الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق: الأطفال كثيرا ما يدفعون ثمن الصراع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة

arabic.china.org.cn / 23:10:12 2013-12-25

غزة 25 ديسمبر 2013 (شينخوا) تلوح السيدة بثينة أبو سبيخة (28 عاما) بكسرة خبز ملطخة بالدماء أمام زائريها وهي تنوح تعبيرا عن فاجعتها بفقدان طفلتها حلا أبنة الثلاث أعوام في قصف مدفعي إسرائيلي يوم أمس (الثلاثاء).

وكانت أبو سبيخة قد أعطت طفلتها تلك الكسرة وطالبتها باللهو أمام المنزل المظلم مع حلول مساء أمس جراء أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة.

وكانت الأم المكلومة انتهت من تجهيز طعام الغذاء عندما قنص مسلحون من غزة عامل إسرائيلي متعاقد مع الجيش الإسرائيلي لترميم السياج الفاصل شرق مدينة غزة.

ولم تتناول حلا الطعام مع أفراد الأسرة إذ لقيت مصرعها في قصف مدفعي إسرائيلي طال محيط منزل عائلتها على أطراف مخيم (المغازي) وسط قطاع غزة. وأسفر القصف كذلك عن إصابة والدتها واثنين من أشقائها بجروح. وجاء القصف بقرار من الحكومة الإسرائيلية كرسالة ردع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة منذ منتصف العام 2007.

وشنت إسرائيل سلسلة غارات جوية ومدفعية على أنحاء متفرقة في قطاع غزة طالت مواقع عسكرية للتدريب وأراض زراعية خالية. وظلت الأم المكلومة تردد قبل تشيع جثمان طفلتها "الله ينتقم من اليهود وكل من تسبب في قتلك (..) لا يوجد هنا مقاومة ولا يوجد سلاح".

وكانت عشرات النسوة يجلسن حول الأم المكلومة لمؤازرتها والتخفيف من فاجعتها. وتجمهر المئات من سكان مخيم المغازي أمام منزل أبو سبيخة الذي تعرض للتدمير الجزئي، وحملوا الطفلة على نعش خشبي وتوجهوا إلى مقبرة المخيم لدفن جثمانها.

وقالت بثينة لوكالة أنباء (شينخوا)، "طفلتي الصغيرة لم تكن تقاتل أو تحمل سلاحا، كان بيدها كسرة خبز، وبيدها الأخرى دمية تلعب بها (..) لم يتصل بنا أحد لإخلاء المنزل كما لم يطلق أحد من هنا صاروخا على إسرائيل". وأضافت والدموع تنهمر على وجنتيها "لا يمكن نسيان حلا، فهي منذ ثلاثة أيام كانت تقول لي: ماما اعملي لي عرسا". وتعرضت حجرة حلا وشقيقاتها للتدمير بشكل مباشر وكثير م ألعاب القتيلة تعرضت للحرق أيضا. وحمل عم الطفلة بقايا دمية قدمها لها قبل أسابيع بمناسبة عيد ميلادها وردد قائلا: "أطفال وألعابهم وبيوتهم تقتل وتحرق وتدمر بلا ذنب". وصاح أخر من أقربائها يقول: "هؤلاء أطفال ما ذنبهم أن يقتلوا، لم يحملوا صاروخا ولا سلاحا، ونحن نسكن في هذا المنزل منذ عشرات السنين لا يوم ولا يومين واليهود يعرفون جيدا أن هذا المنزل يقطنه أطفال ونساء". وأقر المتجمعون أمام منزل سبيخة، أن القصف كان مفاجئا وجاء بعد أشهر من حالة الهدوء التام الذي يسود أطراف المخيم. وفي الصراع المتواصل بين حماس وإسرائيل قتل مئات الأطفال الفلسطينيين خصوصا خلال الحربين الأكثر ضراوة بين الطرفين في شتاء 2008-2009 وخريف العام 2012. وسبق أن أظهرت نتائج مسح أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وجود ارتفاع حاد في معدلات الاضطرابات النفسية المتعلقة بالنزاعات لدى الأطفال في غزة. وحسب نتائج مسح اليونيسف، فإن هنالك زيادة في معدلات اضطرابات النوم لدى الأطفال بمعدل 91 في المائة، فيما تبين أن 84 في المائة من المستجيبين للمسح بدوا "مصدومون أو في حالة ذهول"، كما وجد أن 85 في المائة منهم يعانون من تغيرات في الشهية. وبالنسبة لسكان المناطق الحدودية فهم يتلقون الضربات لكنهم لا يهجرون منازلهم لعدم وجود بديل في ظل اكتظاظ القطاع الساحلي بالسكان. وتظهر إحصاءات وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التابع لحركة حماس، أن عدد السكان في قطاع غزة بلغ مليون وسبعمائة وتسعين ألف نسمة. وقالت حركة حماس إن الاستهداف الإسرائيلي لمنزل عائلة أبو سبيخة وقتله الطفلة حلا "عمل إجرامي جبان". وبعد مغادرة موكب التشيع من أمام المنزل دخلت الأم المكلومة إلى غرفة طفلتها وظلت تلتقط كل ما يمكن أن يذكرها بطفلتها التي كانت تحلم بأن تزفها ذات يوم .




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :