الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تقرير سنوي: الفلسطينيون في 2013 .. مفاوضات بلا تقدم وغرق بالمشاكل الداخلي

arabic.china.org.cn / 01:48:30 2013-12-23

رام الله 22 ديسمبر 2013 (شينخوا) رغم أن العام 2013 شهد استئنافا لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بجهود أمريكية بعد توقف دام لثلاث سنوات بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني، إلا أن الخلافات مازالت تقف أمام السير قدما فيها.وتأتي أزمة المفاوضات التي استؤنفت مع إسرائيل في نهاية يوليو الماضي وحددت بسقف زمني مدته 9 أشهر مضت منها 4 أشهر حتى الآن دون تحقيق أي تقدم يذكر، مترافقة مع استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة للعام السادس على التوالي.

طريق مسدود:

رغم نجاح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في نهاية يوليو الماضي في جولة جديدة من المفاوضات بعد زيارة قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة في مارس الماضي، إلا أن هذا النجاح سرعان ما تبدد بإعلان وزارة الإسكان الإسرائيلية في 12 نوفمبر الماضي عن خطط لبناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.

وعلى الرغم من تراجع إسرائيل عن قرارها في أعقاب انتقادات دولية، قدم المفاوضان الفلسطينيان صائب عريقات ومحمد اشتية استقالتيهما للرئيس الفلسطيني محمود عباس احتجاجا على استمرار هذه الممارسات على الأرض، لكن عباس رفض الاستقالة وكلفهما بتسيير عمل المفاوضات لحين الانتهاء من الوقت المحدد لها.

وبعد عقد أكثر من 20 جلسة تفاوضية مع الوفد الإسرائيلي المفاوض برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني، طرح كيري خلال آخر جولتين بداية ديسمبر الجاري أفكارا لترتيبات أمنية تتضمن إقامة معابر حدودية إسرائيلية - فلسطينية مشتركة في منطقة الأغوار بالضفة الغربية، فيما ينفرد الجيش الإسرائيلي بالتواجد على بقية الحدود مع الأردن التي لا يشملها نظام المعابر المشتركة.

ورفض المسئولون الفلسطينيون هذه الأفكار، واعتبروها محاولة لفرض إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة من دون حسم كل ملفات الصراع الرئيسة، مما دفع الرئيس عباس إلى إرسال رسالة لنظيره الأمريكي باراك أوباما يبلغه فيها تحفظاته إزاء تلك الأفكار.وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة لوكالة أنباء (شينخوا) إن الأفكار الأمريكية تمس بجوهر السيادة للدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل، وتتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بالكامل.

إنجازات حققتها المفاوضات للسلطة الفلسطينية :

وعلى الرغم من أزمة المفاوضات إلا أن الفلسطينيين حققوا من خلالها إنجازين الأول على المستوى المعنوي، والثاني على المستوى الاقتصادي.

فقد أنجز الرئيس عباس اتفاقا مع إسرائيل بالإفراج عن 104 فلسطينيين اعتقلوا قبل تطبيق اتفاق أوسلو للسلام المرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1994 مقابل عدم التوجه إلى الأمم المتحدة لمدة تسعة أشهر، وذلك على أربع دفعات تم الانتهاء من دفعتين منها حتى الآن.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تمكنت السلطة الفلسطينية بفضل عودتها إلى المفاوضات من تجاوز محنتها المالية، وصرف رواتب موظفيها بانتظام بعد أن واجهت مصاعب حادة في ذلك على مدار العامين الماضيين.

وفي هذا الصدد، قال محمد مصطفى نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله ل(شينخوا) إنه منذ استئناف المفاوضات عقدت اجتماعات مهمة لممثلي الدول المانحة لدعم الاقتصاد كان آخرها اجتماعا عقد في واشنطن في أكتوبر الماضي لبحث سبل إنعاش الاقتصاد الفلسطيني والحد من مستويات تدهوره من خلال سلسلة مشاريع استثمارية.

خيارات مفتوحة :

وفي الوقت الذي حققت فيه السلطة الفلسطينية انجازات من خلال استئناف المفاوضات، يرى مراقبون أنها حققت في المقابل مكاسب أكثر لإسرائيل.

ويقول المحلل السياسي، أحمد عوض من رام الله ل(شينخوا) إن إسرائيل عبر المفاوضات استغلت الوقت في إدارة الصراع وتربح عدم وجود ضغط عليها من قبل الأسرة الدولية، وبالتالي الواضح أنها تستفيد من المفاوضات إعلاميا وعلى أرض الواقع تسارع الخطى لتثبت واقعا جديدا عبر الاستيطان.

ويعتبر عوض أن الفلسطينيين محرجون تماما من استمرار المفاوضات دون نتائج، ومن الأفعال والممارسات الاسرائيلية، وبالتالي "بالتأكيد سنصل إلى لحظة الحقيقة المتمثلة بانفجار المفاوضات أو إيجاد بديل آخر بتدويل القضية الفلسطينية لأن المفاوضات لم تعد الحل لإنهاء الاحتلال".ويرى أنه في حال فشلت المفاوضات فهناك خيارين أمام الفلسطينيين الأول يتمثل بالذهاب لانتفاضة جديدة لإجبار إسرائيل على تصحيح مواقفها، والثاني الذهاب إلى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة على أساس قرار المنظمة الدولية رفع مكانتهم في نوفمبر من العام الماضي إلى صفة دولة مراقب غير عضو فيها.

أزمة حكومة فياض وتأثير استبدالها بحكومة الحمد الله :

وفي الوقت الذي شهد فيه الفلسطينيون اشتباكا سياسيا مع الجانب الإسرائيلي إلا أنهم واجهوا أزمة داخلية تمثلت بخلافات بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض أفضت إلى استقالة الأخير في أبريل الماضي.

وقبل عباس استقالة فياض، وكلف الأكاديمي المستقل رامي الحمدالله بتشكيل حكومة جديدة، وأدت الحكومة الجديدة برئاسة الحمدالله، وهي السادسة عشرة منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، اليمين القانونية أمام عباس في 19 سبتمبر الماضي دون تغيير في تشكيلة الحكومة التي سبقتها برئاسته.وفي هذا الصدد، يقول عوض إن الحمدلله لا يريد أن ينازع أحدا في السياسية، ولا يريد أن يكون قطبا سياسيا، وإنما رجل إداري يقوم بعمله فقط، لافتا إلى أن حكومته أقل جدلا خاصة وأن حركة حماس لا تثير حوله الشكوك حتى لا يتم التعرض له.

الانقسام الفلسطيني يراوح مكانه :

ما زاد من بقاء الانقسام مراوحا لمكانه، بحسب مراقبين فلسطينيين، المتغيرات التي حدثت في المنطقة خلال العام الجاري وأهمها انشغال مصر وهي الراعي الرئيس للمصالحة الفلسطينية بأوضاعها الداخلية في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في الثالث من يوليو الماضي.ويقول أبو سعدة إن الرئيس عباس لا يستطيع كذلك إنجاز المصالحة بخصوص الحكومة والانتخابات قبل انتهاء مهلة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي التي تنتهي في أبريل من العام 2014.

أزمة حماس وخياراتها :

التغيير السياسي الكبير الذي حصل في مصر وعزل الرئيس المصري محمد مرسي، وضع حركة حماس في أزمة كبيرة في ادارة قطاع غزة، خاصة بعد اجراءات اتخذتها السلطات المصرية على الحدود، اعتبرت تضييق على الحركة، ومنها استهداف أنفاق التهريب، ما تسبب بأزمة اقتصادية في القطاع تبعتها أزمات إنسانية، فضلا عن التضييق في عمل معبر رفح الحدودي بين الجانبين والذي يعتبر المنفذ الوحيد لسكان غزة.

وفي هذا الصدد، يقول أبو سعدة انه ليس سرا أن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها حماس الآن هي الأسوأ منذ نجاحها في الانتخابات التشريعية عام 2006.

ويضيف إن ما فاقم الأوضاع بالنسبة لحماس هو تخليها عن محورها المتمثل بسوريا وإيران وحزب الله الذي كانت تقيم معه علاقات وثيقة منذ فرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة في أعقاب سيطرتها عليه وتوثيق علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين وقطر وتركيا.

ويتابع أن التغير السياسي الكبير الذي حصل في مصر أحدث مشكلة كبيرة لحماس "فهي تعيش الآن في عزلة سياسية مطبقة تماما بسبب اغلاق المعبر والأنفاق وعدم قدرتها على تجميع الأموال اللازمة لادارة قطاع غزة".

وحول خيارات حماس للخروج من أزمتها، يرى أبو سعدة وغيره من المراقبين الفلسطينيين، أن المواجهة مع إسرائيل أحد السيناريوهات.

ويعتبر أبو سعدة أن حماس أمام خيارين يتمثل الأول بأن تقبل بصيغة الأمر الواقع من عزلة سياسية وحصار من كل الجوانب وبالتالي موت بطيء لها، وإما أن تفتعل أزمة مع إسرائيل للذهاب إلى مواجهة جديدة لمحاولة استعادة الدعم العربي والإسلامي إضافة إلى سكان قطاع غزة لها، وبالتالي المواجهة مع إسرائيل أحد الاحتمالات القادمة ما لم يحدث شيء في ملف كسر الحصار وفتح المعابر.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :