمزيد من أطفال العمال المهاجرين الإقامة مع آبائهم في المدن بحيث تتاح لهم فرصة الالتحاق بالمدرسة هناك بما في ذلك المدارس الثانوية والكليات، وستقوم الحكومة بتوفير مهارات تدريب مهنى للعمال المهاجرين من الريف.

وقال لي إن الحكومة ستقوم بتمديد الخدمات العامة الأساسية بشكل ثابت ومستمر من أجل تغطية جميع السكان الدائمين في المدن بما في ذلك الريفيين المقيمين بها.

وذكر التقرير أن الحكومة ستقوم أيضا باستكشاف سبل مشاركة التكاليف المتصلة بالحصول على تصريح إقامة لسكان الريف الذين ينتقلون للمدن وتنويع الاستثمار والتمويل للتنمية الحضرية.

ومع تكدس المدن الكبرى بالفعل وفي ظل الضغوط الشديدة التي تتعرض لها تلك المدن لتوفير خدمات عامة إضافية للسكان الجدد، تخطط الحكومة لحث العمال المهاجرين من الريف في المناطق الوسطى والغربية على العثور على عمل في المدن والبلدات المحلية.

وقال التقرير إن أحد العناصر الهامة في تسريع تنمية البنية التحتية والصناعات في تلك المناطق هو جذب العمال المهاجرين من الريف للإقامة هناك.