الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير اخباري : عشرات الالاف من العراقيين يشاركون في جمعة"حرق المطالب"
بغداد 26 ابريل 2013 (شينخوا) شارك عشرات الالاف من العراقيين في تظاهرات اليوم التي اطلق عليها اسم"جمعة حرق المطالب" في اشارة إلى تجاهل الحكومة لمطالب المتظاهرين ، وتهديدها بانهاء اعتصامتهم بالقوة ، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن اقتحام ساحة الاعتصام في منطقة الحويجة ، وسط دعوات تراوحت بين الدعوة إلى تشكيل جيوش عشائرية لمواجهة الحكومة واخرى تدعو إلى التهدئة والحوار .
فقد احرق المتظاهرون في محافظة صلاح الدين شمال بغداد ، لافتة رمزية تمثل مطالبهم التي سبق وان ارسلوها الى الحكومة ولم تستجب لها، تعبيرا عن وصولهم إلى طريق مسدود وانتهاء التفاوض مع الحكومة العراقية .
وسيطر الغضب على عشرات الاف من المصلين في مختلف مدن المحافظة في اول جمعة بعد قيام الجيش العراقي باقتحام ساحة اعتصام الحويجة ومقتل 50 شخصا واصابة 150 اخرين بجروح .
وشهدت مساجد مدينة تكريت، مركز المحافظة ومدن بيجي والدور وسامراء وبعض مساجد النواحي ايضا تظاهرات انصبت في مجملها حول حادثة الحويجة وتشكيل قوات العشائر الدفاعية والمطالبة بالقصاص من قادة الجيش العراقي سواء من نفذ الامر او اصدره .
وادى المصلون في جميع المساجد صلاة الغائب على ارواح ضحايا الحويجة ، معربين عن تضامنهم مع اسر الضحايا في جميع المناطق المنكوبة.
وقال محمد طه السعدون خطيب جمعة سامراء(120 كم) شمال بغداد ان "هجوم الجيش على ساحة اعتصام الحويجة امر قذر ولا يمكن السكوت عنه ويجب الرد عليه بكل قوة كي لا يتكرر في اماكن اخرى من العراق"، مطالبا بـ"القصاص من منفذي المجزرة بمحكمة دولية محايده بسبب عدم الثقة بالقضاء العراقي وبالحكومة العراقية".
ودعا الى "اجتماع عاجل يعقد في سامراء للمحافظات الست لتدارس الخيارات المطروحة مشدداً على عدم استبعاد اي خيار مهما كان نوعه عنها"، مؤكدا على ان " ابناء المحافظات الغربية قادرون على ان يحكموا انفسهم بانفسهم دون ان يتسلط عليهم ظالم او متكبر يهين كرامتهم.
ومن جانبه ، اعلن ناجح الميزان المتحدث باسم المعتصمين في سامراء ، عن "تشكيل قوات الدفاع العشائرية للدفاع عن النفس ضد اي اعتداء"، مؤكدا ان "مراجع اهل السنة والجماعة قد حرموا سفك دم اي انسان مهما كان انتماؤه وعمله، الا من اعتدى فيجوز الدفاع عن النفس في مثل هذه الحالة"
ووصف الميزان "سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي "بالرعناء" التي اعادت العراق الى عام1850 وهو العام الذي تأسست فيه جيوش من العشائر لحماية مناطقها".
وفي مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار غرب بغداد، والتي انطلقت منها شرارة المظاهرات، خرج الالاف من أبناء المدينة للمشاركة في تظاهرة اليوم، وهم يرفعون لافتات كتب عليها "تنازلنا عن هذه المطالب ولن نريدها اليوم " ، وقاموا بإحراق مطالبهم التي أعلنوا عنها قبل أربعة أشهر .
وقال قصي الزين إمام وخطيب جمعة الرمادي إن "رئيس الحكومة نوري المالكي حول الجيش من حماية العراق والعراقيين إلى حماية نفسه وكرسيه ، وزجه في مغامرات سياسية، وهو من ادخل البلاد في بحر من الدم وكرس الطائفية".
وأضاف ان "شيوخ عشائر الانبار شكلوا جيشا يحمل اسم جيش العزة والكرامة للدفاع عن أعراض وحرية وكرامة اهل السنة من المالكي ومليشياته"، مؤكدا "اننا لن نعود الى بيوتنا خائبين في هذه المعركة مع الحكومة ولن نرجع اما جثث أو منتصرين".
وتابع الزين ان "الحكومة أثبتت انه لا يمكن التعايش معها وهي من قتلت سلمية المظاهرات"، داعيا "حلفاء المالكي إلى استبداله إذا أرادوا الخير والسلام ووحدة العراق"، مطالبا المرجعيات الشيعية بـ" أن يكون لها موقف من قتل الحكومة لأبناء جلدتها في العراق عدوانا وظلما". ولم يختلف الحال في مدينة الفلوجة (50 كم) غرب بغداد، عنه في مدينة الرمادي، حيث اعلن المتظاهرون عن غضبهم من اقتحام القوات الامنية لساحة الاعتصام في منطقة الحويجة وسقوط عشرات القتلى والجرحى بنيران القوات الحكومية، مطالبين المجتمع الدولي بفتح تحقيق باحداث الحويجة .
وادى الاف المصلين من سكنة الاحياء السنية في بغداد الصلاة الموحدة وسط اجراءات امنية مشددة . وفي هذا السياق ، ذكر مصدر في الشرطة العراقية، طلب عدم ذكر اسمه، ان القوات الامنية اتخذت اجراءات مشددة في مناطق غربي بغداد ، فضلا عن منطقتي الأعظمية شماليها والدورة جنوبيها ، ونشرت اعدادا كبيرة من افرادها قرب المساجد في هذه المناطق، تحسبا من خروج تظاهرات تندد بما حصل في منطقة الحويجة.
واوضح المصدر ان الاجراءات الامنية شملت مناطق (الخضراء والعامرية والجامعة والغزالية غربي بغداد ومنطقة الدورة جنوبيها والأعظمية شماليها)، وتمثلت بنشر عدد كبير من نقاط التفتيش فيها"، مبينا أن "الاجهزة الأمنية تدقق في هويات الداخلين والخارجين من هذه المناطق"، في محاولة لمنع اي تظاهرات قد تخرج بعد صلاة الجمعة.
الا ان هذه الاجراءات المشددة لم تمنع وقوع عدد من الانفجارات، حيث اسفر انفجار عبوة ناسفة في مدخل مسجد الكبيسي بمنطقة الشرطة الرابعة جنوب غربي بغداد (سني)عن مقتل اربعة مصلين واصابة 46 اخرين بجروح مختلفة ، فيما اصيب ستة اشخاص في انفجار عبوة ناسفة قرب مسجد للسنة في منطقة الشعب ، واربعة اخرين في انفجار عبوة ثالثة قرب مسجد في منطقة الراشدية شمالي بغداد، وفقا لما اكده مصدر في الشرطة العراقية.
واضاف ان مدنيا قتل واصيب سبعة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في تقاطع الصدرين بمدينة الصدر شرقي بغداد، فيما اصيب اربعة اشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الدورة جنوبي بغداد، وأصيب ستة اخرون في انفجار عبوة ناسفة قرب احد المساجد في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد .
وتشهد محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، والمناطق السنية في بغداد، منذ اربعة اشهر اعتصامات وتظاهرات وصلوات موحدة ، للمطالبة باطلاق سراح السجينات والسجناء الابرياء والغاء قانوني مكافحة الارهاب والمسائلة والعدالة وتصحيح مسار العملية السياسية وتحقيق التوازن الوطني في دوائر الدولة. ووسط هذه الاجواء المشحونة بالانفجارات والشد الطائفي، دعى مارتن كوبلر المبعوث الخاص للامم المتحدة، العراقيين الى ضبط النفس وضرورة قيام الزعماء العراقيين بمبادرات جريئة وفورية من أجل السلام، محذرا من ان العراق على مفترق طرق.
ونقل بيان لبعثة الامم المتحدة في العراقي "يونامي" عن كوبلر قوله في نداء وجهه الى العراقيين عقب الإشتباكات التي وقعت مؤخرا وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الأشخاص في مناطق متفرقة من العراق قوله" أن البلاد تتجه نحو المجهول ما لم تتخذ إجراءات حاسمة وفورية وفعّالة لوقف دوّامة العنف من الإنتشار بشكل أوسع " .
واضاف " أدعو جميع الزعماء الدينيين والسياسيين للإحتكام إلى ضمائرهم واستخدام الحكمة فلا يدعوا الغضب ينتصر على السلام ، لأن البلاد تقف عند مفترق الطرق" ، مؤكداً " يتحمل القادة العراقيون مسؤولية تاريخية في تولي زمام الأمور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معا والدعوة بصوت واحد لاستعادة الهدوء فورا وإجراء حوار وطني واسع النطاق".
وطالب كوبلر الحكومة العراقية بإجراء "تحقيق شامل وشفاف في أحداث الحويجة، وتقديم منتهكي حقوق الإنسان إلى العدالة"، مكررا دعوته " للإفراج عن الأشخاص الذين اعتقلوا في أعقاب عملية الاقتحام ".
ويأتي نداء كوبلر للعراقيين على خلفية اقتحام القوات الامنية لساحة الاعتصام في منطقة الحويجة (70 كم) جنوب غرب مدينة كركوك(250 كم) شمال بغداد ، والتي ادت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وما تبعها من ردود فعل غاضبة ادت الى سقوط المزيد من الضحايا في مناطق متفرقة من البلاد.
يذكر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد دعا في كلمة له امس وجهها الى الشعب العراقي ، الى تغليب لغة الحوار على العنف والارهاب، محذرا من ان الفتنة الطائفية اذا ما حصلت فانها لن تستثني احدا.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |