الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخباري: العمليات الارهابية فى مصر لن تؤثر على مسار الاستفتاء وتباين حول مصير الارهاب
القاهرة 24 ديسمبر 2013(شينخوا) رأى محللون مصريون ان العمليات الارهابية التى تستهدف قوات الامن لن تؤثر سلبا على مسار الاستفتاء على مسودة الدستور المقرر يومي 14 و15 يناير المقبل.
لكنهم تباينوا حول مصير الارهاب, حيث اكد بعضهم ان لا مستقبل له فى مصر وانه الى زوال, فى حين رأى اخرون انه فى حال اقرار الدستور فان الوضع فى البلاد سوف يتجه للاستقرار ويضعف الإرهاب, اما اذا رفض الشعب مسودة الدستور فان الارهاب مرشح للتزايد.
وشهدت مصر يوم الثلاثاء عملية تفجير مديرية امن الدقهلية بمدينة المنصورة شمال القاهرة, بسيارة مفخخة, تبنتها جماعة (انصار بيت المقدس) الجهادية المتمركزة فى سيناء, ما اوقع 15 قتيلا واكثر من مئة جريح.
وسبق ان تبنت هذه الجماعات عدة عمليات مؤخرا منها محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم, وتفجير مديرية امن جنوب سيناء.
وتتزامن هذه العمليات مع اعمال عنف تترافق مع مظاهرات يدعو لها التحالف الوطني لدعم الشرعية, المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي, الذى اعلن مقاطعته للاستفتاء.
وقال اللواء نبيل فؤاد استاذ العلوم الاستراتيجية ان حادث تفجير مديرية امن الدقهلية ليس الاول ولن يكون الاخير, مشيرا الى ان مصر تمر بحالة من عدم الاستقرار, وان هناك قوى كثيرة داخلية وخارجية تريد اضعافها.
واضاف فؤاد, لوكالة انباء ((شينخوا)), ان استخدام الحل الامني فى التعامل مع الارهاب هام وضروري لكنه غير كاف اذ لابد من وجود محاور اخرى لتحقيق الاستقرار مثل الحل السياسي واجراء مراجعات فكرية مع الذين يتبنون افكار متطرفة كالتى اجريت فى الثمانينيات من القرن الماضى مع اعضاء الجماعة الاسلامية.
وتابع ان الفكر لن يجابه الا بفكر مثله او اقوى منه, اما قصر التعامل مع الجماعات المتطرفة على الجانب الامني فقط قد يجعل حالة عدم الاستقرار تطول.
وعن تأثير مثل هذه العمليات الارهابية على اقبال المواطنين على الاستفتاء على مسودة الدستور, قال فؤاد ان هذه العمليات بوتيرتها الحالية لن تؤثر على الاستفتاء فى جميع الاحوال, ولن تؤثر على حجم التصويت.
واستدرك: لكن ليس معنى اجراء الاستفتاء ان مثل هذه العمليات ستنتهى, فجماعة الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية تمثل قطاع من الشعب المصري لا يمكن انكاره او ابادته ولابد من الجلوس معها للوصول الى اتفاق.
إلا ان الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد رأى ان هذا التفجير سوف يزيد الشعب اصرارا على الذهاب بكثافة الى صناديق الانتخاب والتصويت بنعم على مسودة الدستور لاستكمال خريطة الطريق.
وتابع ان التهديدات بعمليات ارهابية اطلقت كثيرا قبل 30 يونيو لتخويف المواطنين من النزول الى الميادين ومن التظاهر ضد الرئيس محمد مرسي انذاك, لكن ذلك لم يثن الناس عن المشاركة فى الثورة وعزل مرسي.
وواصل "لا خيار امام الشعب" سوى تأييد مسودة الدستور لان البديل هو الارهاب الاسود, مشيرا الى ان التصويت بنعم على الدستور من شأنه احداث نقلة نوعية تحقق الاستقرار السياسي فى البلاد.
غير ان اللواء محمد عبد الحليم عمر وكيل لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس الشعب سابقا توقع حدوث عمليات ارهابية خلال الاستفتاء على الدستور.
ورأى ان الارهاب فى مصر يرتبط بجماعة الاخوان المسلمين التى تنفذ مخططات امريكا فى المنطقة, وتتخذ من الاسلام سلما للوصول الى الحكم.
وقال ان جماعة الاخوان عادت منذ نشأتها فى عام 1928 كافة انظمة الحكم, بل وقامت بسلسلة اغتيالات مثل اغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا فى عام 1945, ورئيس الحكومة محمود فهمي النقراشي باشا والقاضى أحمد الخازندار فى 1948, كما أنها حاولت اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى عام 1954 اثناء القائه خطابا بميدان المنشية فى محافظة الاسكندرية لكن المحاولة فشلت.
واشار الى ان كل الجماعات الارهابية الموجودة حاليا على الساحة سواء جماعة انصار بيت المقدس المتمركزة فى سيناء او تنظيم القاعدة او غيرهما خرجت من عباءة جماعة الاخوان التى تشعبت واصبح هناك دول تساندها.
واوضح انه منذ عزل مرسي تزايدت العمليات الارهابية حيث نفذت الجماعات المتطرفة عدة عمليات ارهابية فى سيناء والقاهرة ومحافظات أخرى, لكنه اكد ان لا مستقبل للارهاب فى مصر وانه الى زوال.
وشاطره الرأى الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم الذى قال ان الإرهاب كشف عن نفسه بوضوح مع اقصاء مرسي فى الثالث من يوليو الماضى, حيث تزايد وتفنن فى التعبير عن نفسه باساليب مختلفة مثل الضلوع فى عمليات اغتيال وتخريب ومهاجمة قوات الجيش والشرطة باعتبارهما رموز السلطة.
واضاف مسلم, وهو لواء جيش متقاعد, ان الارهاب بعد ثورة 30 يونيو تزايد حتى وصل حاليا الى اقصى مراحله, وبات يستخدم وسائل واسلحة جديدة لم يكن يستخدمها فى السابق مثل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة فضلا على تركيزه على استهداف الشرطة.
وعن اسباب تزايد الارهاب, قال ان هناك اسباب عقائدية حيث يمارس الارهاب عناصر دينية لاسيما ان الشعب المصري بطبيعته يميل للتدين, كما ان بعض هذه العناصر تريد الوصول للحكم باستخدام الدين.
واردف ان من ضمن الاسباب ايضا توفر التمويل الخارجي للعناصر الارهابية بكثافة, وتدفق السلاح على مصر منذ 2011 بعد ثورة 25 يناير ضد نظام الرئيس الاسبق حسني مبارك, وقيام وسائل اعلام خارجية بتشجيع الارهاب وبث موضوعات من شأنها حث العناصر الارهابية على ارتكاب عمليات.
وعن تقييمه للخطوات التى اتخذتها الحكومة لمواجهة الارهاب, قال ان الجيش والشرطة يشنان حملة امنية فى سيناء حققت الكثير من النتائج الايجابية حيث قضت على بعض العناصر الارهابية واعتقلت البعض الآخر.
وواصل إن مصر فى حالة حرب مع الإرهاب لكن الشرطة أحيانا تحجم عن استخدام القوة حتى لا ُتتهم باستخدام القوة المفرطة.
واستطرد "بشكل عام أتوقع ان يضعف الارهاب كثيرا لكن يستحيل منعه تماما", كما أن وضع الارهاب سوف يعتمد على الوضع السياسي لاسيما الاستفتاء على الدستور.
وزاد " اذا خرج الشعب بكثافة وايد الدستور فأتوقع ان تستقر مصر ويضعف الإرهاب لكن اذا رفض الشعب الدستور فان الارهاب مرشح للتزايد".
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |