标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

سفير الجزائر لدى الصين: الشراكة الإستراتيجية الشاملة ترتقي بآفاق التعاون الثنائي في شتي المجالات

arabic.china.org.cn / 12:06:14 2014-02-24

بكين 24 فبراير 2014 (شينخوا) أكد السفير الجزائري لدى الصين حسن رابحي بمناسبة إعلان الصين والجزائر الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة اليوم (الاثنين), أن إعلان إقامة شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين يكشف العزيمة الصلبة لدى البلدين في بذل كل الجهود لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات والارتقاء بالروابط الثنائية إلى مستوى نوعي يتلاءم والطاقات البشرية والمادية التي يذخر بها اقتصادا البلدين.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) مع السفير حسن رابحي حيث قال إن السنوات الأخيرة شهدت بفضل جهود الجانبين تنسيقا مكثفا ومشاورات معمقة حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة ترسيخ مكاسبها ودعم أسسها العتيدة.

وفيما يخص هذا الحدث الهام في تاريخ العلاقات الجزائرية الصينية الوثيقة، أشار السفير إلى أنه يبرز الإرادة السياسية التي تحدو قائدي البلدين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس شي جين بينغ في الارتقاء بالتعاون الثنائي وتعزيز جسور الصداقة بين البلدين لبناء علاقات قوية نموذجية تستجيب للروابط العميقة بين شعبي البلدين.

وأضاف أن علاقات التعاون اليوم تتطلب المزيد من تضافر الجهود من أجل تعزيز مسيرتها وتفعيل أدواتها انطلاقا من إيماننا بالمصير الواحد لشعوبنا التي تطمح دوما للعيش في كنف التآزر والتعاون والوئام.

وحول ما ستضيفه هذه الشراكة إلى العلاقات المتميزة بالفعل بين البلدين، أوضح السفير أن إعلان قيام شراكة إستراتيجية شاملة بين الجزائر والصين سيتبعه إقرار برنامج تعاون طويل المدى سيكون بمثابة ورقة عمل منظمة تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وتابع قائلا إن علاقات البلدين المبنية على أساس الاحترام المتبادل والتضامن والتعاون حققت تطورا إيجابيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في 20 ديسمبر 1958، لتزداد رقيا ومتانة بفضل الطابع الإستراتيجي الذي أضفي عليها في فبراير 2004.

وبمناسبة الذكري الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الصينية، ذكر السفير أن الجانبين أشادا بالاستحقاقات الجمة التي سجلت على صعيد التعاون الثنائي في مختلف الميادين، وأكدا على وجوب تحقيق نقلة نوعية في علاقاتهما بما يحرز مزيدا من التقدم والرفاه لكلا البلدين والشعبين الصديقين.

وأشار إلى أن علاقات الصين بالجزائر تعد بطابعها التاريخي والإستراتيجي الشامل نموذجا للتعاون جنوب- جنوب. إذ أن المعطيات تؤكد على أن الحوار السياسي سيزداد كثافة من خلال آليات التعاون الثنائي وأن التعاون سيرتقي إلى أعلى الدرجات في الميادين الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية كافة فضلا عن تعزيز التواصل الثقافي والإنساني والاجتماعي بين الشعبين.

وأوضح أن هذه الصفحة الجديدة التي فُتحت في سجل العلاقات الجزائرية الصينية ترمز لوحدة الصف والتضامن بين الشعبين ونضالهما المشترك، إذ ستسمح بإجراء تقييم دوري لحالة التعاون الثنائي ومدى تنفيذ المواثيق والقرارات المبرمة بين البلدين، وإعداد العدة للمراحل المقبلة في ظل مناخ تطبعه رغبة مشتركة في التأسيس الفعلي لعلاقات مثمرة تسير دائما نحو شراكة متجددة وصلبة.

وتحدث السفير عن منجزات العلاقات الثنائية منوها إلى سنة التشاور السياسي القائمة بين البلدين والمتميزة بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى إنشاء البلدين عام 1982 اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني التي من المقرر أن تعقد هذا العام دورتها السابعة في الجزائر.

وأضاف السفير أن حجم التبادلات التجارية بين الصين والجزائر قفز عام 2013 إلى قرابة 8 مليارات دولار، محققا بذلك للأولى مرتبة متميزة كأول مورد تجاري للجزائر بعدما كانت تحتل المرتبة السادسة في السنوات السابقة، مضيفا أن الشركات الصينية أصبحت متواجدة في شتي مجالات التنمية بالجزائر من خلال تنفيذها لمشاريع بنية تحتية تقدر قيمتها بالمليارات.

وشدد على رغبة الجانبين في تأطير التعاون بين مراكز ومؤسسات البحث العلمي في كلا البلدين، علاوة على التوجه نحو دعم العلاقات في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني ومحاربة التصحر والري وتعبئة الموارد المائية باعتبارها تحديات مشتركة والاستفادة من تجارب الأخر.

وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات الصينية في الجزائر، قال السفير إنه شهد تحسنا وزيادة طفيفة، مستبشرا خيرا بحركة رجال الأعمال والمستثمرين التي بدأت في الترسيخ والتواصل واستيعاب الإصلاحات الاقتصادية التي بادرت بها الجزائر.

وأضاف أن جزءا كبيرا من مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية يكمن في وفرة حجم الاستثمار وتغطيته لجميع المجالات ولاسيما وأن الجزائر لديها طاقات هائلة علاوة على موقعها الجغرافي المتميز بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وسعة مساحتها ورخاء مكنونها الطبيعي وجودة مواردها البشرية، لافتا إلى أن تعزيز التعاون الثنائي يأتي دعما لبناء شراكة شاملة متميزة تفتح آفاقا رحبة لتجسيد الأهداف والمشاريع الثنائية المشتركة.

وبشأن المنجزات التي حققتها العلاقات الثنائية منذ إقامة علاقات التعاون الإستراتيجية بين البلدين عام 2004، ذكر السفير أنه علاوة على تعزيز الترسانة القانونية المؤطرة لعلاقات التعاون الثنائية، تكثفت الاتصالات والزيارات الرفيعة المستوى وشهد الحوار والتنسيق السياسي بين الهيئات الحكومية والبرلمانية والحزبية زخما كبيرا، مضيفا أن خطا جويا مباشرا قد فُتح بين بكين والجزائر في إطار تعمق علاقات التواصل بين الشعبين.

وفيما يتعلق بدور الصين للمساعدة في الحفاظ على استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أشار السفير إلى أن الصين تدعو إلى حل القضايا الساخنة في المنطقة سلميا عبر الوسائل السياسية وتعارض التدخل الأجنبي وخاصة التدخل العسكري وغيرها من المواقف السياسية استجابة للتغيرات التي يشهدها الوضع في المنطقة.

وقال إن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى المنطقة العربية مؤخرا كان هدفها شرح الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الصين تدعم التنمية الصينية العربية المشتركة القائمة على المنفعة المتبادلة وتساند الدور الأكبر للدول العربية في الشؤون الدولية والإقليمية بما يصون حقوقها ومصالحها المشروعة.

وألمح السفير إلى أن الجزائر تتابع باهتمام كبير النجاحات التي حققتها الصين في شتي مجالات التنمية والدور المتميز والريادي الذي تضطلع به على الساحة الدولية متمسكة في ذلك بمبادئ الأمم المتحدة الداعية إلى إحلال الأمن والسلم وتحقيق التنمية الاقتصادية في جميع ربوع العالم.

وذكر السفير أن الجزائر التي تلتزم بمبدأ الصين الواحدة هي على توافق تام مع الصين تجاه قضايا الساعة وخاصة فيما يتعلق منها بما يجري من أحداث على مستوى بعض مناطق العالم وما يتطلبه ذلك من مواصلة العمل والتنسيق تحقيقا لرغبة الشعوب في الرقى والازدهار والاستقرار وتعزيزا لمسعى البلدين المشترك الهادف إلى حل النزاعات بالطرق السلمية وإلى تثبيت ركائز التنمية الدائمة.

وشدد السفير على أن الجزائر، التي هزمت بقوة ظاهرة الإرهاب ووفقت في إصلاحاتها السياسية والاقتصادية، عازمة كعادتها دائما على المساهمة في تفعيل التعاون مع شركائها الدوليين إيمانا منها بمثل ومبادئ الأمم المتحدة.

ومستحضرا مشاعر التضامن والمساندة التي عبر عنها الشعب الصيني لصديقه الجزائري أثناء حرب التحرير الخالدة، قال السفير إن الشعب الجزائري الذي احتفل عام 2012 بالذكرى الخمسين لاستقلال بلاده لن ينسي أبدا الدعم الصادق الذي قدمته الصين التي كانت من أولى البلدان التي اعترفت بالجمهورية الجزائرية المؤقتة عام 1958 وأقامت معها علاقات دبلوماسية كاملة.

وأكد أن إقرار القيادتين الارتقاء بعلاقات البلدين هذا العام إلى شراكة إستراتيجية شاملة خير احتفاء بالذكرى العاشرة لتأسيس علاقات التعاون الإستراتيجية بين الصين والجزائر في الرابع من فبراير 2004، معربا عن تفاؤله إزاء غد أفضل كفيل بتحقيق الآمال الصادقة لشعبي البلدين وهما اليوم بفضل العزيمة الأكيدة لقيادتهما في مسار الارتقاء بعلاقاتهما إلى أعلى المراتب.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号