الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: مبعوث الصين الخاص: زيارتي للقاهرة رسالة واضحة تؤكد دعم الصين للانتقال السياسي بمصر
بكين 13 ديسمبر 2013 )شينخوا( أكد مبعوث الصين الخاص للشرق الأوسط وو سي كه مجددا أن الصين تقف مع خيارات الشعب المصري وتحترم إرادته وجهوده في تحقيق انتقال سياسي سلس، قائلا "مهما تغير الوضع السياسي في مصر، لن تغير الصين موقفها المتمثل في حرصها على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين."
وصرح وو سي كه خلال لقاء حصري أجرته مع وكالة أنباء ()شينخوا() اليوم )الجمعة( عقب اختتام زيارته للقاهرة ومشاركته في منتدى حوار المنامة، صرح بأن مصر، كونها أول دولة عربية أقامت شراكة تعاون استراتيجية مع الصين، تتمتع بـ"علاقة طيبة للغاية" مع بكين، حيث يحافظ الجانبان على تواصل وتنسيق مستمرين إزاء القضايا الإقليمية الساخنة.
وقال إن زيارتي أتت بعيد الانتهاء من صياغة مسودة الدستور فكنت أود الأطلاع عن قرب على مستجدات الانتقال السياسي الحالي في مصر، فأجريت مباحثات مع مسؤولين مصريين وأطراف معينة، من بينهم وزير الخارجية نبيل فهمى ورئيس لجنة الخمسين عمرو موسى، بشأن الوضع الداخلي المصري وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولفت وو سي كه، الذي كان سفيرا للصين بالقاهرة خلال الفترة ما بين عامي 2003 و 2007، إلى أن مصر باعتبارها دولة ذات ثقل سياسي في المنطقة، تتابع عن كثب دوما القضايا الإقليمية، ولذلك أجريت تبادلات معمقة لوجهات النظر مع وزير الخارجية المصري حول القضيتين السورية والفلسطينية.
وأضاف أن فهمي سيستهل جولته الآسيوية بزيارة الصين في نهاية الأسبوع الحالي، لذا تشاورت معه في القاهرة حول التنسيق لهذه الزيارة التي تعد بمثابة "حدث بارز" في سجل التبادلات الدبلوماسية الصينية ــ المصرية.
وتابع قائلا إن زيارة فهمي أتاحت "فرصة سانحة جدا" لدفع التفاهم والتعاون بين الجانبين، متمنيا لها أن تكلل بالنجاح التام.
وأكد مبعوث الصين الخاص مجددا احترام الصين لخيارات الشعب المصري وعزة وسيادة بلاده ، ومعارضتها لأى شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون مصر الداخلية كما "كان موقفنا الواضح في مجلس الأمن الدولي بعد التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية مؤخرا".
ولخص بقوله"مهما تغير الوضع السياسي في مصر، لن تغير الصين موقفها المتمثل في حرصها على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين"، مضيفا أن "زيارتي تنقل هذه الرسالة الواضحة من الصين إلى مصر.
وفي معرض حديثه عن شعوره الشخصي من خلال هذه الزيارة إزاء الوضع الحالي في مصر، أشار الدبلوماسي الصيني المخضرم إلى أنه يستشعر بقوة عودة الهدوء والاستقرار تدريجيا إلى ربوع المجتمع المصري الآن، قائلا إن "أبناء مصر يملؤهم الأمل، وهم يبحثون عن طريق يناسبهم".
ومضى يقول "إنني أشعر أيضا بأن المصريين يمضون قدما بخطى ثابتة بعد وضع خارطة الطريق السياسي"، مستندا في ذلك إلى الانتهاء من صياغة مسودة الدستور في الموعد المقرر، واصفا ذلك بأنه "يكتسب أهمية رمزية".
وأضاف أنه استشعر أثناء زيارته لمصر بأن الاستفتاء العام المقبل على مسودة الدستور من المرجح أن يحظى بتأييد غالبية أبناء الشعب المصري.
وفي الوقت نفسه، ذكر وو "لاحظت أن مصر أقامت المنتدى الاستثماري المصري - الخليجي بمشاركة نحو 500 رجل أعمال ومستثمر خليجي ومصري وأجنبي، في إشارة إلى أن مصر لم تحدد خارطة طريق سياسية فحسب، وإنما تضع أيضا خارطة طريق اقتصادية موضع التنفيذ."
وأضاف أنه بعد مرور نحو ثلاثة أعوام على اندلاع المظاهرات والاحتجاجات في الشرق الأوسط، تأمل شعوب المنطقة في انتهاء الاضطرابات الاجتماعية والنهوض من حالة الركود الاقتصادي والتعثر التنموي والعيش في رغد وهناء.
وقال وو سي كه إن تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتصالح بين القوى السياسية المختلفة بات مطلبا عاما لأبناء عامة الشعب الذين تذوقوا مرارة الصراعات الداخلية.
وفيما يتعلق بجهود الصين المبذولة لحل الأزمة السورية المزمنة، أوضح مبعوث الصين الخاص أن الصين تتمسك دائما بالحل السياسي للقضية السورية وأن هذا الموقف لم يتزعزع قط حتى في أصعب أوقات الأزمة ، مؤكدا أن الصين أيدت وستظل تؤيد على الدوام مهمة المبعوثين المشتركين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اللذين استعانا ببعض المبادرات المطروحة من الصين.
وأعرب المسؤول الصيني عن ترحيب بلاده بمشاركة طرفي النزاع السوري والأطراف المعنية معا في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في يناير المقبل، موضحا أن الصين تعمل بلا كلل على إنجاح انعقاد المؤتمر والتوصل إلى اتفاق.
وقال "أكدت في خطابي أثناء منتدى حوار المنامة أننا تجاوزنا صعوبات تحديد موعد مؤتمر جنيف 2، وسنواجه مزيدا من الصعوبات للتوصل إلى اتفاق، لكن ليس لدينا خيار آخر. فلا مفر أمامنا سوى قهر الصعوبات لإنجاح المؤتمر."
وأضاف "وإلا لن يتحقق انتقال سياسي سلمي ولن يتم وضع حد للمأساة الإنسانية في سوريا، ولن تتوقف التداعيات السلبية الناجمة عن هذه الأزمة على المنطقة برمتها."
وأشار وو سي كه إلى أن الصين تتابع عن كثب الأوضاع الإنسانية في سوريا، وقدمت ومازالت تقدم مساعدات تسهم في تخفيف معاناة الشعب السوري.
وفي معرض حديثه عن دور الصين في دفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أوضح مبعوث الصين الخاص أن الصين بذلت جهودا دبلوماسية حثيثة في العام الراهن، حيث استضافت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لإجراء محادثات ثنائية منفصلة، وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة مؤلفة من أربع نقاط حول الدفع من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية خلال لقائه عباس الزائر، واستضافت الصين مؤتمرا أمميا لدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بنجاح.
علاوة على ذلك، أعلنت الصين أمس (الخميس) أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي سيقوم بجولة شرق أوسطية يستهلها بفلسطين واسرائيل اعتبارا من 17 ديسمبر الحالي, حيث سيتباحث مع قادة الجانبين بشأن كيفية تطبيق مبادرة الأربع نقاط التي طرحها الرئيس الصيني لحل قضية فلسطين.
وفي الوقت ذاته، أقر وو سي كه بوجود خلافات كبيرة بين جانبي الصراع وبأن الحل مازال يتطلب المزيد من الجهود الدولية المشتركة، مؤكدا أن الصين ستظل بذاتها على تواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ولن تدخر وسعها في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |