الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير اخباري:التوتر يسود محافظات جنوبية باليمن مع دخول "الهبة الشعبية" يومها الثالث
صنعاء 22 ديسمبر 2013 (شينخوا) يسود التوتر عدة محافظات في جنوب اليمن في اليوم الثالث لـ "هبة شعبية" دعت لها قبائل حضرموت وقيادات في الحراك الجنوبي للمطالبة بطرد القوات الحكومية من الجنوب واسفرت حتى الان عن سقوط ثمانية قتلى بينهم جندي.
ومنذ يوم الجمعة ، شهدت ولا تزال محافظات حضرموت وشبوة والضالع ولحج وعدن بجنوب وشرق اليمن حالة من التوتر الشديد وأعمال عنف خلفت قتلى وجرحى وخسائر في الممتلكات.
وجاءت الدعوة لـ"الهبة الشعبية" على خلفية مقتل الزعيم القبلي بن حبريش قبل اسابيع برصاص نقطة امنية بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت.
ويتضمن برنامج "الهبة الشعبية" الخروج بمسيرات غاضبة والاستيلاء على المؤسسات الحكومية خاصة الامنية في المحافظات وإحلال قيادات وعناصر محلية لحفظ الامن.
كما يطالب البرنامج ابناء المحافظات الشمالية من تجار ومواطنين بسرعة مغادرة المحافظات الجنوبية.
وأفادت مصادر محلية متطابقة وكالة انباء ((شينخوا)) اليوم ان محافظة حضرموت تشهد عملية اضراب واسعة في اطار برنامج "الهبة الشعبية" فضلا عن أعمال عنف متقطعة.
وفي عدن ، سمع اليوم اطلاق نار كثيف في مديريات المعلا وخور مكسر والمنصورة ، عقب خروج مظاهرات احتجاجية حاشدة رفع المشاركون فيها الاعلام الجنوبية مطالبين بتحرير الجنوب مما اسموه "الاحتلال" .
وحسب المصادر ، فان مظاهرات مسلحة شهدتها كذلك مناطق عدة في كل من شبوة والضالع ولحج.
وخلفت الهبة منذ انطلاقها وحتى اليوم ثمانية قتلى بينهم جندي واكثر من 30 مصابا اخرين ، بحسب مصادر أمنية وجنوبية.
وذكرت المصادر أنه تم احراق اكثر من 20 محلا تجاريا تعود ملكيتها لأبناء المحافظات الشمالية في كل من شبوة وحضرموت.
وكان مصدر في الشرطة المحلية اكد في وقت سابق لـ ((شينخوا)) مقتل جندي واصابة اخرين اثر هجوم مسلح لعناصر من الحراك الجنوبي على منطقة امنية في "الحوطة" بمحافظة لحج.
فيما أكد الناطق الرسمي باسم الحراك الجنوبي الدكتور عبده المعطري اليوم ان سبعة مدنيين قتلوا منذ بدء "الهبة الشعبية" يوم الجمعة الماضي وجرح اكثر من 30 اخرين حتى اللحظة منهم جرحى سقطوا اليوم في عدن.
وأوضح المعطري في تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) ان "الهبة الشعبية في الجنوب مستمرة ومتصاعدة وفي توسع مستمر حتى تحقيق كامل اهدافها".
وأضاف المتحدث ان "ثوار الجنوب تمكنوا من رفع اعلام دولتهم في جميع المباني الحكومية في كل من الضالع ، وحضرموت ومدن اخرى في الجنوب" .
واشار المعطري الى ان " الهبة لا تستهدف ابناء المحافظات الشمالية ، وان لها اهدافا واضحة يعملون من اجل تحقيقها".
من جهتها ، قالت السلطات اليمنية، ان الوضع في حضرموت وغيرها لا يزال غير طبيعي ، متهمة اطرافا سياسية لم تسمها بالوقوف خلف "الهبة الشعبية".
وقال نائب وزير الداخلية اليمني اللواء علي ناصر لخشع لوكالة انباء ((شينخوا)) ، ان "الاوضاع في حضرموت ليست طبيعية حتى اللحظة وان جهودا كبيرة تبذل لفرض الاستقرار والسكينة العامة".
ويترأس لخشع اللجنة الرئاسية المكلفة بحل قضية مقتل الزعيم القبلي بن حبريش.
واكد المسؤول الامني ان "الحوار لا يزال متواصلا مع قبائل حضرموت ، ويتوقع ان ينتهى خلال يوم غد".
واضاف " هناك مطالب قدمت من القبائل تتمثل في البحث عن قاتل الزعيم القبلي وتقديمه للمحاكمة ومشاركة رجال القبائل في بعض النقاط الامنية على مداخل مناطقهم".
وأوضح ان " هذه المطالب تبحث حاليا ، وأنهم لايجدون حرجا في تسليم بعض النقاط الامنية غير المهمة من خلال احلال رجال من الشرطة المحلية لادارتها كواحد من المخارج وتنفيذ المطالب لتهدئة الاوضاع في المحافظة".
وأكد لخشع ان "الهبة الشعبية لا تقف وراءها قضية مقتل الشيخ بن حبريش ، وإنما هناك اطراف سياسية تغذي هذه الهبة وتعمل على التحريض".
واشار الى ان الهبة التي بدأت الجمعة لم تنتهي بعد على ارض الواقع ، وان هناك حالات اضراب في المدن وان الوضع لا يزال غير طبيعي.
الا أن المسؤول اليمني شدد على ان الاجهزة الامنية في حضرموت وغيرها لا يمكن ان تسمح بأي اعمال تخريب تطال المصالح الحكومية والعامة وتعبث بالسكينة العامة للمواطنين.
ويرى مراقبون بان الهبة الشعبية كانت سلمية إلا ان اطرافا داخلية وخارجية ركبت الموجة لتحقيق اهداف خاصة وحرفت الامر عن مساره.
وقال الصحفي اليمني مأرب الورد ، ان الهبة الشعبية في المحافظات الجنوبية هي الموجة الثانية للحراك الشعبي في الجنوب الذي بدأ عام 2007 بقوى الحراك قبل أن يتغير خط مسارها وأهدافها من مطالب حقوقية مشروعة وعادلة إلى مطالب سياسية تعجيزية.
وأوضح لوكالة ((شينخوا)) أن عددا من القوى السياسية في الساحة اليمنية رأت في الهبة فرصتها لتحقيق مآربها ، من ذلك الحراك المؤيد للانفصال الذي حرف مسار المسيرات السلمية برفع أعلام الانفصال ومهاجمة المنشآت الحكومية وهذا ما لم تقره القبائل وترفضه.
واضاف " هناك تنسيق داخلي ودعم خارجي من قبل اطراف معينة تحاول استثمار الهبة الشعبية والسير بها كخطوة اولى نحو الفوضى والعنف والانفصال".
واشار الى ان الهبة لها الكثير من المطالب الحقوقية ، وإن لم يستجب الرئيس عبدربه منصور هادي لهذه المطالب خاصة فيما يتعلق بإحداث تغيير واسع في الجهاز الإداري ستتطور الهبة إلى أبعد مما يحدث حاليا من نهب للممتلكات العامة والخاصة ومهاجمة مقرات الدولة.
وكان الشمال والجنوب اليمني دخلا في وحدة اندماجية في عام 1990، وخاض الجانبان حربا في 1994 عندما حاولت قيادات في الجنوب الانفصال عن الشمال.
ومنذ تلك الفترة لا يزال الوضع محتقنا ، وارتفعت الاصوات المنادية بالانفصال وزادت حدتها مؤخرا على خلفية مطالب حقوقية وسياسية.
ولم ينجح الحوار الوطني القائم في اليمن منذ مارس الماضي، والذي تشارك فيه معظم الاطراف اليمنية ،في ايجاد مخرج للقضية الجنوبية.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |