الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الإنترنت تزيد من تمكين الصين

arabic.china.org.cn / 10:42:02 2013-10-02

بكين 2 أكتوبر 2013 (شينخوا) جاء في نص أول بريد إلكتروني ورد من الصين في عام 1987 التالي: " يمكننا أن نصل إلى كل ركن في العالم بعبور سور الصين العظيم". وبعد ربع قرن من الزمان، أعاد ت شبكة الانترنت تشكيل كل ركن من الصين.

تمكين الاقتصاد

اصطف زوار مؤتمر الإنترنت الصيني الذي انعقد في بكين في شهر أغسطس خلف آلات البيع.

مسح أحد الشبان الراغبين في زجاجة مياه رمز الاستجابة السريعة عن طريق تطبيق "ويتشات" للرسائل على هاتفه الجوال، وبعد سماع صوت التنبيه، أدخل رقم حسابه البنكي واستكمل عملية الشراء في ثوان.

وعقب الشاب قائلا ً " هذا يمكن من الربط بين الدفع عبر الإنترنت، وبين الاستهلاك من المتجر"، وأضاف "عندما تعتمد جميع مراكز التسوق طريقة الدفع عن طريق المسح الضوئي، لن أحتاج لمحفظة نقودي أو حتى لبطاقة الائتمان".

دخل تطبيق الـ "ويتشات" المملوك لشركة تينسنت، عملاق الانترنت الصيني، إلى السوق قبل عامين، ويعتبر هذا التطبيق رائدا لطرق جديدة في سوق التجارة الالكترونية المربحة في الصين بـ400 مليون مستخدم.

ويقول ليانغ تشون شياو، نائب رئيس مجموعة علي بابا، وهي شركة تعتبر كمنصة رائدة للتداول عبر الانترنت في الصين," لقد أصبح الاستهلاك المتصل بالانترنت للمنتجات الإعلامية والخدمات يسير جنبا إلى جنب مع التجارة الالكترونية ليشكلا قوتين محركتين للنمو وإعادة الهيكلة الاقتصادية في الصين".

وتوقع ليانغ أن يبلغ إجمالي إيرادات البيع بالتجزئة على الانترنت أكثر من 16 في المائة من إجمالي المبيعات في الصين بحلول عام 2020، في حين سيتجاوز إجمالي قيمة التجارة الالكترونية 28.8 تريليون يوان (4.7 تريليون دولار أمريكي).

وأضاف ليانغ أن " التجارة الالكترونية ستعزز أداء القطاعات ذات الصلة مثل الخدمات اللوجستية والمواد الخام، وستساعد في إطلاق الإمكانات الاستهلاكية في العديد من المناطق النائية".

وفي هذا السياق، أفاد تقرير بحثي صدر عن مجموعة بوسطن الاستشارية العام الماضي بأن اقتصاد الانترنت في الصين سيمثل 6.9 في المائة من حجم ناتجها الإجمالي المحلي في عام 2016، ارتفاعا من 5.5 في المائة عام 2010.

ونصت المبادئ التوجيهية الصادرة عن مجلس الدولة الصيني، مجلس الوزراء، في أغسطس على أن من المتوقع أن يبلغ الاستهلاك المتصل بالانترنت لمنتجات المعلومات والخدمات 2.4 تريليون يوان (392 مليار دولار أمريكي) في عام 2015، ليرتفع بنسبة أكثر من 30 في المائة سنويا.

هذا وقد بلغ عدد مستخدمي الانترنت في الصين 590 مليون شخص في النصف الأول من هذا العام، حيث يستخدم 80 في المائة هواتفهم الجوالة الذكية لتصفح الانترنت، بينما يزداد وعي المزيد من المنشآت التجارية لإمكانات الانترنت في السوق الاستهلاكية الضخمة في الصين.

وشاركت "سونينغ" للأجهزة الكهربائية المنزلية، و "إكس تيب" لصناعة الأحذية ، و" إنسايت سبايس" مطور العقارات التجارية، في الأعمال التي بدت يوما انها من غير المرجح أن تكون ذات تأثير على العالم الرقمي، شاركت جميعها في مؤتمر الانترنت.

ويقول قاو شين مين، نائب رئيس الجمعية الصينية للانترنت ، في هذا الصدد إن "الانترنت سيكون في كل مكان في السنوات القليلة القادمة، كما سيحدث ثورة في جميع الصناعات ، ويحفز إعادة التوازن الاقتصادي والترقية الصناعية في الصين".

محاربة الفساد

شكل مستخدمو الانترنت في الصين قوة كبيرة، تعتبر كهيئة رقابية غير رسمية تفتش وتركز وتفضح تصرفات بعض المسؤولين وسلوكهم المشبوه، حيث تجلت قوتها كقوة لمكافحة الفساد عندما أقيل ليو تيه نان من منصب نائب لجنة الدولة للتنمية والإصلاح في مايو وتم وضعه قيد التحقيق القضائي في أغسطس.

ويعتقد الكثير أن إقالة ليو كانت نتيجة للجهود التي بذلها لوه تشانغ بينغ،نائب رئيس تحرير مجلة تسايجينغ لفضح مخالفات ليو المزعومة على شبكة الانترنت في ديسمبر.

ويعد المسؤول البالغ من العمر 58 عاما، حلقة بين سلسلة المسؤولين الذين تم إسقاطهم عن طريق المبلغين على الانترنت. ففي نوفمبر، تم رفض لي تشنغ فو كامين للجنة الحزب الشيوعي الصيني لحي بيبي بمدينة تشونغتشينغ جنوب غربي الصين بعد أن كشف صحفي ومحقق مستقل يدعى تشو روي فنغ ان ليو كان متورطا في فضيحة جنسية.

ويقول تشو شو تشن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشعب الصينية، إن سقوط علم مثل ليو، أوحى للحزب الحاكم بأهمية الترحيب بمستخدمي الانترنت للانضمام إلى حملة مكافحة الفساد بطريقة عقلانية وقانونية، وتشجيعهم على الإبلاغ عن المخالفات باستخدام أسمائهم الحقيقية.

وبدءا من يوم 19 ابريل، قدمت البوابات الالكترونية للأخبار الرئيسية والتجارية على صفحاتها الرئيسية روابط لمواقع الكترونية رسمية للإبلاغ عن المخالفات تابعة للجنة المركزية للفحص والانضباط التابعة للحزب الشيوعي الصيني ودائرة تنظيم الحزب نفسه وكذلك النيابة الشعبية العليا والمحكمة الشعبية العليا ووزارة الأراضي والموارد.

وأبرزت الإحصاءات الصادرة عن مكتب الدولة لمعلومات الانترنت ارتفاع نسبة استعراض صفحات هذه المواقع الالكترونية الخمسة لأكثر من ثلاثة أضعاف، فضلاً عن تضاعف عدد التقارير الواردة تقريباً.

واعتاد الشعب الصيني على إرسال الشكاوى والقيام بزيارات الالتماس وطلب الخطوط الساخنة للإبلاغ عن فساد وسوء تصرف المسؤولين، إلا ان شبكة الانترنت قد مكنته من محاربة الفساد وتسليط الضوء على المخالفات الرسمية.

وقد ظهرت فضائح المسؤولين بسبب التحقيقات التي تجريها وسائل الإعلام والسلطات التأديبية حول قضايا فساد محتملة أو سلوك غير مشروع من قبل المسؤولين.

ويقول ليو هونغ يي نائب الأمين العام للمدرسة الوطنية التابعة لفرع الإدارة بالحزب الشيوعي الصيني, لطالما شعر الناس بالقلق إزاء الفساد، لكن الانترنت وفرت لهم قناة للكشف عما يجدونه، مضيفا," لقد ساعدت سهولة الوصول إلى الرأي العام، كعامل مساعد للرقابة الحكومية، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفساد، وكشف المسؤولين الفاسدين".

"كالذين يعيشون في حوض للأسماك ، فهم مراقبون طوال الوقت".


 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :